ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[20 Jul 2005, 06:51 ص]ـ
الأخ الكريم أبا عبدالمعز
أرجو الاطلاع على هذا المقال:
مناقشة مثبتي المجاز لمنكريه ( http://toislam.net/files.asp?order=3&num=591&per=556)
وفي آخره نقل عن ابن تيمية يدل على أن له موقفاً معتدلاً من المجاز
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[20 Jul 2005, 04:40 م]ـ
شيخنا أبا مجاهد ......
ما أرى مداخلتك إلا تنبيها لي على ترك موضوع كنت قد بدأته ثم تركته منذ زمن ..... فجزاك الله خيرا.والحقيقة أنني لم أهجر الموضوع وساستأنفه قريبا .... وتوقفي الراهن بسبب البحث والتقصي فى الموضوع .... فلا يخفى عليك أن معالجة مثل هذا الموضوع لا تكون بالخطابات الانشائية ..... وتقليد الناس ..
قرات الموضوع الذي أحلت اليه ...
وهذه بعض الملاحظات:
قال الكاتب:
أن القول بأن كل مجاز كذب يجوز نفيه ليس صحيحاً: وإنما يكون المجاز كذباً لو أثبت المعنى على التحقيق لا على المجاز، أي أنه إذا أطلق القمر - مثلاً - على إنسان بهي الطلعة يكون كذباً لو ادُّعي أنه القمر الذي في السماء حقاً.
تعليق:
الكاتب جمع بين أمرين مختلفين معتقدا أن بينهما علاقة لزوم.
فالقول إن المجاز كذب أمر. وأن كل مجاز قابل لنفيه أمر آخر.
أما الأول فقد بينت في ما سبق أن المجاز- ولا سيما الاستعارة منه-لا تنفصل عن الادعاء.
انظر الى قول ابن العميد
(قامت تظللني من الشمس ... نفس أعز علي من نفسي)
(قامت تظللني ومن عجب ... شمس تظللني من الشمس)
مم تعجب ابن العميد؟
أي عجب في أن تظلل امرأة رجلا من الشمس؟
لكن متعة الفكرة كامنة فى الحاق المرأة بالشمس وادعاء التماهي بين الجنسين. وهذا ما عبر عنه القدماء بقولهم: "بناء الاستعارة على تناسي التشبيه قضاء لحق المبالغة."
وقد بينت سابقا وجوب دخول "الادعاء" و "المبالغة" في بنية المجاز وهذا مجمع عليه عند القائلين بالمجاز انفسهم. واعتبار هذا كذبا أو غير كذب أمر لفظي ولا مشاحة فى الاصطلاح. بيد أن الادعاء والمبالغة ممنوعان في النصوص الشرعية تحت أي اسم جاءا.
-أما امكان نفي المجاز فهذا ضابط يؤتى به للتفرقة بين الحقيقة والمجازمع ضوابط أخرى يذكرون منها: التبادر والاطراد وغيرها ....
والمعروف أن الضابط أمر عقلي يفترضه الحاد للتميز بين أشياء تبدو متداخلة فهو شكلي لا جوهري ... وصاحب المقال لم يحمل هذا الضابط على محمله الصحيح ...
فمثلا:
"جاءني أسد"
يقال في شأنه ما الدليل على أن أسد هنا مجاز.الجواب لأننا يمكن أن ننقض التعبير بالنفي ومع ذلك تبقى الجملة "معقولة" (أو "مقروءة"بتعبير المعاصرين.)
"جاءني أسد ولم يجئني أسد. " .... يقصد جاءه أسد (انسان) ولم يجئه أسد (حيوان).والجملة معقولة كما ترى.
لكن لو قصد ب"أسد"الحيوان في الاستعمالين معا لكان الكلام متهافتا. فتسقط العبارة في" اللامعنى". باختصار مرادهم بصحة النفي علامة على المجاز احتفاظ الجملة ب"المقبولية"رغم التناقض الظاهري.
قال:
-، ثم أن البلاغيين حرصوا في مصنفاتهم على أن يبينوا الفرق بين المجاز والكذب؛ فهم متفقون على أن المجاز ليس كذباً؛ لأن التجوُّز يضع بين يدي المجاز قرينة تصرف عن إرادة المعنى الأصلي للفظ.
قلت:
ادعاء أن المجاز ليس كذبا دعوى تحتاج الى دليل. وأهل البلاغة أنفسهم شعروا بالتناقض الكامن فى الجمع بين الادعاء ونصب القرينة.
قال الخطيب فى الايضاح:
"فإن قيل إصرار المتكلم على ادعاء الأسدية للرجل ينافي نصبه قرينة مانعة من أن يراد به السبع المخصوص قلنا لا منافاة ووجه التوفيق ما ذكره السكاكي وهو أن تبنى دعوى الأسدية للرجل على ادعاء أن أفرادجنس الأسد قسمان بطريق التأويل متعارف وهو الذي له غاية الجراءة ونهاية قوة البطش مع الصورة المخصوصة وغير متعارف وهو الذي له تلك الجراءة وتلك القوة لا مع تلك الصورة بل مع صورة أخرى."
واقتراح السكاكي فى الحقيقة "بارد" مع ما فيه من تهافت: فكأنه قال:ليس فى الاستعارة كذب لأنها ادعاء. فهل هناك فرق بين الأمرين؟
قوله:
ولقد عني البلاغيون بالقرائن عناية بالغة، واستنبطوها من كلام العرب، وفصلوا فيها القول تفصيلاً؛ فإذا خلا المجاز من القرائن كان الكلام فاسداً لعدم دلالته.
قلت:
¥