تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وردت عبارة:» لم يسبق «في التحبير على النحو الآتي:» لم أُسبق «، ويظهر لي أن ما في الإتقان أدق؛ لأنه بنى كتابه على كتاب البلقيني، فهو يوازن زياداته وسبقه به، وليس بمطلق سبقه غيره من العلماء، والله أعلم.

4 ـ يلاحظ أنه في مقدمته للتحبير، وذكره للأنواع نصَّ على الزيادات التي زادها على البلقيني، ولما نقلها إلى الإتقان لم ينصَّ على هذه الزيادات.

5 ـ يمكن القول بأن أغلب كتاب البلقيني بين يدينا، وذلك بتجريد زيادات السيوطي التي نصَّ عليها.

6 ـ كما اعتمد السيوطي على كتاب البلقيني وزاد عليه في التحبير، فإنه اعتمد عليه اعتمادًا كليًّا في كتابه (النُّقاية)، فذكر أنواع البلقيني نفسها، ولم يزد عليها، وبهذا يمكن موازنة الأنواع وأمثلتها بين ما ذكره في التحبير وما ذكره في رسالة أصول التفسير من كتاب النُّقاية.

قال السيوطي:

(1: 10):» ثم خطر لي بعد ذلك أن أؤلف كتابا مبسوطا ومجموعا مضبوطا أسلك فيه طريق الإحصاء وأمشي فيه على منهاج الاستقصاء هذا كله وأنا أظن أني متفرد بذلك غير مسبوق بالخوض في هذه المسالك فبينا أنا أجيل في ذلك فكرا أقدم رجلا وأؤخر أخرى إذ بلغني أن الشيخ الإمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي أحد متأخري أصحابنا الشافعيين ألف كتابا في ذلك حافلا يسمى البرهان في علوم القرآن فتطلبته حتى وقفت عليه فوجدته قال في خطبته:

لما كانت علوم القرآن لا تحصى ومعانيه لا تستقصى وجبت العناية بالقدر الممكن ومما فات المتقدمين وضع كتاب يشتمل على أنواع علومه كما وضع الناس ذلك بالنسبة إلى علم الحديث فاستخرت الله تعالى وله الحمد في وضع كتاب في ذلك جامع لما تكلم الناس في فنونه وخاضوا في نكته وعيونه وضمنته من المعاني الأنيقة والحكم الرشيقة ما بهر القلوب عجبا ليكون مفتاحا لأبوابه عنوانا على كتابه معينا للمفسر على حقائقه مطلعا على بعض أسراره ودقائقه وسميته البرهان في علوم القرآن وهذه فهرست أنواعه ... «.

ثم ذكر سبعة وأربعين نوعًا ثم قال:» واعلم أنه ما من نوع من هذه الأنواع إلا ولو أراد الإنسان استقصاءه لاستفرغ عمره ثم لم يحكم أمره ولكن اقتصرنا من كل نوع على أصوله والرمز إلى بعض فصوله فإن الصناعة طويلة والعمر قصير وماذا عسى أن يبلغ لسان التقصير.

هذا آخر كلام الزركشي في خطبته

التعليق:

1 ـ أنه حين تصنيف كتابه التحبير لم يكن اطلع على برهان الزركشي (ت: 794).

2 ـ من تقدم وفاة الزركشي على شيخ شيوخ السيوطي جلال الدين البلقيني (ت: 824)، وعلى شيخ السيوطي الكافيجي (ت: 879)، وادعاؤهما عدم الاطلاع على مؤلف سابق في هذا العلم = ما يدل على عدم اطلاعهما على كتاب الزركشي، والله أعلم.

3 ـ أنه قصد تأليف الإتقان بعد انتهائه من التحبير، وبعد اطلاعه على البرهان للزركشي.

4 ـ أن الزركشي لم يذكر سابقًا له ابتدع هذا التصنيف، وبهذا يكون أول من قصد جمع علوم القرآن جمعًا مستوعبًا.

5 ـ توافق الزركشي والبلقيني وكذا السيوطي في التنظير بعلوم الحديث في التأليف.

6 ـ من أهداف تأليف كتاب البرهان أن يكون معينًا للمفسر على حقائقه، ومطلعًا على بعض أسراره ودقائقه.

قال السيوطي (1: 14):» ولما وقفت على هذا الكتاب ازددت به سرورا وحمدت الله كثيرا وقوي العزم على إبراز ما أضمرته وشددت الحزم في إنشاء التصنيف الذي قصدته فوضعت هذا الكتاب العلي الشان الجلي البرهان الكثير الفوائد والإتقان ورتبت أنواعه ترتيبا أنسب من ترتيب البرهان وأدمجت بعض الأنواع في بعض وفصلت ما حقه أن يبان وزدته على ما فيه من الفوائد والفرائد والقواعد والشوارد ما يشنف الآذان وسميته ب الإتقان في علوم القرآن وسترى في كل نوع منه إن شاء الله تعالى ما يصلح أن يكون بالتصنيف مفردا وستروى من مناهله العذبة ريا لا ظمأ بعده أبدا وقد جعلته مقدمة للتفسير الكبير الذي شرعت فيه وسميته ب مجمع البحرين ومطلع البدرين الجامع لتحرير الرواية وتقرير الدراية ومن الله استمد التوفيق والهداية والمعونة والرعاية إنه قريب مجيب وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب وهذه فهرست أنواعه ... «.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير