تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ثم قال بعد أن عدَّها (1: 17 ـ 18):» فهذه ثمانون نوعا على سبيل الإدماج ولو نوعت باعتبار ما أدمجته في ضمنها لزادت على الثلاثمائة «.

التعليق:

1 ـ الفرح بالمواطأة من دأب العلماء، فإنَّ ذلك يدل على صحة السلوك في العلم، وعدم الانفراد والشذوذ.

2 ـ ترتيب الإتقان جاء نتيجة لعدد من ترتيبات سابقة له، وذلك في ترتيب البلقيني والزركشي وترتيبه هو في التحبير.

3 ـ عمل السيوطي في الترتيب ـ فيما يراه أنسب من البرهان ـ على:

ـ إدماج بعض الأنواع في بعض.

ـ فصل ما حقُّه أن يُبان.

ـ الزيادة على ما عند الزركشي.

وبهذا صارت الأنواع عنده ثمانين نوعًا، وعند البلقيني خمسين نوعًا، وعنده في التحبير مائة واثنين، وعند الزركشي سبعة وأربعين نوعًا.

4 ـ صلاحية كل نوع من الأنواع بالإفراد في التأليف، مما يعني ثراء هذه الأنواع، وإمكانية التفصيل والزيادة عليها.

5 ـ كما أنه يمكن بفصل هذه الأنواع وتشقيقها أن تصل إلى أكثر من الثلاثمائة، وكذا عمد ابن عقيلة المكي في كتابه الزيادة والإحسان حيث شقَّق وفرَّق ما جمعه السيوطي.

6 ـ أن السيوطي جعل كتابه هذا مقدمة لتفسيره الكبير (مجمع البحرين ومطلع البدرين الجامع لتحرير الرواية وتقرير الدراية)، وكأنه يشير بهذا إلى علاقة علوم القرآن بما يطرحه المفسرون في كتبهم كما مضت إشارة الزركشي له، والله أعلم.

وهذا يقودنا إلى معرفة ما يحتاجه المفسر في صلب التفسير، وإدراك المعنى المراد من الخطاب، وما يحتاجه في مسائل التفسير من علوم تتعلق بالسورة أو بالآية، وإن لم يٌبنَ عليها فهم مباشرٌ في المعنى؛ إلا أنها تُعدُّ من علوم القرآن.

قال السيوطي (1: 18):» وغالب هذه الأنواع فيها تصانيف مفردة وقفت على كثير منها.

ومن المصنفات في مثل هذا النمط وليس في الحقيقة مثله ولا قريبا منه وإنما هي طائفة يسيرة ونبذة قصيرة فنون الأفنان في علوم القرآن لابن الجوزي وجمال القراء للشيخ علم الدين السخاوي والمرشد الوجيز في علوم تتعلق بالقرآن العزيز لأبي شامة والبرهان في مشكلات القرآن لأبي المعالي عزيزي بن عبد الملك المعروف بشيذلة وكلها بالنسبة إلى نوع من هذا الكتاب كحبة رمل في جنب رمل عالج ونقطة قطر في حيال بحر زاخر

وهذه أسماء الكتب التي نظرتها على هذا الكتاب ولخصته منها «.

وذكر أنواعها، وهي: الكتب النقلية، وكتب جوامع الحديث والمسانيد، وكتب القراءات وتعلقات الأداء، وكتب اللغات والغريب والعربية وإعراب، وكتب الأحكام ومتعلقاتها، وكتب الإعجاز وفنون البلاغة، وكتب الرسم، وكتب جامعة، وتفاسير غير المحدِّثين.

التعليق:

1 ـ قوله:» وغالب هذه الأنواع فيها تصانيف مفردة وقفت على كثير منها «. سيذكرها عند كل نوع من هذه الأنواع، وهذا يدل على سعة اطلاعه على الكتب المفردة في هذا العلم الذي قصد جمعه.

2 ـ ذكر بعض الكتب التي جمعت بعض أنواع علوم القرآن، لكنها لم تستوعب، وهذه الكتب هي:

ـ فنون الأفنان لابن الجوزي (ت: 597).

ـ جمال القراء للسخاوي (ت: 643).

ـ المرشد الوجيز في علوم تتعلق بالقرآن العزيز لأبي شامة (ت: 665).

ـ البرهان في مشكلات القرآن لأبي المعالي عزيزي بن عبد الملك المعروف بشيذلة (ت: 494).

وهذه الكتب سبق طرحها في اللقاءات السابقة تحت عنوان (الجمع الجزئي)، وقد فات السيوطي منها بعضها وقد سبق ذكر بعضها في الدروس السابقة.

3 ـ هذه المراجع المتنوعة تدلُّ على أنَّ جمع علوم القرآن جمعًا كليًّا لم يطرأ إلا متأخِّرًا، وكانت تلك المراجع زادًا يتزود به السيوطي لتنظيم أنواع علوم القرآن، وإبراز موضوعاتها ومسائلها.

4 ـ يلاحظ أنه لم يذكر كتب أصول الفقه مع رجوعه إليها في تقرير المباحث المتعلقة بعوارض الألفاظ من تخصيص العام وتقييد المطلق وغيرها.

ملحوظات عامة على السيوطي ومنهجه في كتاب الإتقان:

أولاً: يلاحظ أنه لم يُعن ـ كما لم يُعن غيره من المتقدمين ـ بتعريف علوم القرآن كفنٍّ مدوَّنٍ.

ثانيًا: غلب على السيوطي في كتابه الجمع دون التحرير، فالتحرير الموجودقٌليل بالنسبة للمنقول.

ثالثًا: وقع في تشقيق بعض أنواع علوم القرآن مما يمكن أن يكون تحت مسمى واحدٍ.

رابعًا: ذكر بعض أنواع العلوم التي هي من جنس واحدٍ، ولم يستوعب ما يماثلها في الباب.

خامسًا: اختلاف المصطلح الذي استخدمه السيوطي في كتبه الثلاثة:

1 ـ علم التفسير في كتابه (التحبير في علم التفسير)، وكتابه (النُّقاية).

2 ـ علوم القرآن في كتابه (الإتقان في علوم القرآن).

سادسًا: مما يحمد للسيوطي في كتابه هذا:

1 ـ جمع المتفرق، وهذا مقصد من مقاصد التصنيف.

2 ـ في هذا الجمع حفظ نصوص من كتب مفقودة.

3 ـ ذكر المؤلفات في أنواع علوم القرآن.

4 ـ نسب الكتب إلى مؤلفيها، بحيث يستفاد منه في إثبات الكتاب إلى مؤلفه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير