ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[07 - 10 - 2005, 01:22 م]ـ
أخي ابن خالويه
وهل يمكن أن تكون صفة الرحمة متجددة بالنسبة لله تعالى؟ بل هي ثابتة.
والله أعلم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[10 - 10 - 2005, 01:41 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..
لعلّ في تقديم (الرحمن) على (الرحيم) أسرار، منها:
أولاً: كون (الرحيم) حينئذ من باب التكميل المسمّى بالاحتراس - الذي هو فنّ من البلاغة - وهو أن يؤتى في كلام يوهم خلاف المقصود بما يدفعه. فإن الوصف بـ (الرحمن) لمّا كان يوهم دقائق النعم لا تصدر عنه تعالى لحقارتها، أتي بـ (الرحيم) دفعاً لهذا الايهام. وجعله جماعة من باب التتميم.
ثانياً: أن (الرحمن) لمّا كان مختصّاً به تعالى نزّل منزلة العَلَم فقُدّم على (الرحيم)، ولا يتّجه الإشكال من أصله على القول بأن (الرحمن) عَلَم، لأن العَلَم مقدّم على الصفة.
وأما بالنسبة لمسألة المبالغة في (الرحمن) فيُنظر إليها من وجوه:
الاول: لما رُوي عن السلف من قولهم: يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيم الدنيا.
فهذا القول يفيد شمول الرحمة المستفادة من (الرحمن) للدنيا والآخرة، واختصاص الرحمة المستفادة من (الرحيم) بالدنيا. فيكون (الرحمن) أبلغ كمّاً، أي: أكثر رحمات لشموله أهل الدارين، وأبلغ كيفاً، أي: أعظم رحمات، لأن الرحمات الأخروية كلها عظام.
الثاني: لما رُوي عن السلف أيضاً من قولهم: يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة.
فهذا القول فيه توجيه لأبلغية (الرحمن)، بأن المرحومين في الدنيا أكثر من المرحومين في الآخرة، لشمول رحمة الدنيا للثقلين وسائر الحيوانات.
الثالث: ما رواه الترمذي والحاكم عن الرسول صلى الله عليه وسلم في المستدرك، قال: " من دعا: اللهم فارج الهمّ، كاشف الغمّ، مجيب دعوة المضطرّ، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، أنت ترحمني فارحمني رحمة تغنيني بها عمّن سواك ".
وهذا الوارد لا ينافي أبلغية (الرحمن) لاحتمال أن يكون باعتبار الكيف فقط، وأنه تعالى من حيث إنعامه بالنعم العظيمة (رحمن)، ومن حيث إنعامه بالنعم الدقيقة (رحيم). ويؤيّده تفسير كثير من العلماء: (الرحمن) بالمنعم بجلائل النعم، و (الرحيم) بالمنعم بدقائقها. وتفسير بعضهم: (الرحمن) بالمنعم بما لا يتصوّر جنسه من العباد، و (الرحيم) بالمنعم بما يتصوّر جنسه منهم.
والله تعالى أعلم ..
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[10 - 10 - 2005, 11:41 ص]ـ
جزيت خيرا أخي لؤي