ـ[حبيب]ــــــــ[19 - 10 - 2005, 07:31 م]ـ
اود التنبيه على امر مهم قبل مطالعة ما كتبه الزميل اعلاه وهل هو يعنينا او غيرنا.
ان اهل البيت قد يطلق بالمعنى العرفي وهو مما يدخل فيه عصبة الرجل وما حواه بيته.
وقد يطلق على معنى خاص وهو الظاهر من الاية وكل ما عند القوم هو حجة السياق التي تفيد ظهورا في كون اهل البيت شاملا لزوجات النبي ص.
ومعلوم ان اي ظهور بدوي لايكون حجة ما لم يستقر على ظهوره ولم يعارضه ظهور اخر اقوى منه.
ـ[حبيب]ــــــــ[19 - 10 - 2005, 07:48 م]ـ
والسياق هنا ليس بحد ذاته حجة قوية على الظهور ولو اغمضنا النظر عن هذا فيقال:
ان هناك قرائن داخلية في نفس اللفظ تفيد ان السياق في لفظ الفقرة المعنية من الاية الشريفة قد خرج من سياقه السابق وهو يقطع النظر عن السياق المحتج به في المقام من قبل المخالف فارجوا الالتفات لهذه النقطة للباحث المنصف.
ولو اغمضنا النظر عن هذا فإن اذهاب الرجس والتطهير بأعلى مراتبه مما يأبى دخول غير المنصوص عليه في الاحاديث , حيث انه لا يدعي احد ان ازواج النبي -رغم ما لديهن من مقام كبير- قد اذهب الله عنهن الرجس مطلقا كما ظهر لاالذهاب المذكور من الاية كما انه لم يدع احد انهن رضوان الله عليهن قد طهرن كل التطهير مع ان الارادة الالهية هنا حتمية فلا راد لامره جلت قدرته.
وهذا يضعف حجة السياق والتي هي كل ما لدى القوم فاكرر رجائي من الباحث المنصف الالتفات له.
ولو اغمضنا النظر ايضا عن هذا فلايمكن البناء على حجية السياق التي هي اساسا ليست حجة ناطقة وما لم يكن كذلك فهو اضعف انحاء الحجج , فضلا عن مثل الكتاب العزيز الذي لا يستغرب فيه الخروج عن السياق (يوسف اعرض عن هذا واستغفري لذنبك)
هذا ونحن لم نخرج بعد الى القرائن الخارجية من الاحاديث المفسرة.
فإنما يحتج بالسياق بعد الفراغ عن كونه حجة لايعترضها شئ والحال انها حجة قاصرة لو تنزلنا فهي تفيد ظهورا غير مستقر , وعليه فحتى لو فرضنا جدلا ان الاحاديث الشريفة ليست في مقام الحصر والقصر على فئة معينة فهو مما لايركن له في المقام ضرورة الفراغ عن كون السياق المحتج به من قبل المخالف حجة تامة وظهوره مستقر , فنكون في حاجة عندئذ الى ما يدعم هذا الاستقرار او ما يرفع اليد عنه او عن عمومه عند معارضته بالاحاديث المفسرة التي لاشك في وجود قصر فيها من خلال قرائن عديدة ليست كلمة هؤلاء بأفضلها واعظمها.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[19 - 10 - 2005, 07:51 م]ـ
وهذه هي رائعة إبن عاشور في التحرير والتنوير حول موضوع آية أهل البيت
(و {أهل البيت}: أزواج النبي صلى الله عليه وسلم والخطاب موجه إليهن وكذلك ما قبله وما بعده لا يخالط أحداً شك في ذلك، ولم يفهم منها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعون إلا أن أزواج النبي عليه الصلاة والسلام هن المراد بذلك وأن النزول في شأنهنّ.
وأما ما رواه الترمذي عن عطاء بن أبي رباح عن عُمر بن أبي سلمة قال: لما نزلت على النبي: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً} في بيت أم سلمة دعا فاطمةَ وحسناً وحسيناً فجَلَّلهم بكساء وعليٌّ خلْف ظهره ثم قال:
اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهِب عنهم الرجس وطهِّرهم تطهيراً ". وقال: هو حديث غريب من حديث عطاء عن عمر بن أبي سلمة ولم يَسِمْه الترمذي بصحة ولا حُسن، ووسمه بالغرابَة.
وفي «صحيح مسلم» عن عائشة: خرج رسول الله غداةً وعليه مرط مرحَّل فجاء الحسن فأدخله، ثم جاء الحسين فأدخله، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً}. وهذا أصرح من حديث الترمذي.
فمَحمله أن النبي صلى الله عليه وسلم ألحق أهل الكساء بحكم هذه الآية وجعلهم أهلَ بيته كما ألحق المدينةَ بمكة في حكم الحَرَمية بقوله: " إن إبراهيم حرّم مكة وإني أحرّم ما بينَ لابتيها ". وتَأوُّل البيت على معنييه الحقيقي والمجازي يصدق ببيت النسب كما يقولون: فيهم البيتُ والعَدد، ويكون هذا من حَمل القرآن على جميع محامله غير المتعارضة كما أشرنا إليه في المقدمة التاسعة.
¥