تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقد نقل في كتب أهل السنة تأييد أمير المؤمنين الامام عليّ (عليه السلام) لما فعله عثمان من جمع المسلمين على قراءةٍ واحدةٍ، حيث أخرج ابن أبي داود في (المصاحف) عن سويد بن غفلة قال: قال عليّ رضي الله عنه: «لا تقولوا في عثمان إلاّ خيراً، فو الله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلاّ عن ملاٍَ منّا؛ قال: ما تقولون في هذه القراءة؟ فقد بلغني أنّ بعضهم يقول: إنّ قراءتي خيرٌ من قراءتك، وهذا يكاد يكون كفراً. قلنا: فما ترى؟

قال: أرى أن يُجْمَع الناس على مصحف واحد، فلا تكون خرقة ولااختلاف». قلنا: فنعم ما رأيت (1)!

وروي أنّه (عليه السلام) قال: «لو وليّت لعملت بالمصاحف التي عمل بها عثمان» (2)،

وبعد تأييد أمير المؤمنين (عليه السلام) وخيار الصحابة المعاصرين لهذا العمل، بدأ التحوّل تدريجياً إلى المصاحف التي بعث بها عثمان إلى الآفاق، فاحتلّت مكانها الطبيعي، وأخذت بأزمّة القلوب، وبدأت بقيّة المصاحف التي تخالفها في الترتيب أو التي كُتِب فيها التأويل والتفسير وبعض الحديث والدعاء تنحسر بمرور الاَيام، أو تصير طعمة للنار، حتّى أصبحت أثراً بعد عين، وحفظ القرآن العزيز عن أن يتطّرق إليه أيّ لبس.


(1) فتح الباري 9: 15.
(2) البرهان للزركشي 1: 302.

وهنا كا ترون ان اثباتهم لآية عن طريق شهود اثنين اي بلا تواتر بل وصريح بعض الروايات انها وضعت في المصحف ثم وزعت في البلدان اي قبل ان يشهدها التواتر او يوجد متواترون , وما خالفها احرق اي انهم يتوقعون ان يكون مخالفة لهذا المصحف المزبور فهل كان هذا تحريفا خارجيا ام انهم يحتملون ان توجد مخالفات للصورة الحالية واذا كان ما عندهم هو الصحيح وهو القرآن الحق فكيف يجوز احتمال ان يكون ثمت قرآن محرف؟!؟! عند الغير كي يؤمر بحرقه. هذا كله في الجمع فكيق بالترتيب.
هذه اشكالات يجب دفعها بغير الطرق الاستحسانية التي ذكرها الاخ لؤي نوره الله حيث نعلم ان كتاب الله تعالى اعز من تطرق التحريف اليه ولكن يجب اثبات ذلك بطريقة علمية وبراهين ساطعة كما يستحقها كتاب ربنا بلا ستحسانيات وومجرد اقوال لعلماء يغير حجة صارخة تكشف الحقيقة المسلمة في حفظ الكتاب العزيز هذا المصحف الشريف.

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[21 - 10 - 2005, 03:34 ص]ـ
الأخ حبيب سلّمه الله ..

أردتَ أن تجرّد مقالتي من الأشواك كي تتجلّى الحقيقة ناصعة - على حدّ تعبيرك - فما وجدتُ في مقالتك إلا المزيد من الشوك! وإذا كان ما كتبته أنا استحساناً - على حد تعبيرك أيضاً - فإن ما سطرته أناملكم فيه ما يوحي إلى التشكيك ..

فقد وجدنا في تحليلك للرواية أعلاه خلطاً واضحاً. حيث نقلت لنا رواية لابن شهاب الزهري عن خارجة بن زيد في نسخ المصاحف زمن عثمان، والتي أدرجها في حديث أنس إلى فقدان زيد آية من سورة الأحزاب. ثم خلطتها برواية عن جمع الصديق التي تتحدث عن فقدان زيد آخر سورة التوبة.

فهناك إذن روايتان عن آيتين سقطتا في جمع القرآن، وتمّ إثباتهما بعد المراجعة. (انظر ابن أبي داود: ص29 - 30). الرواية الأولى صريحة بأن آخر سورة التوبة سقط في الجمع الأول زمن الصديق، والرواية الثانية لا تشير إلى زمن محدّد لفقدان آية من سورة الأحزاب، لكن ورودها بعد رواية نسخ المصاحف في خلافة عثمان "قد يوهم" أنها سقطت في هذا العمل الأخير.

ويبدو أن هذا الوهم كان بسبب إيراد روايات جمع القرآن ونسخه متداخلة في صعيد واحد (انظر ابن حجر: ج10، ص385). مع أن بعض العلماء ذهبوا إلى أن ذلك كله كان في جمع الصديق (انظر ابن كثير: ص46. وفتح المنان لابن عاشر الأنصاري: ص34).

وإن ما يزيل هذا "الغموض" الذي تسببه رواية الزهري عن خارجة - والتي أدرجها في رواية أنس بن مالك عن توحيد المصاحف ونسخها في خلافة عثمان - هو ما يرويه مؤلف كتاب (المباني لنظم المعاني) في مقدمته. والتي ذكر فيها رواية عن الزهري عن خارجة بن زيد عن أبيه تتحدّث عن جمع القرآن في خلافة الصديق، وهي تشبه رواية الزهري عن عبيد بن السباق عن زيد - المشار إليها سابقاً - إلا أنها تنفرد عنها بذكر خبر فقدان الآيتين في ذلك الجمع لا فقدان آية واحدة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير