تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تدل الآية الكريمة والنصوص العديدة على أن تبليغ النبي صلى الله عليه وآله لرسالة ربه في عترته عليهم السلام كان من شأنه أن يحدث زلزلة في الأمة وتهديداً لنبوته صلى الله عليه وآله!

فما هو السبب، وما هي الظروف التي كانت قائمة؟!

إن مصدر الخطر على ترتيب النبي صلى الله عليه وآله لأمر الخلافة من بعده، كان محصوراً في قريش وحدها .. فلا قبائل العرب غير قريش، ولا اليهود، ولا النصارى. . يستطيعون التدخل في هذا الموضوع الداخلي وإعطاء الرأي فيه، فضلاً عن عرقلة تبليغه أو تنفيذه!

والظاهر أن النبي صلى الله عليه وآله كان آيساً من إمكانية تنفيذ هذا الموضوع، بدليل أنه كان يخشى ظهور الردة من مجرد تبليغه بشكل صريح ورسمي!!

والسبب في ذلك طبيعة قريش وتركيبتها القبلية!

قريش منجم الفراعنة

زعماء قريش الذين واجهوا النبي صلى الله عليه وآله ـ إذا صحت أنسابهم الى إسماعيل عليه السلام ـ فإنهم يكونون ذرية إسماعيل الفاسدة، وقد جمعوا بين صفات اليهود المعقدة من أبناء عمهم إسحاق، وبين غطرسة رؤساء القبائل الصحراوية الخشنة!


(138)
وقريش، باستثناء بني هاشم والقليل القليل من غيرهم، منجماً للتكبر! فقد حكم الله سبحانه على زعمائها بأنهم فراعنة تماماً، بالجمع لا بالمفرد، فقال تعالى: إنا أرسلنا إليكم رسولاً شاهدا عليكم كما أرسلنا الى فرعون رسولا. فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذاً وبيلا. المزمل ـ 15 ـ 16
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله عن عدد منهم لما وقف على قتلى بدر:
جزاكم الله من عصابة شراً! لقد كذبتموني صادقاً وخونتموني أميناً.
ثم التفت الى أبي جهل بن هشام، فقال: إن هذا أعتى على الله من فرعون! إن فرعون لما أيقن بالهلاك وحِّدَ الله، وهذا لما أيقن بالهلاك دعا باللات والعزى!!
(حلية الأبرار: 1|127، أمالي الطوسي: 1|316، وعنه البحار: 19|272 ح 11 وكذا في مجمع الزوائد: 6|91).
ـ وروى ابن هشام في: 1|207 قول أبي جهل:
تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف: أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا، حتى إذا تحاذينا على الركب، وكنا كفرسي رهان قالوا: منا نبيٌّ يأتيه الوحي من السماء، فمتى ندرك مثل هذه! والله لا نؤمن به أبداً، ولا نصدقه! انتهى. ورواه في عيون الأثر: 1|146، وابن كثير في سيرته: 1|506.
ـ وفي تفسير القمي: 1|276
قال رسول الله صلى الله عليه وآله لقريش: إن الله بعثني أن أقتل جميع ملوك الدنيا وأجرَّ الملك اليكم، فأجيبوني الى ما أدعوكم اليه تملكوا بها العرب، وتدين لكم بها العجم، وتكونوا ملوكاً في الجنة. فقال أبو جهل: اللهم إن كان هذا الذي يقوله محمد هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو آتنا بعذاب أليم، حسداً لرسول الله صلى الله عليه وآله، ثم قال: كنا وبنو هاشم كفرسي رهان، نحمل إذا حملوا، ونطعن إذا طعنوا، ونوقد إذا أوقدوا، فلما استوى بنا وبهم الركب، قال قائل منهم: منا نبي! لا نرضى بذلك أن يكون في بني هاشم، ولا يكون في بني مخزوم!!

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير