تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن أبي ذر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينام إلا ونحن حوله من مخافة الغوائل، حتى نزلت آية العصمة: والله يعصمك من الناس. انتهى.

وقد أخذ بهذا القول كثير من المفسرين والمؤلفين في السيرة فقد ذكره الزمخشري في الكشاف: 1

659، وكأنه قبله، وكذلك فعل الرازي في تفسيره: 6 جزء 12

50! مع أنهما


(180)
قالا كما رأيت بنزول الآية في مكة! وبذلك يكونا حملا حديث عائشة على أول البعثة، كما حملا قول الحسن البصري وأمثاله!
ـ وقد أخذ بهذا القول أيضاً السهيلي في الروض الأنف: 2|290، والقسطلاني في إرشاد الساري: 5|86، وابن العربي في شرح الترمذي: 6 جزء 11 |174، والعيني في عمدة القاري7 جزء 14|95، وابن جزي في التسهيل: 1 |244، والنويري في نهاية الإرب: 8 جزء 16|196، و 19 جزء 18|342، والنيسابوري في الوسيط: 2|209، والدميري في حياة الحيوان: 1|79 .. وغيرهم، وغيرهم.
ـ وممن أخذ بهذا القول صاحب السيرة الحلبية: 3|327 وقد اغتنم فرصة الآية وارتباطها بحراسة النبي صلى الله عليه وآله لإثبات فضيلة لأبي بكر بن أبي قحافة فقال: حراسه صلى الله عليه وآله قبل أن ينزل عليه قوله تعالى: والله يعصمك من الناس .. .. سعد بن معاذ حرسه ليلة يوم بدر، وفي ذلك اليوم لم يحرسه إلا أبو بكر شاهراً سيفه حين نام بالعريش. انتهى.
وبذلك ناقض صاحب الحلبية نفسه وجاء بدليل على ضد مراده، لأن إلغاء الحراسة إذا كان قبل الهجرة، فلم تبق حاجة لحراسة أبي بكر وغيره في بدر!
على أن الظاهر أنه لم يكن للمسلمين عريشٌ في بدر! وقد روى الحاكم رواية وصححها على شرط مسلم، تذكر أن ثلث المسلمين حرسوا النبي صلى الله عليه وآله في بدر، وهو أمر معقول، لأن المسلمين نزلوا بالعدوة القصوى وهي منطقة مكشوفة. قال الحاكم: 2|326: عن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه قال سألته عن الأنفال، قال: فينا يوم بدر نزلت، كان الناس على ثلاث منازل، ثلثٌ يقاتل العدو، وثلث يجمع المتاع ويأخذ الأسارى وثلث عند الخيمة يحرس رسول الله صلى الله عليه وآله، فلما جمع المتاع اختلفوا فيه .. .. فجعله الى رسول الله صلى الله عليه وآله فقسمه على السواء. انتهى.
ويدل على بطلان هذا القول: أولاً، ما تقدم في القول الأول.
ثانياً: نفس روايات القول الثالث وغيره، التي تنص على أن إلغاء الحراسة المزعوم حصل في المدينة، وليس في مكة.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير