تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>


(182)
الى قوله: والله يعصمك من الناس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تحرسوني، إن ربي قد عصمني.
وأخرج ابن جرير وابن مردوية عن عبد الله بن شقيق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتقبه ناس من أصحابه، فلما نزلت: والله يعصمك من الناس، فخرج فقال: يا أيها الناس إلحقوا بملاحقكم، فإن الله قد عصمني من الناس.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن محمد بن كعب القرظي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما زال يحارسه أصحابه، حتى أنزل الله: والله يعصمك من الناس، فترك الحرس حين أخبره أنه سيعصمه من الناس.
وأخرج عبد بن حميد وابن مردوية عن الربيع بن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرسه أصحابه، حتى نزلت هذه الآية: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك الآية .. . انتهى.
ـ ورواه ابن شبة في تاريخ المدينة: 1|301، عن عبد الله بن شقيق وعن محمد بن كعب القرظي. ورواه الطبري في تفسيره: 6|199، عن عبد الله بن شقيق. وابن سعد في الطبقات: 1 جزء 1|113. والبيهقي في دلائل النبوة: 2|180.
ويدل على بطلان هذا القول وغيره من الأقوال التي ربطت نزول الآية بالحراسة:
أن من المجمع عليه في أحاديث سيرته صلى الله عليه وآله أنه كان يطلب من قبائل العرب أن تحميه وتمنعه مما يراد به من القتل، لكي يبلغ رسالة الله عز وجل، وقد بايعه الأنصار بيعة العقبة على أن يحموه ويحموا أهل بيته مما يحمون منه أنفسهم وأهليهم .. فلو أن آية العصمة نزلت في مكة، لما احتاج الى شيء من ذلك!
وسنذكر في آخر البحث أحاديث طلب النبي صلى الله عليه وآله من الأنصار أن يحموه ويحرسوه، وبيعتهم على ذلك!
ثم .. إن مصادر الحديث والتفسير والتاريخ مليئة بالروايات التي ذكرت حراسة النبي صلى الله عليه وآله وأنها كانت في مكة والمدينة، خاصة في الحروب، الى آخر حياته صلى الله عليه وآله!

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير