تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أخبره أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل نجد، فلما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم قفل معه، فأدركتهم القائلة في واد كثير العضاه، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرق الناس في العضاه يستظلون بالشجر، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت سمرة فعلق بها سيفه، قال جابر فنمنا نومة فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعونا، فجئناه فإذا عنده أعرابي جالس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذا اخترط سيفي وأنا نائم فاستيقظت وهو في يده صلتاً! فقال لي من يمنعك مني؟ قلت له: الله، فها هو ذا جالسٌ، ثم لم يعاقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

عن أبى سلمة عن جابر قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بذات الرقاع فإذا أتينا على شجرة ظليلة تركناها للنبي صلى الله عليه وسلم، فجاء رجل من المشركين وسيف النبي صلى الله عليه وسلم معلقٌ بالشجرة، فاخترطه فقال له: تخافني؟ فقال لا. قال فمن يمنعك مني؟ قال الله. فتهدده أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأقيمت الصلاة، فصلى بطائفة ركعتين ثم تأخروا وصلى بالطائفة الاخرى ركعتين.

وقال مسدد عن أبي عوانة عن أبي بشر: اسم الرجل غورث بن الحرث. انتهى.

ـ وروى الحاكم نحوه: 3

29، وذكر فيه أيضاً أن النبي صلى الله عليه وآله صلى بعد الحادثة صلاة الخوف بالحراسة المشددة! وقال عن الحديث: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وكذلك روى أحمد قصة غورث في: 3

364، و390، وذكر فيها صلاة الخوف ولم يذكر نزول الآية! وراجع أيضاً: 4

59، ورواها الهيثمي في مجمع الزوائد: 9 من

8، وفيها تفصيلاتٌ كثيرة وليس فيها ذكر نزول الآية!!

ـ وروى الكليني صيغة معقولة لقصة غورث، قال في الكافي: 8

127:

أبان عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: نزل رسول الله صلى الله عليه وآله في غزوة ذات الرقاع تحت شجرة على شفير واد، فأقبل سيل فحال بينه وبين أصحابه، فرآه رجل


(188)
من المشركين والمسلمون قيام على شفير الوادي ينتظرون متى ينقطع السيل، فقال رجل من المشركين لقومه: أنا أقتل محمداً، فجاء وشد على رسول الله صلى الله عليه وآله بالسيف ثم قال: من ينجيك مني يامحمد؟ فقال: ربي وربك، فنسفه جبرئيل عن فرسه فسقط على ظهره، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وأخذ السيف، وجلس على صدره وقال: من ينجيك مني يا غورث؟ فقال: جودك وكرمك يا محمد! فتركه، فقام وهو يقول: والله لأنت خير مني وأكرم. انتهى.
وهكذا لا تجد أثراً في هذه المصادر لنزول الآية في ذات الرقاع، أو في قصة غورث، بل تلاحظ أن النبي صلى الله عليه وآله صلى بعد الحادثة بالحراسة المشددة! فهل صار إلغاء الحراسة عند أصحاب هذا القول، أن النبي صلى الله عليه وآله لم يطمئن قلبه فأمر بتشديد الحراسة؟!
ومن تخبطهم في قصة غورث وآية التبليغ، ما تراه من الرد والبدل بين ابن حجر والقرطبي، فقد قال القرطبي إن كون النبي وحده في القصة يدل على عدم حراسته حينذاك، وأن الآية نزلت قبلها!!
فأجابه ابن حجر: لا، فالآية نزلت يومذاك فألغى الحرس، أما قبلها فكان أحياناً يضغف إيمانه فيتخذ الحرس، وأحياناً يقوى فيلغيه، وفي قصة غورث كان بلا حراسة لقوة إيمانه يومذاك!!
ـ قال في فتح الباري: 8|2752
قوله باب تفرق الناس عن الإمام عند القائلة والإستظلال بالشجر.
ذكر فيه حديث جابر الماضي قبل بابين من وجهين، وهو ظاهر فيما ترجم له، وقد تقدمت الإشارة الى مكان شرحه.
قال القرطبي: هذا يدل على أنه صلى الله عليه وسلم كان في هذا الوقت لا يحرسه أحدٌ من الناس، بخلاف ما كان عليه في أول الأمر، فإنه كان يحرس حتى نزل قوله تعالى: والله يعصمك من الناس.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير