تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عاشق جمال الفصحى]ــــــــ[24 - 10 - 2005, 12:04 ص]ـ

قال: إذن أقبل، فأنزل الله: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض، الى أن بلغ الى قوله: والله يعصمك من الناس ... انتهى.

ويكفي في الدلالة على بطلان هذا القول ما تقدم في الحراسة، ويضاف اليه أن روايته من كلام عطية بن سعد ولم يسندها الى النبي صلى الله عليه وآله، والآيات المذكورة فيها هي الآيات 1 الى 67 من سورة المائدة، ولم يقل أحدٌ إن هذا الآيات نزلت في قصة ولاء ابن سلول لليهود، الذي توفي قبل نزول سورة المائدة!

القول الخامس

أنها نزلت على أثر محاولة شخص اغتيال النبي صلى الله عليه وآله، وقد تناقضت رواياتهم في ذلك، فذكر بعضها أن الحادثة كانت في غزوة بني أنمار المعروفة بذات الرقاع، وأن شخصاً جاء الى النبي صلى الله عليه وآله بقصد اغتياله وطلب منه أن يعطيه سيفه ليراه، فأعطاه النبي صلى الله عليه وآله إياه بكل سهولة. .! أو كان علقه وغفل عنه، أو دلى رجليه في البئر الخ.

ـ قال السيوطي في الدر المنثور: 2

298 ـ 299

وأخرج ابن أبي حاتم عن جابر بن عبد الله قال: لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بني أنمار نزل ذات الرقاع بأعلى نخل، فبينا هو جالس على رأس بئر قد دلى رجليه! فقال غورث بن الحرث: لأقتلن محمداً، فقال له أصحابه: كيف تقتله؟ قال أقول له أعطنى سيفك، فإذا أعطانيه قتلته به!

فأتاه فقال: يامحمد أعطني سيفك أشِمْهُ، فأعطاه إياه فرعدت يده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حال الله بينك وبين ما تريد، فأنزل الله: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك، الآية.

وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل منزلاً اختار له أصحابه شجرة ظليلة فيقيل تحتها، فأتاه أعرابي فاخترط سيفه ثم قال: من يمنعك مني؟ قال: الله، فرعدت يد الأعرابي وسقط السيف منه،


(186)
قال: وضرب برأسه الشجرة حتى انتثرت دماغه فأنزل الله: والله يعصمك من الناس!
وأخرج ابن حبان وابن مردوية عن أبي هريرة قال: كنا إذا صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر تركنا له أعظم دوحة وأظلها فينزل تحتها، فنزل ذات يوم تحت شجرة، وعلق سيفه فيها فجاء رجل فأخذه فقال: يا محمد من يمنعك مني؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله يمنعني منك، ضع عنك السيف فوضعه، فنزلت: والله يعصمك من الناس. انتهى.
وقال بعضهم: إن شخصاً أراد اغتيال النبي صلى الله عليه وآله فقبضوا عليه: ففي الدر المنثور: 2| 299: أتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل فقيل هذا أراد أن يقتلك! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لم ترع، ولو أردت ذلك لم يسلطك الله علي. . انتهى.

**

ومما يدل على بطلان هذا القول وأن الآية لم تنزل في قصة غورث أو شبهها:
أولاً، أن غزوة ذات الرقاع أو بني أنمار كانت في السنة الرابعة من الهجرة (سيرة ابن هشام: 3|225) وهو تاريخٌ قبل نزول سورة المائدة بسنوات، كما أن بعض رواياتها بلا تاريخ، وبعضها غير معقول!
ثانياً، أن المصادر الأساسية التي روت قصة غورث وغزوة ذات الرقاع، لم تذكر نزول آية العصمة فيها، بل ذكر أكثرها تشريع صلاة الخوف والحراسة المشددة على النبي صلى الله عليه وآله حتى في الصلاة، وهو كافٍ لرد رواية نزول الآية فيها!
أما ابن هشام فقد ذكر أن الآية التي نزلت في قصة غورث هي قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا اليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم ... (سيرة ابن هشام: 3|227، تحقيق السقا) ولكن ذلك لا يصح، لأن تلك الآية من سورة المائدة أيضاً!
وأما البخاري وغيره فقد رووا فيها تشريع صلاة الخوف وتشديد الحراسة!

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير