تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فهل تعمد الله تعالى تذويب هذا العيد، أم أنه نسي والعياذ بالله فأنزل عيداً في يوم عيد، فتدارك المسلمون الاَمر بقرار الدمج والاِدغام، أو التنصيف!!

ثم من الذي اتخذ قرار الاِدغام؟ ومن الذي يحق له أن يدغم عيداً إلهياً في عيد آخر، أو يطعم عيداً ربانياً لعيد آخر!


(273)
ومابال الاَمة الاِسلامية لم يكن عندها خبر من حادثة اصطدام الاَعياد الربانية في عرفات، حتى جاء هذا اليهودي في خلافة عمر ونبههم! فأخبره الخليفة عمر بأنه يوافقه على كل ما يقوله، وأخبره وأخبر المسلمين بقصة تصادم الاَعياد الاِلَهية في عرفات! وأن الحكم الشرعي في هذا التصادم هو الاِدغام لمصلحة العيد السابق، أو إطعام العيد اللاحق للسابق!
وهل هذه الاَحكام للاَعياد أحكامٌ إسلامية ربانية، أم استحسانية شبيهاً بقانون تصادم السيارات، أو قانون تصادم الاَعياد الوطنية والدينية؟!!
إن المشكلة التي طرحها اليهودي، ما زالت قائمة عند الخليفة وأتباعه، لاَن الخليفة لم يقدم لها حلاً .. وكل الذي قدمه أنه اعترف بها وأقرها، ثم رتب عليها أحكاماً لا يمكن قبولها، ولم يقل إنه سمعها من النبي! صلى الله عليه وآله
. فقد اعترف خليفة المسلمين بأن يوم نزول الآية يوم عظيمٌ ومهمٌ بالنسبة الى المسلمين، لاَنه يوم مصيري وتاريخي أكمل الله فيه تنزيل الاِسلام، وأتمَّ فيه النعمة على أمته، ورضيه لهم ديناً يدينونه به، ويسيرون عليه، ويدعون الاَمم اليه.
وأن هذا اليوم العظيم يستحق أن يكون عيداً شرعياً للاَمة الاِسلامية تحتفل فيه وتجتمع فيه، في صف أعيادها الشرعية الثلاث: الفطر والاَضحى والجمعة، وأنه لو كان عند أمة أخرى يوم مثله، لاَعلنته عيداً ربانياً، وكان من حقها ذلك شرعاً ..
لقد وافق الخليفة محاوره اليهودي على كل هذا، وبذلك يكون عيد إكمال الدين في فقه إخواننا عيداً شرعياً سنوياً، يضاف الى عيدي الفطر والاَضحى السنويين وعيد الجمعة الاَسبوعي.
إن الناظر في المسألة يلمس أن الخليفة عمر وقع في ورطة (آية علي بن أبي طالب) من ناحيتين: فهو من ناحية ناقض نفسه في آخر مانزل من القرآن .. ومن ناحية فتح على نفسه المطالبة بعيد الآية الى يوم القيامة!! وصار من حق المسلم أن يسأل أتباع عمر من الفقهاء عن هذا العيد الذي لا يرى له عيناً ولا أثراً ولا اسماً في تاريخ المسلمين، ولا في حياتهم، ولا في مصادرهم .. إلا .. عند الشيعة!

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير