تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ونلاحظ أن ابن كثير استدل على أن خروج النبي صلى الله عليه وآله يوم الخميس بالمصادرة على المطلوب فقال (لما ثبت بالتواتر والاِجماع من أنه عليه السلام وقف بعرفة يوم الجمعة) فأي تواترٍ وإجماعٍ يقصد، وما زال في أول البحث؟!

كما أنه استدل على أن سفر النبي صلى الله عليه وآله لم يبدأ من المدينة يوم الجمعة برواية أنس أن النبي صلى الظهر والعصر ولم يصل الجمعة، وهو استدلالٌ يرد نفسه ويؤيد قول أهل البيت عليهم السلام بأن بدء سفره كان الخميس لاَربعٍ بقين من ذي القعدة!

وتقدمت الرواية عندنا أنه صلى الله عليه وآله صلى الظهر والعصر في ذي الحليفة.

ولو صحت رواية أنس بأنه صلى الظهر في مسجده في المدينة، ثم صلى العصر في ذي الحليفة، فلا ينافي ذلك أن يكون سفره الخميس، بل يكون معناه أنه أحرم بعد العصر من ذي الحليفة، وواصل سفره صلى الله عليه وآله

**

والنتيجة: أن القول بنزول آية إكمال الدين في يوم عرفة، يرد عليه إشكالاتٌ عديدةٌ، سواء في منطقه، أم في تاريخه وتوقيته .. تستوجب من الباحث المنصف أن يتوقف ولا يأخذ به.


(284)
فيبقى رأي أهل البيت عليهم السلام ومن وافقهم في سبب نزول الآية بدون معارض، لاَن المعارض الذي لا يستطيع النهوض للمعارضة كعدمه .. والمتن الكسيح لا ينفع معه السند الصحيح!!
وفي الختام: فإن المجمع عليه عند جميع المسلمين أن يوم نزول الآية عيدٌ إلَهيٌّ عظيمٌ (عيد إكمال الدين وإتمام النعمة) بل ورد عن أهل البيت عليهم السلام أنه أعظم الاَعياد الاِسلامية على الاطلاق، ودليله المنطقي واضحٌ، حيث ارتبط العيد الاَسبوعي للمسلمين بصلاة الجمعة، وارتبط عيد الفطر بعبادة الصوم، وارتبط عيد الاَضحى بعبادة الحج .. أما هذا العيد، فهو مرتبطٌ بإتمام الله تعالى نعمة الاِسلام كله على الاَمة، وقد تحقق في رأي إخواننا السنة بتنزيل أحكام الدين وإكماله من دون تعيين آليةٍ لقيادة مسيرته ..
وتحقق في رأينا بإكمال تنزيل الاَحكام، ونعمة الحل الاِلَهي لمشكلة القيادة وإرساء نظام الاِمامة الى يوم القيامة، في عترة خاتم النبيين صلى الله عليه وآله.
ومادام جميع المسلمين متفقون على أنه عيدٌ شرعي، فلماذا يقبل علماء المسلمين ومفكروهم ورؤساؤهم أن تخسر الاَمة أعظم أعيادها، ولا يكون له ذكرٌ في مناسبته، ولا مراسمُ تناسب شرعيته وقداسته؟!
فهل يستجيب علماء إخواننا السنة الى دعوتنا بالبحث في فقه هذا العيد المظلوم المغيب .. وإعادته الى حياة كل المسلمين، بالشكل الذي ينسجم مع عقائدهم وفقه مذاهبهم!

**

ـ[عاشق جمال الفصحى]ــــــــ[24 - 10 - 2005, 12:10 ص]ـ
الفصل الخامس

آية: سأل سائل بعذاب واقع

قال الله تعالى في مطلع سورة المعارج:
سأل سائل بعذاب واقع، للكافرين ليس له دافع، من الله ذي المعارج .. . الى آخر السورة الكريمة التي تبلغ 44 آية.

أحداث كانت وراءها قريش

نمهد لتفسير الآية بذكر فهرس عددٍ من الأحداث الخطيرة في أواخر حياة النبي صلى الله عليه وآله .. ثبت أن قريشاً كانت وراء بعضها، وتوجد مؤشرات توجب الظن بأنها كانت وراء الباقي.
الأولى: محاولة اغتيال النبي صلى الله عليه وآله في حنين .. وقد تقدم في البحث الخامس اعتراف بعض زعماء قريش بها!
الثانية: محاولة اغتيال النبي صلى الله عليه وآله في العقبة في طريق رجوعه من تبوك، وقد كانت محاولة متقنةً، نفذتها مجموعةٌ منافقة بلغت نحو عشرين شخصاً، وقد عرفوا أن النبي صلى الله عليه وآله سيمر ليلاً من طريق الجبل بينما يمر الجيش من طريقٍ حول الجبل، وكانت خطتهم أن يكمنوا فوق الطريق الذي سيمر فيه الرسول صلى الله عليه وآله، حتى إذا وصل

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير