تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقد تركهم الله تعالى ينفذون خطتهم، حتى إذا بدؤوا بدحرجة الصخور، جاء جبرئيل وأضاء الجبل عليهم، فرآهم الرسول صلى الله عليه وآله وناداهم بأسمائهم، وأراهم لمرافقيْه المؤمنيْن: حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر، وأشهدهما عليهم، فسارع المنافقون ونزلوا من الجهة الثانية من الجبل، وضيعوا أنفسهم في المسلمين!!

أما لماذا لم يعلن الرسول أسماءهم؟!

فلا جواب إلا أنهم من قريش، ومن المعروفين فيها .. وإعلان أسمائهم يعني معاقبتهم، ومعاقبتهم تعني خطر ارتداد قريش عن الإسلام، وإمكان إقناعها بعض قبائل العرب بالإرتداد، بحجة أن محمداً أعطى كل شيء من بعده لبني هاشم، ولم يعط لقريشٍ والعرب شيئاً!

وهذا يعني السمعة السيئة للإسلام، وأن نبيه صلى الله عليه وآله بعد أن آمن به أصحابه اختلف معهم، وقاتلهم وقاتلوه!

ويعني الحاجة من جديد الى بدرٍ وأحدٍ والخندق وفتح مكة!

ولن تكون نتائج هذه الدورة للإسلام أفضل من الدورة الأولى!

فالحل الإلَهي هو: السكوت عنهم ما داموا يعلنون قبول الإسلام، ونبوة الرسول صلى الله عليه وآله، وينكرون فعلتهم.

ومن الملاحظ أن روايات مؤامرة العقبة ذكرت أسماء قرشية معروفة، وقد ضعَّفها رواة قريش طبعاً، لكن أكثرهم وثقوا ابن جميْع وغيره من الرواة الذين نقلوا عن حذيفة بن اليمان أسماء هؤلاء الزعماء المشاركين فيها!

كما أنهم رووا عن حذيفة وعمار رواياتٍ فاضحةٍ لبعض الصحابة الذين كانوا يسألونهما عن أنفسهم: هل رأياهم في الجبل ليلة العقبة؟! ويحاولون أن يأخذوا منهما براءةً من النفاق والمشاركة في المؤامرة!


(287)
ورووا أنهم كانوا يعرفون الشخص أنه من المنافقين أم لا، عندما يموت .. فإن صلى حذيفة على جنازته فهو مؤمن، وإن لم يصل على جنازته فهو منافق.
ورووا أن حذيفة لم يصل على جنازة أي زعيمٍ من قريشٍ مات في حياته!!
الثالثة: قصة سورة التحريم، التي تنص على أن النبي صلى الله عليه وآله أسرَّ بحديثٍ خطيرٍ الى بعض أزواجه، وأكد عليها أن لا تقوله لأحد، ولا بد أن الله تعالى أمره بذلك لحِكَمٍ ومصالح يعلمها سبحانه .. فخالفت (أم المؤمنين) حكم الله تعالى، وأفشت سر زوجها رسول الله صلى الله عليه وآله، وعملت مع صاحبتها لمصلحة (قريش) ضد مصلحة زوجها الرسول .. فأطْلع الله تعالى نبيه على مؤامرتهما، فأخبرهما بما فعلتا، ونزل القرآن بكشف سرهما وسر من ورائهما، وهددهما وضرب لهما مثلاً بامرأتي نوح ولوط، اللتين خانتاهما، فدخلتا النار!!
أما رواة الخلافة القرشية فيقولون إن المسألة كانت عائلية، تتعلق بغيرة النساء من بعضهن، وببعض الأخطاء الفنية الخفيفة لهن مع النبي صلى الله عليه وآله!
إنهم يريدونك أن تغمض عينيك عن آيات الله تعالى في سورة التحريم، التي تتحدث عن خطرٍ عظيمٍ على الرسول صلى الله عليه وآله والرسالة، وتحشد أعظم جيشٍ جرارٍ لمواجهة الموقف فتقول (إن تتوبا الى الله فقد صغت قلوبكما، وإن تظاهرا عليه، فإن الله هو مولاه، وجبريل، وصالح المؤمنين، والملائكة بعد ذلك ظهير)
فلمن صغت قلوبهما، ولمصلحة من تعاونتا على الرسول صلى الله عليه وآله؟!
وما هي القضية الشخصية التي تحتاج معالجتها الى هذا الجيش الإلَهي الجرار، الذي لا يستنفره الله تعالى إلا لحالات الطوارىَ القصوى؟!
أما ابن عباس الذي يصفونه بحبر الأمة، فكان يقرأ الآية (زاغت قلوبكما) وبذلك تكون اثنتان من أمهات المؤمنين احتاجتا الى تجديد إسلامهما!
الرابعة: حادثة هجر النبي صلى الله عليه وآله لنسائه شهراً، وشيوع خبر طلاقه لهن .. وذهابه بعيداً عنهن وعن المسجد، الى بيت مارية القبطية الذي كان في طرف المدينة أو خارجها ..

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير