تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وجوابه أولاً، أن مقام أهل البيت عليهم السلام عند السنة لا يقل عن مقام كبار أئمتهم، خاصةً مثل الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام اللذين يروي عنهما مباشرةً أو بالواسطة عددٌ من كبار أئمتهم، مثل أبي عبيد والسفيانين والزهري ومالك وأحمد .. وغيرهم.

والحساسية التي قد تراها عند السنيين من أحاديث أهل البيت عليهم السلام إنما هي مما نرويه نحن الشيعة، أما ما يرويه عنهم أئمتهم، فقد قبلوه ودونوا عدداً منه في صحاحهم.

وجوابه ثانياً، أن طرق الحديث ليست محصورةً بأهل البيت عليهم السلام فقد تقدم طريق الحاكم الحسكاني عن حذيفة، وأبي هريرة، وغيرهما أيضاً.

والنتيجة الثانية: أن الحادثة التي وردت في الأحاديث المتقدمة وغيرها لا يمكن أن تكون حادثة واحدة، بل هي متعددة .. وذلك بسبب تعدد الأسماء، ونوع العقوبة والأمكنة، والأزمنة، والملابسات المذكورة في روايات الحديث.


(339)
فرواية أبي عبيد والثعلبي وغيرها تقول إن الحادثة كانت في المدينة أو قربها، وأن العذاب كان بحجرٍ من سجيل .. ورواية أبي هريرة وغيرها تقول إن الإعتراض كان في نفس غدير خم بعد خطبة النبي صلى الله عليه وآله، وأن العقوبة كانت بنارٍ نزلت من السماء .. وبعضها يقول إنها كانت بصاعقة ..
والأسماء الواردة متعددة أيضاً، والتصحيف يصح في بعضها، لكن لا يصح في جميعها.

المسألة السابعة: عشيرة سأل سائل بعذاب واقع

بقيت عدة مسائل وبحوث، تتعلق بموضوعنا:
منها، عدد المعترضين على النبي صلى الله عليه وآله بعد الغدير، وهوياتهم .. ونوع العقوبة الالَهية، التي وقعت عليهم ..
ومنها، ما أحدثه الإعلان النبوي عن ولاية العترة من تأثيرٍ على المسلمين عامة، وعلى قريشٍ خاصة .. وما يتصل به من الجو العام في الشهرين الأخيرين من حياة النبي صلى الله عليه وآله، والآيات التي نزلت، والأحداث التي وقعت .. ومن أهمها تشاور الأنصار وعرضهم على النبي صلى الله عليه وآله أن يخصصوا له ولعترته ثلث أموالهم لمصارفهم، ونزول آية (قل لاأسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى) وزيادة حساسية قريش بسبب ذلك.
ومن أهمها أيضاً، أن النبي صلى الله عليه وآله قرر أن يرسل كل شخصيات قريش المؤثرين في جيشٍ الى مؤتة، وأمَّر عليهم شاباً أسود البشرة من أصل إفريقي عمره تسع عشرة سنة، هو أسامة بن زيد! وهدفه من ذلك أن يوجه نظر الأمة الى الجبهة الخارجية، ويفرغ المدينة من المخالفين لعترته، حتى إذا توفي صلى الله عليه وآله لم يكن فيها إلا علي والأنصار .. الى آخر الأحداث والأوضاع التي كانت في هذه الفترة الحاسمة ..

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير