تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومن أهم الأحلاف القرشية التي سجلتها مصادر التاريخ، حلف الفضول الذي دعا اليه عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وآله .. وسمي حلف المطيبين، لأنهم أكدوا تحالفهم بغمس أيديهم في جفنة طيبٍ صنعتها لهم بنت عبد المطلب.

وكانت أهم بنود هذا الحلف: أن يحموا الكعبة الشريفة ممن يريد بها شراً، ويمنعوا الظلم فيها، وينصروا المظلوم حتى يصل الى حقه.


(341)
وهو الحلف الذي شارك فيه النبي صلى الله عليه وآله، وكان عمره الشريف نحو عشرين سنة .. بل تدل بعض الأحاديث على أنه صلى الله عليه وآله أمضاه بعد بعثته، كما في مسند أحمد: 1| 190 قال: شهدت حلف المطيبين مع عمومتي وأنا غلامٌ، فما أحب أن لي حمر النعم ... وصححه الحاكم: 2|220
وكان هذاالحلف جواباً لحلف مضادٍ، دعا اليه بنو عبد الدار، فأجابتهم بعض قبائل قريش، وعرف حلفهم باسم (لعقة الدم) لأنهم ذبحوا بقرة، وأكدوا تحالفهم بأن يلعق ممثل القبيلة لعقةً من دمها!
وقد اختلفت النصوص في سبب الحلفين ووقتهما، فذكر بعضها أنه عند بناء الكعبة بسبب اختلافهم على القبيلة التي تفوز بشرف وضع الحجر الأسود في موضعه.
وذكر بعضها أنه كان بسبب شكاية بائع مظلوم، اشترى منه قرشي بضاعة، وأراد أن يأكل عليه ثمنها ..
والأرجح ما ذكره ابن واضح اليعقوبي من أن بني عبد الدار حسدوا عبد المطلب، فدعوا الى حلف لعقة الدم، فدعا عبد المطلب في مقابلهم الى حلف المطيبين.
ـ قال اليعقوبي في تاريخه: 1|248
ولما رأت قريش أن عبد المطلب قد حاز الفخر، طلبت أن يحالف بعضها بعضاً ليعزُّوا، وكان أول من طلب ذلك بنو عبد الدار لما رأت حال عبد المطلب، فمشت بنو عبد الدار الى بني سهم فقالوا: إمنعونا من بني عبد مناف .... فتطيب بنو عبد مناف، وأسد، وزهرة، وبنو تيم، وبنو الحارث بن فهر، فسموا حلف المطيبين.
فلما سمعت بذلك بنو سهم ذبحوا بقرةً وقالوا: من أدخل يده في دمها ولعق منه، فهو منا! فأدخلت أيديها بنو سهم، وبنو عبد الدار، وبنو جمح، وبنو عدي، وبنو مخزوم، فسموا اللعقة.
وكان تحالف المطيبين ألا يتخاذلوا، ولا يسلم بعضهم بعضاً.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير