تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

3 ـ قول السائل في مقدمة الرسالة التي بعثها للمؤلف: «ساعات سيدنا الامام الزاهد الحبر العلامة جار الله شيخ العرب والعجم» وقوله أيضا: (بعد أن جشم خاطره في «الكشاف عن حقائق التأويل») يدل دلالة واضحة على أن مؤلف الرسالة هو الزمخشري صاحب الكشاف، ويدل أيضا على أن تأليفها كان بعد تأليف كتاب الكشاف، ولعل هذا يفسر عدم ذكر المصنف لهذه الرسالة في تفسير سورة الكوثر في كتابه الكشاف.

منهج التحقيق:

اعتمدت في تحقيق الرسالة على نسخة واحدة قام باستنساخها سماحة العلامة السيد عبد العزيز الطباطبائي عن النسخة المحفوظة في المكتبة الظاهرية بدمشق في تاريخ 17 ربيع الاول سنة 1383 هـ، حيث تفضل علي بها مشكورا، والنسخة المذكورة كان قد نقلها محمد سعيد بن عمر كرامة عن نسخة موجودة في المكتبة العارفية في المدينة المنورة، صدرها بقوله: «رسالة في إعجاز سورة الكوثر التي هي

(211)

أقصر السور للعلامة الطائر الصيت جار الله الزمخشري «وتوجد في النسخة حواشي كتبها الناسخ، نقلت منها في ثلاثة موارد فقط رامزا لها بـ «هـ م» أي هامش المخطوط، حفظا للامانة العلمية.

وحاولت جهد الامكان أن أقدم نصا مضبوطا للقارئ، أقرب ما يكون لما تركه المؤلف على أنه لم تقع في يدي أكثر من نسخة واحدة، وفي ذلك من المصاعب ما لا يخفى على أصحاب الخبرة في هذه الميدان، فسعيت لتحقيق هذا الغرض بتخريج أغلب الالفاظ الصعبة من المعاجم اللغوية، ولا يفوتني أن أشكر أخي الاستاذ أسد مولوي الذي استفدت من ملاحظاته في هذا المضمار، وترجمت لاغلب الاعلام الواردين في الرسالة، وشرحت الامثال التي أقحمها المؤلف في سياق كلامه مع ذكرها مصادرها، وتعرضت لشرح المصطلحات البلاغية والكلامية كـ «الالتفات» و «الصرفة» متوخيا بذلك تبسيط النص، وخرجت النصوص الواردة من آيات وأحاديث وآثار، ذيلت كل ذلك في هامش الكتاب الذي يعتبر ساحة عمل المحقق.

آملا بعملي هذا أن يكون قد قدمت جهدا متواضعا يصب في خدمة المكتبة الاسلامية، ورافدا لمسيرتها المباركة، بما هو نافع من تراثنا المعطاء، والحمد لله رب العالمين.

حامد الخفاف21 رجب 1408 هـ

(212)

هذه الرسالة المعروضة إلى العلامة الزمخشري من بعض معاصريه التي كانت رسالته الآتية جوابا عنها بيانا لما في ضمنها.

بسم الله الرحمن الرحيم

ساعات سيدنا الامام الزاهد الحبر العلامة جار الله شيخ العرب والعجم، أدام الله إمتاع المسلمين ببقائه، وإن كانت مقصورة على الاستعداد للمعاد، مستغرقة في اتعاب خاطره الوقاد في فنون الاجتهاد، لا يفتر طرفة عين عن تصنيف ينفث فيه سحره، ويلفظ للغواصين فيه دره، بعد أن جشم خاطره في «الكشاف عن حقائق التأويل» وأجال رويته في البحث عن وجوه التأويل، مدئبا في الفكر مطاياه، متغلغلا في علم البيان إلى زواياه وخباياه، حتى ارتفع كتابا ساطعا بيانه، جليا برهانه، مشحونا بفوائد لا يدركها الاحصاء، ومحاسن لا يقصرها الاستقصاء، لكنه مع هذا يتوقع من دينه المتين وفضله المبين أن يتصدق على معشر الداعين لايامه، الشاكرين لانعامه، بالجواب عن اعتراضات تنزاح بسببه شبه المرتابين، ليتوصلوا بنتائج خاطره، وبركات أنفاسه، إلى ثلج الصدور وبرد اليقين، والله تعالى ولي توفيقه في مايكسبه جزيل المثوبة في العقبى، وحسن الاحدوثة في الدنيا إن شاء الله.

فمنها: سأل سائل فقال: ذكرتم أن لغة العرب لها من الفضيلة ما ليس لسائر اللغات، فقلتم قولا غفلا ساذجا من غير أن تشيروا إلى بيان وجه التفضيل، وتبينوا الخواص التي لاجلها أحدث وصف الفضيلة والشرف، وتعدوها فصلا فصلا، وتشيروا إليها شيئا فشيئا، وما أنكرتم على من قال لكم: إن لغة العرب وغيرها من اللغات المختلفة كالسريانية والعبرانية والهندية والفارسية كلها على

(213)

السواء، لا فضيلة لبعضها على البعض، وإنما هي مواضعات ورسوم واصطلاحات وضعت لاجيال الناس للافهام والاعلام، لتكون دلالات على المقاصد والاغراض.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير