1) إن الله عزيز حكيم، والعزيز الحكيم إذا أراد أن يبرز قدرته فإنه يبرزها على أتم وجه وبكل الفرضيات الممكنة، لو كان إظهار الحق في أية قضية يتم بأكثر من حل وجاء بحل واحد فقط فكأنه أتى بنصف الحقيقة وليس كل الحق، ومن يأتي بنصف الحقيقة لا يعتبر حكيما، والله سبحانه هو العزيز الحكيم إذا قضى أمرا فإنه يقضيه على التمام والكمال.
رسالة المسيح عليه السلام أبرز الله بها للناس حتمية قيام الساعة،
والذي ينكر الساعة ما أنكرها إلا لأنه كذب بحياة أخرى بعد الموت، فبعث الله عيسى عليه السلام بمعجزة إحياء الموتى كبرهان على أن الساعة حق: (وإنه لعلم للساعة)، فمن يقول: أإذا كنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون خلقا جديدا؟ أجابهم الله بأن جعل المسيح يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله.
والإنسان لو تفكر في نفسه أنه لم يكن شيئا مذكورا قبل أن يأتي إلى الوجود لما أنكر البعث، والبعث هو إعادة الحياة بتجميع ما بلي، فهو أهون من الخلق من عدم. ولقد نبه الله على ذلك في آخر سورة القيامة بسؤال: أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى؟ ثم أعقب ذلك بسؤال فيه الإجابة فقال: هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا؟
فحتى هذه المسألة نجد أن الله ضربها مثلا في المسيح نفسه، فهو عليه السلام لم يكن شيئا مذكورا ثم كان بكلمة الله (كن). أما نحن فكنا نطفة من مني يمنى.
إذن فقد ضرب الله مثلا بعيسى وما جاء به للحياة بعد الموت ليعلم الإنسان أن الساعة حق، وفي ذلك يقول تعالى: وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستقيم.
نأتي الآن إلى معجزة إحياء الموتى.
هذه القضية لها فرضيتان، وذلك لأن الإنسان الحي هو: عنصر أرضي (جسد) + عنصر سماوي (روح).
الحياة تنشأ بإحدى الطريقتين:
1) نزول الروح من السماء لتحل في الجسد.
2) صعود الجسد إلى السماء لتحل فيه الروح.
والله تعالى (عزيز حكيم)، والحكمة تقتضي أن يتم الأمر بكل الافتراضات الممكنة لإحقاق الحق كله.
أما إحياء الموتى بنزول الروح من السماء لتحل في الجسد، فقد حققه الله لرسوله عيسى عليه الصلاة والسلام.
وأما إحياء الموتى بصعود الجسد إلى السماء لتحل فيه الروح. فذلك رفعة وتشريف لا ينبغي أن يكون إلا لمن كان عند الله وجيها، والحكمة تقتضي أن يري الله الآية لعيسى في نفسه كما رآها تحقق في الآفاق (في غيره).
كنت قد كتبت عن هذا الموضوع في الرابط التالي:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2191&highlight=%DE%C7%E1+%C7%E1%E1%E5+%DA%ED%D3%EC+%C5%E4%ED+%E3%CA%E6%DD%ED%DF
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 10:39 ص]ـ
الأخ الحسن
هل تقصد أنّ الله عز وجلّ قد توفّاه بمعنى قبض روحه ثمّ رفع جسده إلى السماوات العلى وهناك أعاد إليه روحه؟؟
ـ[الحسن الهاشمي المختار]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 11:13 ص]ـ
نعم يا أخي جمال، أقصد أن المسيح عليه السلام رفع إلى السماء: الروح عرجت بقانونها، والجسد لوحده، ثم عند وصولهما أعيدت الروح إلى الجسد، فهو حي في السماء.
وما من رسول إلا ويؤتيه الله آية في نفسه تطابق آيته للناس.
آية موسى عليه السلام لفرعون هي العصا، وآيته في نفسه هي اليد تخرج بيضاء من غير سوء.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 01:33 م]ـ
أخي الحسن
الحقيقة أنّ الرفع للروح أولا ثمّ للجسد ثانيا مما لا دليل عليه ولا يؤيده النص---لأنّ الضمير في " رافعك " راجع إلى عيسى بلا شك وعيسى كلّ متكامل جسد وروح --فالرفع لهذا الكل في آن واحد--ثمّ مسألة إعادة الحياة لجسد عيسى في الأعلى مما لا دليل عليه أيضا
ما المسوغ ليتم فصل روحه عن جسده في الدنيا فيرفع الروح ثمّ يرفع الجسد ليعيد المولى وصلهما في السماوات العلى---؟؟
أليس مقنعا أكثر أن يتم رفع لعيسى جسدا وروحا في نفس الوقت؟؟
أعذرني فإمّا أن تدعم كلامك بأدلّة يطمئن لها المرء أو تلتزم برأي أفذاذنا في المسألة
ـ[سليم]ــــــــ[01 - 11 - 2005, 06:48 م]ـ
السلام عليكم
الاخ جمال احسنت في ردك وكعادتك دائماً تأتينا بالاجود, وسؤالي للاخ الحسن الهاشمي ما هو دليلك على ان الله عزوجل رفع روح المسيح عليه السلام ومن ثمه جسده ,وما هي حكمة الله في ذلك؟؟؟
¥