ـ[الحسن الهاشمي المختار]ــــــــ[02 - 11 - 2005, 10:20 ص]ـ
اقتباس:
=======================================
أخي الحسن
الحقيقة أنّ الرفع للروح أولا ثمّ للجسد ثانيا مما لا دليل عليه ولا يؤيده النص---لأنّ الضمير في " رافعك " راجع إلى عيسى بلا شك وعيسى كلّ متكامل جسد وروح --
==================================
أخي جمال: كل عام وأنت بخير.
جوهر الإنسان هو الروح، ألم تر أن الله لم يأمر الملائكة بالسجود لآدم إلا بعدما نفخ فيه الروح؟
هل المصباح هو الطاقة أم الكهرباء هو الطاقة؟
المصباح ما هو إلا واسطة يرى بها أثر الطاقة، وانكسار المصباح لا يعني أن الطاقة لم تعد موجودة.
كذلك فإن الروح هو العنصر العاقل، أما الجثة بدون روح فهي شيء ميت لا يسمع ولا يرى ولا يعقل ولايحس ...
إذن ففقدان الحياة لا تعني انتهاء الإنسان كليا وإنما الذي انتهى هو جسده، فهو باق بروحه، يفهم عن الله، فإذا تكلم الله عن أرواح الناس أو خاطبها فإنه يتكلم معها بالضمير كما لو أنهم أحياء بأجسادهم.
قال تعالى: إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح (لهم) أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين.
لاحظ ما بين القوسين: (لهم)، لم يقل الله: لا تفتح (لأرواحهم)، مع أن الآية تتكلم عن أرواح الكافرين التي لا تفتح لها أبواب السماء.
وهذا مثل آخر:
ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل (أحياء) عند ربهم (يرزقون)، (فرحين) بما (آتاهم) الله من فضله (ويستبشرون) بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين.
لاحظ ما بين الأقواس: (يرزقون)، تكلم الله عنهم بالضمير كما لو أنهم بأجسادهم مع أنهم بلا أجساد، ونفس الكلام في (فرحين)، لم يقل: أرواحهم فرحة، ولم يقل: أرواحهم تستبشر، وإنما قال (ويستبشرون).
إذن فعالم الروح لا نعلم عنه إلا قليل القليل، وما أدرانا أن الروح يخلقل لها جسما أثيريا نورانيا يناسب طبيعتها، فهي من طبيعة الملائكة تستطيع أن تعرج إلى السماء بنفس سرعة الملائكة لتقطع مليارات المليارات السنين الضوئية في لحظة.
أنا لم أقل إن الله توفى عيسى عليه السلام فحملت الملائكة نعشه إلى السماء ثم حلت فيه الروح من جديد، وإنما انتقل جسده كما انتقل عرش بلقيس من اليمن إلى القدس.
والقضية التي يجب أن نأخذها في الاعتبار هي كالآتي:
1) إن قضية الدين وقضية التكليف هي: امتحان للعقل.
2) إن الله لا يكلف العقل إلا في حدود إدراكه وهو الأخذ بالأسباب، إذا كانت قضية من قضايا الدين قد قدرها بالأسباب فإن الله يترك المجال للعقول أن تتدبر لأنه يعلم أن العقل إذا فكر بالحكمة فإنه سيهتدي إلىاالحق.
أما إذا كانت قضية قدرها بلا أسباب فإن العقول لن تهتدي إلى إدراكها وبالتالي فإن الله يبينها لأنها فوق طاقة العقل. مثلا:
إبراهيم عليه السلام رماه قومه في النار فأنجاه الله من النار، لو لم يقل الله (قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم) لقال بعض الناس إن النجاة كانت بأن ألقى شبه إبراهيم على أحد غيره فاحترق مكانه، ولقال آخرون إن النجاة كانت بتمكن إبراهيم من الهرب، ولقال آخرون إن النجاة كانت بالمطر الذي أطفأ النار، إذن فلن يفكر أحد في أن النار يمكن ألا تحرق، هنا وجب بيان الكيفية من الله لأن الله عطل الأسباب.
مثل آخر:
رجل يعيش في الصحراء أو في أي مكان لم يختلط فيه بالناس، هذا الرجل مرض فاستدعى مرضه إجراء عملية جراحية، فخاف من إجراء العملية لأنه ظن أنه سيتألم من العملية الجراحية فهولم يسمع بشيء اسمه بنج إذا حقن به فإنه سيذهب في غيبوبة ولن يشعر بأي ألم. هنا من واجب الطبيب أن يطمئنه ويشرح له أن العملية ستتم بعد حقنه بالبنج لكي لا يحس بأي شيء، فيقول له: إني مبنجك و مجري لك العملية.
كذلك فإن الله علم الإنسان العلم الذي أدرك به أن المادة لايمكنها أن تصل إلى سرعة الضوء إلا إذا تحولت إلى طاقة، وأن الإنسان إذا تحول إلى طاقة فإنه سيموت لأن جسمه سيتلاشى نهائيا.
إذن فعروج الإنسان حيا بجسمه إلى السماء بنفس سرعة الملائكة يعتبر أمرا يشبه مرور جمل من ثقب إبرة.
نحن نعلم أن الله على كل شيء قدير، ومسألة صعود المسيح تحتاج إلى بيان من الله، أقدرها بالأسباب أم بغير أسباب.
فبين الله أنها قدرت بالأسباب التي يعرفها أهل العلم، والقرآن فصلت آياته لقوم (يعلمون).
اقتباس:
==================================
وسؤالي للاخ الحسن الهاشمي ما هو دليلك على ان الله عزوجل رفع روح المسيح عليه السلام ومن ثمه جسده ,وما هي حكمة الله في ذلك؟؟؟
===================================
أخي سليم: كل عام وأنت بخير.
وأنا أسأل أولائك الذين قالوا بأن الوفاة هنا مجاز يعني النوم أن يبينوا القرينة التي تثبت صحة كلامهم، أليس الكلام يؤخذ على حقيقته إن لم توجد قرينة يعرف بها أن اللفظ استعمل مجازا؟
أليس اليقين يتحقق بالإقناع؟ فالقول بأن الوفاة تعني النوم أو الإيفاء تحتاج إلى إقناع لم يستطيعوا أن يثبتوه. فالله تعالى يقول: ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)، والقول بأن الوفاة هنا مجاز ولو لم توجد قرينة يفهم منه أن القرآن ليس يسيرا للذكر.
أما الحكمة في وفاة المسيح وصعوده إلى السماء فلكي تتحقق الفرضية الثانية، فإحياء الموتى له فرضيتان:
1) نزول الروح من السماء ليحل في الجسد فتنشأ الحياة.
2) صعود الجسد إلى السماء ليحل فيها الروح فتنشأ الحياة.
وتحقيق إحدى الفرضيات دون الأخرى لا يعتبر تحقيقا لكل الحق وإنما
يعتبر جزءا من الحق. والله تعالى هو العزيز الحكيم إذا قضى أمرا فإنما يقضيه على أتمه.
¥