ـ[سليم]ــــــــ[07 - 11 - 2005, 02:20 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, والصلاة والسلام على سيدنا محمد اشرف المرسلين, واغفر زلاتنا وخطايانا واجعلنا من التوابين.
اخي جمال اشكرك على ما لفتَ نظري اليه فيبدو انني تسرعت في الاجابة وبعد البحث في كتب التفاسير وجدت الاتي:
قال أبو جعفر: ومعلوم أنه لو كان قد أماته الله عز وجل، لم يكن بالذي يميته مِيتةً أخرى، فيجمع عليه ميتتين، لأن الله عز وجل إنما أخبر عباده أنه يخلقهم ثم يُميتهم ثم يُحييهم، كما قال جلّ ثناؤه: "اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ ",ويصبح معنى الاية: إذ قال الله يا عيسى إني رافعك إليّ ومطهِّرك من الذين كفروا، ومتوفيك بعد إنزالي إياك إلى الدنيا. و هذا من المقدم الذي معناه التأخير، والمؤخر الذي معناه التقديم. ويؤكد ذلك قول الله عز وجل: "وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلا "، رفعه الله إليه قبل أن يكون كهلا , وينزل كهلا. وكذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: كيف تهلك أمة أنا في أوّلها، وعيسى في آخرها. وايضاً قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لليهود: " إن عيسَى لم يمتْ، وإنه راجعٌ إليكم قبل يوم القيامة.
والله اعلم
عسى ان يغفر الله لنا خطأنا وسهونا.
ـ[الحسن الهاشمي المختار]ــــــــ[07 - 11 - 2005, 07:31 ص]ـ
الحمد لله العزيز الحكيم
لبيان الحكمة في وفاة المسيح عليه السلام والحكمة من رفعه إلى السماء أقول:
إن كل أمر لله هو أمر حكيم، والله تعالى إذا تكلم عن قصة عيسى فإنه يقول: إن هذا لهو القصص الحق وما من إلله إلا الله وإن الله لهو (العزيز الحكيم). ويقول: بل رفعه الله إليه وكان الله (عزيزا حكيما).
لنتكلم عن الحكمة من الرفع.
الحكمة من رفع المسيح إلى السماء هو أن الله تعالى يعلم أن بشرا سيفتري الكذب على رسوله عيسى، وسيدعي أنه هو المسيح وأنه هو رب العالمين، وسيكون معه من السحر ما يخدع به الأبصار فيظن الناس أنه يحيي الموتى وأنه ينزل الغيث ... فكان من الحكمة أن ينزل المسيح الحقيقي ليبين الحق ولتكون كلمة الله هي العليا، وعيسى عليه السلام هو كلمة الله التي افترى عليها وانتحلها الدجال.
هل من الحكمة أن يرفع الله رسوله عيسى إليه بعد انتهاء رسالته إلى بني إسرائيل دون أن يتوفاه بالموت؟
كل الرسل توافهم الله بعد أداء رسالات ربهم، والمسيح عليه السلام أحد الرسل الذين بلغوا الرسالة؛ فكيف تكون وفاة المسيح؟
بما أن المسيح هو الرسول الذي آتاه الله البينات التي هي من خصوصيات الله كإحياء الموتى بإذن الله، وخلقه من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله، ويعلم ما يأكل الناس وما يدخرون، إذن فهذه الآيات التي أوتيها عيسى قد تفتن الناس فيتخذوه إلها، وهو بالفعل ما حصل من بعده، فقد جاءهم الشيطان فأوحى إليهم أن المسيح ما فعل تلك الآيات العجيبة إلا لأنه ابن الله أو هو الله نفسه.
فكان من الحكمة أن يترك الله للناس آية يهتدون بها إلى الحق، والآية التي تكذب من يدعي أن المسيح إله هي آية (الموت)، فالله وحده هو الحي الذي لا يموت، فكيف يكون المسيح إلها وقد مات كما يموت أي إنسان!!
لو لم يتوف الله المسيح عليه السلام لترك للشيطان مبررا ليضل به الناس فيوحي إليهم أن المسيح هو الله الحي الذي لا يموت.
إذن فالحكمة تفرض أن يتوفى الله المسيح.
كيف تكون وفاة المسيح؟
يجب أن تكون وفاة المسيح عليه السلام وفاة مؤكدة لكل الناس يستيقن فيها الناس أنه قد مات، يجب أن يشهرها الله بحيث تصبح حقيقة تاريخية لا جدال فيها، لو أن الله توفى المسيح وفاة طبيعية لم يعلم بها كل الناس ثم رفعه إليه وجاء الناس فلم يجدوا له قبرا لشك الناس في الأمر ولسرت إشاعات بين الناس أن المسيح لم يمت ولنفخ الشيطان في الإشاعة حتى يتقبلها الناس فيصدقوا أن المسيح هو الله الحي الذي لا يموت. لكن الله تعالى شاء أن يوثق وفاة المسيح بجعلها وفاة غير طبيعية.
إذن فقصة وفاة المسيح يجب أن تكون أشهر وفاة في التاريخ البشري لكي يهتدي الناس أنه لم يكن إلها، فالإله لا يموت. إلا أن الناس ظنوا أنه قتل، وما قتل المسيح وما صلب وإنما الله هو الذي توفاه.
¥