وقوله في الكهف أيضاً: " الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاء عَن ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا " (101).
وقوله في سورة الإسراء: " وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا " (97).
فهذه أمثلة تقدّم فيها البصر على السمع!!
ولو كان تقديم السمع على البصر لشرف السمع على البصر دون اعتبار آخر لاقتضى ذلك تقديمه في كل موضع اجتمعا فيه، ولما تخلّف منها موضع واحد لعدم تخلّف العلّة في التقديم ..
فما تقول في تقديم البصر على السمع في هذه المواضع؟
هذا من ناحية.
وأما بالنسبة إلى الله عزّ وجلّ فالأمر فيه على خلاف البشر لا ترتيب ولا تفاوت عنده بين المسموعات والمبصرات، فإذا جاء البصر متقدّماً على السمع - كما في سورة الكهف - أو جاء السمع مقدّماً على الرؤية - كما في الأمثلة التي أوردتها أنت - فلا غضاضة في ذلك لا سيما إذا كان كل واقعاً موقعه لمناسبات لفظية ومعنوية تقضي بذلك ..
ثم إن قولك بأن الجن تقدّم على الإنس في القرآن الكريم، فإن هذا خطأ أيضاً ..
لأن تقديم الجن على الإنس كان في اثنتي عشرة آية ..
في حين أن القرآن الكريم أورد ست آيات قدّم فيها الإنس على الجن، منها:
قوله تعالى في سورة الرحمن: " فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلَا جَانٌّ " (39).
وقوله تعالى في سورة الرحمن أيضاً: " فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ " (56).
وقوله تعالى في سورة الرحمن: " لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ " (74).
وقوله تعالى في سورة الأنعام: " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ " (112).
وقوله تعالى في سورة الإسراء: " قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا " (88).
وقوله تعالى في سورة الجن: " وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا " (5).
ثم أي تشريف يعود على الإنس حين قُدّم في قوله تعالى: " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ "؟
إن تحرير القول في هذه المواضع أن يدار فيها من حيث التقديم والتأخير على غير الوجه الذي ذهبت إليه ..
وإنا بانتظار تبيينك للسبب من وراء تقديم البصر على السمع في الآيات المذكورة أعلاه ..
ودمت لنا سالماً ..
ـ[سليم]ــــــــ[07 - 11 - 2005, 12:17 ص]ـ
السلام عليكم
أخي لؤي الطيبي, بالنسبه الى الآيات الآولى التي تتعلق في تقديم الجن على الانس فهو تقديم اوليه في الخلق وليس في التشريف ومع هذا فإن الانسان اشرف من الجن ,وكفى الانسان تشريفاً ان بعث النبي الامي وهو من البشر ونزل عليه اشرف كتاب وهو القرآن الكريم واما بالنسبة الى الايات التي اوردتها في تقديم الانس على الجن فلكل حدث حديث فالآية 39 من سورة الرحمن:" فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلَا جَانٌّ " فإن سياق الآية يدل على الحساب يوم القيامة الحساب يعني التكليف والمكلف باحكام الاسلام هو الانسان قبل الجان ولأنه نزل على بني البشر والانسان اولى بالتكليف وإن استمع اليه نفر من الجن!! واما بالنسبة الى الآيتين 56,74 من سورة الرحمن ايضاً فإنهما متعلقتين بالطمث, والطمث: طَمَثَها: يَطْمِثُها وَيطْمُثُها افْتَضَّها (وطَمَثَتْ) كنَصَرَ وسَمِعَ حاضَتْ فهي طامِثٌ, (والطَّمْثُ) المَسُّ والدَّنَسُ والفَسادُ, وقيل هو كنايه على النكاح, والمعنى لهما يصبح ان هؤلاء النسوه في الجنه _قاصرات الطرف_ هن طاهرات عفيفات لم يفض اغلاق ختامهن احد من خلقك انسان كان او جان.
¥