واما الآية 88,من سورة الاسراء:"قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا " فهو موضع تحدي حيث تحداهم الله عز وجل (الانس والجان) بان يأتوا بمثل هذا القرآن, وبما ان القرآن نزل على البشر اولاً فمن باب اولى ان يكون التحدي مبتدئاً بهم.
اما بالنسبة الى تشريف السمع على البصر فأنا على قولي هذا لأنه قول السلف فيما يتعلق في التقديم والايات التي سقتها في تقديم البصر على السمع او الاعين على الآذان فهو ايضاً من سر بلاغة وفصاحة القرآن في انتقائه الالفاظ في موضعها المناسب, خذ مثلاً اية 26 من سورة الكهف:" قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا ",حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: (أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ) قال: يرى أعمالهم، ويسمع ذلك منهم سميعا بصيرا, فلا أحد أبصر من الله ولا أسمع، تبارك وتعالى!. والاية 101 من نفس السورة:"الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاء عَن ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا ",يُفهم من الاية من والتي تسبقها ان الله سبحانه وتعالى عرض جهنم على الكفار والعرض يحتاج الى رؤيه اي بصر ,ولهذا قدم البصر على السمع هنا.
والاية 179 من سورة الاعراف:" وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ " يعني: ليس ينتفعون بشيء من هذه الجوارح التي جعلها الله (سببا للهداية) كما قال تعالى: " وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصَارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ "الأحقاف, هنا نرى ادراج الحجة على الكفار في عدم ايمانهم لأن الايمان موضعه القلب, فالانسان يهتدي الى الله من حاجته الى التقديس وبعدها يرى ايات الله او يسمع بها.
والله اعلم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[07 - 11 - 2005, 08:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..
الأخ سليم ..
بارك الله فيك على هذه اللفتات ..
على أني ما زلت أخالفك الرأي في التشبيه .. وفي بعض ما جاء في مقالتك الكريمة ..
تقول - حفظك الله: أما بالنسبة إلى تشريف السمع على البصر فأنا على قولي هذا لأنه قول السلف فيما يتعلق في التقديم ..
فأقول: وهل أن كل مَن سَلَف قال بتشريف السمع على البصر؟ وهل تريد بقولك هذا إخراجنا من دائرة الآخذين بأقوال السلف - رحمهم الله؟
ثم تقول: والآيات التي سقتها في تقديم البصر على السمع أو الأعين على الآذان فهو أيضاً من سرّ بلاغة وفصاحة القرآن في انتقائه الألفاظ في موضعها المناسب ..
فأقول: وهذا ما لا خلاف حوله .. إذ هو عين المقصود من إثارة مثل هذه المواضيع في هذا المنتدى المبارك ..
ثم تقول: خذ مثلاً آية 26 من سورة الكهف: " قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا " ... قال: قال ابن زيد، في قوله: (أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ) قال: يرى أعمالهم، ويسمع ذلك منهم سميعا بصيرا، فلا أحد أبصر من الله ولا أسمع، تبارك وتعالى!
¥