تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[معالي]ــــــــ[14 - 11 - 2005, 10:20 ص]ـ

فالقرآن لم يكن شعرا بل كان حالة شعرية

القرآن به الأبحر العروضية جميعا، بل وحتى قانون الشعر الحر.

قصرت قدراتي أستاذنا الفاضل عن التوفيق بين القولين أعلاه!

لعلكم تبينون أكثر حال عودتكم التي وعدتم بها بإذن الله

جزيل شكر لمروركم الكريم

فيض تحية

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[15 - 11 - 2005, 02:10 ص]ـ

الأخت الفاضلة معالي ..

إن مَن تتبّع أنواع المجادلات التي حكاها القرآن الكريم عن الطاعنين فيه، يرى أن نسبتهم القرآن إلى نفس صاحبه كانت هي أكثر الكلمات دوراناً على ألسنتهم، وأن أقلها وروداً في جدلهم كانت نسبته إلى تعليم البشر ..

ووصفهم القرآن بالشعر ووصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنه شاعر، جاء في ثلاثة مواضع في القرآن الكريم، هي:

قوله تعالى: " بَلْ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ " (الأنبياء: 5)

وقوله تعالى: " وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ " (الصافات: 36)

وقوله تعالى: " أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ " (الطور: 30)

كما أن دفع الاعتراض والتهمة السابقة عن النبي صلى الله عليه وسلم جاء أيضاً في ثلاثة مواضع في القرآن الكريم، هي:

قوله تعالى: " وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ " (يس: 69)

وقوله تعالى: " وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ " (الحاقة: 41)

وقوله تعالى: " وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ " (الشعراء: 224)

ثلاث آيات جاءت في معرض إبراز الشبهة التي اعترض بها الطاعنون على دعوة النبي، وهي اتهامه بأنه شاعر وأن الكتاب الذي جاء به شعر. وثلاث آيات جاءت لدفع هذه الشبهة عن النبي صلى الله عليه وسلم!!

والأمر الذي يهمنا - في الحقيقة - أن اضطراب الطاعنين في تحديد تلك الحالة النفسية التي صدر عنها القرآن: أشعر هي، أم سحر، أم جنون، أم كهانة، أم أضغاث أحلام، أم .. ؟ هو لمن أوضح الأدلّة على أنهم لم يكونوا يشيرون بهذا الوجه أو ذاك إلى تهمة محقّقة لها مثار في الخارج أو في اعتقادهم، وإنما أرادوا أن يدلوا بكل الفروض والتقادير مغمضين على ما فيها من محال، ليثيروا بها غباراً من الأوهام في عيون المتطلّعين إلى ضوء الحقيقة، وليلقوا بها أشواكاً من الشكّ في طريق السائرين إلى روض اليقين ..

ولقد نعلم أنهم كانوا في قرارة أنفسهم غير مطمئنين إلى رأي صالح يرضونه من بين تلك الآراء .. وقد وصف القرآن الكريم هذه البلبلة الجدلية المضحكة في قوله: " بَلْ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ ".

فهذه الآية - على قصرها - تبيّن لنا مقدار ما أصابهم من الحيرة والاضطراب في رأيهم، وإنها لترينا صورة شاهد الزور إذا شعر بحرج موقفه كيف يتقلّب ذات اليمين وذات الشمال، وكيف تتفرّق به السبل في تصحيح ما يحاوله من محال ..

فإن الطاعنين ليعرفون أن القرآن ليس بقول بشر، وأنه ليس بسحر يؤثر، وأنه ليس أضغاث أحلام، وأنه ليس بكهانة .. وأنه ليس بشعر من شعرهم، ولا هو في أوزانه وأعاريضه وفنونه وطرقه ..

وعلى هذا فإن وصفهم له بالشعر قد يكون نابعاً عن أحد أمرين:

الأول: كونهم تجوّزوا إلى ذلك ببراعة العبارة، وسموّ التركيب، وتصوير الإحساس اللغوي بألوان من المجاز والاستعارة والكناية وغيرها مما يكون القليل من جيّده خاصّاً بالفحل من شعرائهم، ويكون مع ذلك حقيقة الإحساس اللغوي في شعره .. وبرأيي - فإن هذا الوجه بعيد ولا يستقيم إلا بعد التحمّل له والتجوّز فيه .. خاصّة وأن لفظ الشاعر عندهم متعيّن المعنى متحقّق الدلالة ليس فيه لبس ولا إبهام ولا تجوّز. وإنهم ليعلمون علم اليقين أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن شاعراً وما ينبغي له الشعر ولا يلتئم على لسانه .. وكيف يكون كذلك وهو - عليه الصلاة والسلام - لم يصنع بيت شعر واحد؟

والثاني: أن تهمة النبي صلى الله عليه وسلم بأنه شاعر لم تكن ابتداءً إلا من قبل أحبار يهود ورؤسائهم وأهل العلم فيهم .. ثم تعلّق بها بعض العرب مكابرة .. وهذا ما ذهب إليه مصطفى صادق الرافعي - رحمه الله - وهو ما ما نميل إليه ونرجّحه.

والله أعلم

ـ[معالي]ــــــــ[15 - 11 - 2005, 08:14 ص]ـ

أستاذنا الجليل لؤي

أفضتم بارك الله فيكم وأصلتم واستقصيتم فما تركتم لسواكم شيئًا!!

ولكن

قلتم بارك الله فيكم:

إن تهمة النبي صلى الله عليه وسلم بأنه شاعر لم تكن ابتداءً إلا من قبل أحبار يهود ورؤسائهم وأهل العلم فيهم .. ثم تعلّق بها بعض العرب مكابرة

فهل كان أحبار يهود ورؤساؤهم على غير علم بسنن العرب وطريقتهم في قول الشعر؟!! أم ماالذي دعاهم لقول ما قالوه؟

ثم

ماالذي جعل بعض العرب يتابعونهم في ما قالوا ويتعلقون به؟! أهو جهلٌ منهم (وهذا مالاأظنه!)؟ أم ماذا؟!

إن رأيتم أن ذلك منهم كان مكابرةً!!

فكيف قالوا بذلك رغم علمهم أنه لا يخفى على من يستمع إليهم أن ذلك ليس بحق .. هل كان ذلك استغفالا منهم لأتباعهم وعدم اعتبار لعقولهم؟!

ألم يخشوا أن يفارقهم أتباعهم إلى دين محمد_صلى الله عليه وعلى آله وسلم_ جرّاء هذه البلبلة المضحكة؟!!

جزاكم الله خيرًا

ونفع بعلمكم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير