السلام عليكم
معذرة من الاخوة الافاضل على تعقيبي في هذا الموضوع ولم افتح موضوعاً جديداً لصلة بينهما, يقول الله تعالى:"والشَعَراءُ يَتبِعُهم الغَاوون. آَلمْ تَرَ أَنّهم في كُلِّ وادٍ يَهيمون. وأَنّهم يَقُولون ما لا يفعلونْ. إلا الذين آمنوا وعَمِلُوا الصَّالحات وذَكَرُوا الله كَثيراً وانتصروا مِن بَعد ما ظُلموا وسَيَعْلَم الذين ظَلَموا أيَّ مُنْقَلب يَنْقَلبون",وقد خرج بعض العلماء برخصة قول الشعر على هذا الوجه, اي التعرض لهجاء من يهجو الرسول عليه الصلاة والسلام او اي احد من المسلمين, وان الرسول لم يقل الشعر قط, فقد ورد أنَّ رجلاً أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال. يا رسول اللّه، إن أبا سفيان يهجوك. فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: اللّهم إنه هَجاني وإني لا أقول الشعر، فاهجُه عني. وتنافس المسلمون على ايهم يهجو نيابة عن الرسول عليه الصلاة والسلام, فقام إليه عبد الله بن رَواحة فقال: يا رسول اللّه، إيذن لي فيه. قال: أنت القائل: قثبّت الله ما آتاك من حسن.
قال: نعم. قال: وإياك فثبت اللّه. ثم قام إليه كعب بن مالك فقال: يا رسول اللّه، إيذن لي فيه. فقال: أنت القائل هممت؟ قال: نعم. قال: لستَ له. ثم قام حسَّان بن ثابت فقال: يا رسول اللّه، إيذن لي فيه، وأخرج لسانه فضَرب به أَرْنبة أنفه، وقال: والله يا رسول الله إنه ليخيَّل لي أني لو وضعتُه على حجر لفَلقه، أو على شَعر لحَلقه. فقال: أنت له، اذهب إلى أبي بكر يُخبرك بمثالب القوم ثم اهجهم وجبريل معك. فقال يرد على أبي سفيان:
ألا أبلِغ أبا سفيان عَنِّي= مغلغَلةً فقد برح الخَفاءُ
هجوت محمداً وأجبتُ عنه= وعند الله في ذاك الجَزاء
أتهجوه ولست له بندٍّ = فشركما لخير كما الفداء
أمن يهجو رسوله الله منكم= ويطريه ويمدحه سواء
لنا في كُل يوم من مَعدٍّ = سِباب أو قِتال أو هِجَاء
لساني صارمٌ لا عيبَ فيه= وبَحْري لا تُكدِّره الدِّلاء
فإنّ أبي ووالدَه وعِرْضى= لِعْرض محمد منكم وِقَاء
ومن الصحابة من قال شعراً, ومنهم من كان يحب سماعه, فمن الصحابة حسّان بن ثابت، وكَعب بن مالك، وعبدَ الله بن رواحة. وقال سعيد بن المُسيِّب: كان أبو بكر شاعراً، وعُمر شاعراً، وعليُّ أشعرَ الثلاثة. ومن قول عليّ كرّم الله وجهه بصِفين:
لمَن رايةٌ سَوداء يخْفِق ظلُّها= إذا قِيل قَدِّمها حُضين تَقدَّما
يُقدِّمها في الصَّف حتى يزِيرها= حِياضَ المَنايا تَقْطُر السّمّ والدَما
جَزى الله عنِّي والجَزاء بكَفِّه= رَبيعة خيراً ما أَعف وأكَرما
قال النبي صلى الله عليه وسلم في عمرو بن الأهتم لمّا أعجبه كلامُه: إنَّ مِنِ البيان لَسِحْراً.
وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: إنَّ من الشعر لحِكْمة.
ومن شعر ابي بكرالصديق:
كُلّ امرئ مُصَبّح في أهله= والموتُ أَدْنى من شرِاك نَعْلِهِ
والله اعلم
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[21 - 11 - 2005, 10:56 م]ـ
إضافة بسيطة
مما قرأت في بعض مراجع اللغة، أن هجاء حسان لكفار قريش كان أشد على الكفار من هجاء عبد الله بن رَواحة وكعب بن مالك. والسبب في ذلك أن هجاء عبدالله وكعب كان يعتمد على الطرح العقائدي بوصف القرشيين بالكفر وهذا مما كان لا يهتم له الكفار، أما حسان فإن أمر الرسول له بهجاءهم، سبقه أمر ألا وهو إتيان أبي بكر حتى يخبرهم معائب القوم اي أهل قريش، وعليه إعتمد هجاء حسان على هذه النقطة. وبالتالي كان تأثيره أشد عليهم وهم كفار، فما أسلموا تبينوا أن هجاء عبدالله وكعب هو أشد وأقسى. لأنهم اخذوا يفهمون المفاهيم العقدية ومعاني الإسلام.
ـ[معالي]ــــــــ[22 - 11 - 2005, 09:19 ص]ـ
جميل أستاذنا سليم ..
إضافة رائعة بارك الله فيك
ـ[معالي]ــــــــ[22 - 11 - 2005, 09:20 ص]ـ
أضفتَ جليلا أستاذنا موسى ..
جزيت خيرًا