ـ[معالي]ــــــــ[16 - 11 - 2005, 07:12 ص]ـ
أستاذنا الجهبذ لؤي
شكر الله تفضلكم وتجشمكم عناء الرد على مثلي!
أفدتموني أيما فائدة!
أسأل الله ألا يحرمكم الأجر والمثوبة، وأن يجعل ما قدمتم في موازين حسناتكم يوم تلقونه، هو ولي ذلك والقادر عليه ..
جزاكم الله خيرًا
ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[18 - 11 - 2005, 02:05 ص]ـ
وإليكم هذه المشاركة:
القرآن الكريم طراز خاصٌ من التعبير، ونظمه ليس على منهاج الشعر المقفّى، ولا هو على منهاج النثر المرسل، ولا هو منهاج النثر المزدوج أو المنثر المسجوع، وإنما هو منهاج قائم بذاته لم يكن للعرب عهد به ولا معرفة من قبل.
وكان العرب لفرط تأثرهم بالقرآن لا يدرون من أي ناحية وصل إلى هذا الإعجاز.
وكون القرآن طراز خاص ونسيج منفرد فيه كل الوضوح فبينما تجده يقول: {وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14)} التوبة.
ويقول: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ (92)} آل عمران.
مما هو نثرٌ قريب من الشعر، إذ لو نظمته الآيتان لكانتا بيتين من الشعر هكذا:
ويخزهم وينصركم عليهم = ويشق صدور قوم مؤمنين
لن تنالوا البر حتى = تنفقوا مما تحبون
ولكنهما ليس شعراً وإنما هو نوع من النثر فريد.
وإليكم ما أورده السيوطي في كتاب الإتقان حول هذا البحث:
الإتقان للسيوطي
النوع الثامن والخمسون
في بدائع القرآن
أفرده بالتصنيف ابن أبي الأصبع، فأورد فيه نحومائة نوع، وهي المجاز والاستعارة والكناية والإرداف والتمثيل والتشبيه والإيجاز والاتساع والإشارة والمساواة والبسط والإيغال والتشريع والتتميم والأتضاح ونقي الشيء بإيجابه والتكميل والاحتراس والاستقصاء والتذييل والزيادة والترديد والتكرار والتفسير والمذهب الكلامي والقول بالموجب والمناقضة والانتقال والإسجال والتسليم والتمكين والتوشيح والتسهيم ورد العجز على الصدر وتشابه الأطراف ولزوم ما لا يلزم والتخيير والإبهام وهوالتورية والاستخدام والالتفات والاستطراد والاطراد والانسجام والإدماج والافتنان والاقتدار وائتلاف اللفظ مع اللفظ وائتلاف اللفظ مع المعنى والاستدراك والاستثناء والاقتصاص والإبدال وتأكيد المدح بما يشبه الذم والتجويف والتغاير والتقسيم والتدبيج والتنكيت والتجريد والتعديد والترتيب والترقي والتدلي والتضمين والجناس والجمع والتفريق والجمع والتقسيم والجمع مع التفريق والتقسيم وجمع المؤتلف والمختلف وحسن النسق وعتاب المرء نفسه والعكس والعنوان والفرائد والقسم واللف والنشر والمشاكلة والمزاوجة والمواربة والمراجعة والنزاهة والإبداع والمقارنة وحسن الابتداء وحسن الختام وحسن التخلص والاستطراد.
إلى أن قال:
وها أنا أورد الباقي مع زوائده ونفائس لا توجد مجموعة في غير هذا الكتاب
ثم شرع يشرحها، إلى أن وصل باب الإنسجام:
الانسجام: هوأن كون الكلام لخلوه من العقادة متحدراً كتحدر الماء المنسجم، ويكاد لسهولة تركيبه وعذوبة ألفاظه أن يسهل رقة، والقرآن كله كذلك. قال أهل البديع: وإذا قوي الانسجام في النثر جاءت قراءته موزونة بلا قصد لقوة انسجامه، ومن ذلك ما وقع في القرآن موزوناً، فمنه من بحر الطويل فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ومن المديد واصنع الفلك بأعيننا. ومن البسيط فأصبحوا لا نرى إلا مساكنهم ومن الوافر ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ومن الكامل والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم. ومن الهزج فالقوة على وجه أبي يأت بصيراً. ومن الرجز ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلاً. ومن الرمل وجفان كالجوابي وقدور راسيات. ومن السريع أوكالذي مر على قرية ومن المنشرح إنا خلقنا الإنسان من نطفة. ومن الخفيف لا يكادون يفقهون حديثاً. ومن المضارع يوم التناد يوم تولون مدبرين. ومن المقتضب في قلوبهم مرض. ومن المجتث نبأ عبادي أني أنا الغفور الرحيم ومن المتقارب وأملي لهم أن كيدي متين. انتهى كلام السيوطي.
وعليه فليس في القرآن شعرٌ وإن اشتبه بالشعر بعض الآيات، وإنما ذلك للإنسجام الذي تعلل به بعض العلماء.
والله أعلم.
ـ[معالي]ــــــــ[18 - 11 - 2005, 06:33 ص]ـ
الأستاذ الفاضل موسى
جهدٌ متميز اعتدنا عليه ..
بارك الله فيك ونفع بك
ـ[سليم]ــــــــ[21 - 11 - 2005, 10:35 م]ـ
¥