وَما مَنَعَ النّاسَ أَن يُؤمِنُوا إِذ جاءَهُمُ الهُدى إلاّ أَن قالُوا أَبَعَثَ اللهُ بَشَراً رسُولا * قُل لَو كانَ في الأرضِ مَلائِكَةٌ يَمشُونَ مُطمَئِنِّينَ لَنَزِّلنا عَلَيهم مِنَ السَّماءِ مَلَكاً رَسولا* قُل كَفى بِاللهِ شَهيداً بَيني وَبَينَكُم إِنّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً) (الآيات 88 ـ 96).
فأتمّ اللهُ الربُّ عليهم الحجّة، وقال: (إن كُنتُم في رَيب ممّا نَزلنا عَلى عَبدِنا فَأتوا بِسُورَة مِن مِثْلِهِ وَادعوا شُهَداءَكُم)، وَأَخْبَرَ أَنَّ الإنس والجنّ لو اجتمعوا لَمَا استطاعوا أن يأتوا بمثله وإنْ كان بعضهم لبعض ظهيراً، وأكَّد ذلك وقال: لَنْ تستطيعوا أن تأتوا بمثله، وحتى عصرنا الحاضر لم يستطع خصوم الإسلام ـ على كثرتهم وما يملكون من قوى ضخمة ومتنوعة ـ أن يأتوا بسورة من مثل القرآن. بعد هذا التحدِّي الصارخ وإتيان الأمر المعجز للإنس والجنّ، وعجز قريش عن الإتيان بمثله، طلبوا من الرسول (ص) أن يغيِّر مناخ مكّة وأن يكون له بيتٌ من ذهب، أو يأتي بالله والملائكة قبيلا، أو يرقى في السماء ولا يؤمنون لِرقيِّه حتى ينزِّل عليهم كتاباً يقرؤونه، وكان في ما طلبوا الأمرُ المحالُ وهو أن يأتيَ باللهِ وَالمَلائِكَةِ قَبيلا تَعالى اللهُ عمّا قالَه الظّالِمونَ عُلُوّاً ... وكان فيه ما يخالف سنن الله في إرسال الأنبياء بأن يرقى أمامهم إلى السماء ويأتي لهم بكتاب وهو ما خصَّ اللهُ رسله من الملائكة وليس من شأن البشر، واستنكروا أنْ يبعث الله لهم بشراً رسولا، في حين أنّ الحكمة تقتضي أن يكون الرسل من جنس البشر ليكونوا في عملهم قدوةً وأُسوةً لقومهم، ولم تكن سائر طلباتهم موافقة لمقتضى الحكمة، مثل طلبهم أن ينزِّل عليهم العذاب، ولذلك أمر أن يُجيبهم ويقول: (سُبحانَ رَبِّي هَل كُنتُ إلاّ بَشَراً رَسُولا).
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 12 - 2005, 06:37 م]ـ
الأستاذ الفاضل سليم ..
بارك الله فيكم ..
ونفع بعلمكم ..
ـ[الهذلي]ــــــــ[04 - 12 - 2005, 08:53 م]ـ
إذا كان المقصود تأملات الزنداني وزغلول النجار ومؤتمراتهم فلي وقفات قد تؤدي إلى مشاكل أنا -الان- في غنى عنها.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[06 - 12 - 2005, 03:59 م]ـ
الأخ الكريم الهذلي ..
ما تقصد - حفظك الله - بتأملات الزنداني وزغلول النجار؟
وإلى أية مشاكل قد تؤدي - بنظرك - هذه التأملات؟
شاركنا بما فتح الله عليك لتعمّ الفائدة للجميع ..
ودمت لنا سالماً ..
ـ[الهذلي]ــــــــ[06 - 12 - 2005, 09:44 م]ـ
والشأن لا يُعترض المثالُ=إذ قد كفى الفرضُ والإحتمال
من "التأملات" ...
تفسير الآية الكريمة،
"ناصية كاذبةٍ خاطئة" بأنها دلالة على أنّ مركز الكذب في الدماغ هو (تحت) الناصية.
فمن جُزّت ناصيته أصبح بلا عقل (هذي من كيسي)
تعسّف يصيبني بالإحباط.
ـ[أبو سنان]ــــــــ[07 - 12 - 2005, 01:08 ص]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد فالحديث ذو شجوووون ولدي سؤال لجميع أخوتي وهو سؤال افتراضي:
لو جاء الدكتور الزغلول أو الشيخ الزنداني بحقيقة علمية واثبتوها من القران ثم بعد فترة تغيرة هذه الحقيقة؟؟؟ ماذا يفعل الشيخان؟؟؟؟
أو بالاصح هل هذا ليس سبب في طعن أعداء المسلمين بالإسلام وبخاصة القران الذي هو كتاب الله الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ليس معنى أن يصيب الشيخان في تأكيد اكتشاف ظاهره من الظواهر جاء ذكرها بالقران الكريم أن القران يجب أن يجيب عن كل مساءل العصر وإذا لم نجد في القران مثلا علاج للسرطان أو حل لإنفلونزا الطيور نشك في فهمنا للقرآن.
بل إذا ثبت في الواقع من الأمور العلمية فلا حاجة إلى أن نقول القرآن قد أثبته. ونبحث ونمحصص القران بل قد نلوي عنق الآيات لاثبات ذلك.
فالقرآن نزل للعبادة والأخلاق، والتدبر، يقول الله ـ عز وجل (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (صّ:29) وليس لمثل هذه الأمور التي تدرك بالتجارب ويدركها الناس بعلومهم.
فالقران منهج حياة وكتاب تعبد وليس كتاب اكتشافات ونظريات قابله للصواب والخطا فما نتفق عليه من نظريه في عصرنا هذا قد تتبدل بعد مائة سنة.
أرجوا من الاخوة ان يفهموا قصدي.
وآسف على الأطالة
ـ[أبو سارة]ــــــــ[07 - 12 - 2005, 04:08 ص]ـ
:::
لو جاء الدكتور الزغلول أو الشيخ الزنداني بحقيقة علمية
السلام عليكم
فيما أعلم أن الحقيقة العلمية لاتتغير بل هي ثابتة ونهائية، وقول الأستاذ الهذلي "تأملات" هو أصح من قول "حقيقة علمية"، وليس هناك من يقول بأن تأملات الزنداني والنجار حقائق علمية ثابتة، بل هي اجتهاد منهم في التوفيق بين حقائق علمية ومفاهيم قرآنية، وليس كل مجتهد مصيب.
يقول الدكتور صالح العجيري حفظه الله- مامعناه-: لاتعارض بين العلم والشرع، وإذا تعارض نص شرعي مع حقيقة علمية، فلا جدل في تقديم النص الشرعي.
وعلى هذا فلابأس أن نستمتع بتلك التأملات مالم تعارض نصا شرعيا ثابتا.
والله تعالى أعلم وأحكم.
¥