ـ[أبو سنان]ــــــــ[07 - 12 - 2005, 01:10 م]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد
أخي الحبيب أبا سارة بارك الله فيك
كنت متأكد من أن هناك من لا يفهم ما اريد أن أصل إليه ولا تاخذك الحمية دون فهم ما أريد فكلنا يحب الشيخين ويقدرهما.
كل ما أريد أن أصل إليه أن القرآن ليس فيه مجال لكي نطبق عليه نظريات بشرية قابل للصحة في
زمن ثم يأتي من يغيير هذه الحقيقة أو يصل لحقيقة أخرى.
ومن قال لك أخي الكريم أن الحقيقة العلمية غير قابلة للتغيير والتبديل بل قد يأتي من يثبت عدم صحتها الحقيقة العلمية لا تكون ثابتة إلا عندما تصل لحد القطع الجازم بصحتها وإلا فهي عرضة للتغيير والتبديل.
أن الحقيقة العلمية قد لا تكتسب الإجماع من أهل الاختصاص بكونها حقيقة، بل وربما اشتهر كونها حقيقة وذهب إليه الكثيرون، ولكن يبقى ثم خلاف في وصفها بذلك، وحينئذ فيبقى احتمال تغيرها، وإذا تغيرت وقد فسر النص بها قبل التغير أنتج ذلك زعزعة النص عن دلالته وإعجازه والشك فيه.
أن وصف الشيء بأنه حقيقة يمكن القول بأنه وصف نسبي قد لا يعني القطع بكل حال، ولدى كل من أطلق هذا المصطلح على نظرية ما، ومهما يكن فهي حقيقة ترجع إلى علم البشر القاصر فقد قال سبحانه: (وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلاً) (الإسراء:85).
أن القطع في هذا الأمر لا حاجة له، إذ يكفي إيراد احتماله للإعجاز، فكما أن الوجه من أوجه الإعجاز البلاغي لا يمكن القطع به لاحتمال إدارة ما هو أبلغ منه مما يخفى على المفسر، فكذلك الأمر هنا.
أن الحقيقة العلمية مهما كانت قطعيتها فهي قابلة للتطور، وقد لوحظ ذلك في تاريخ العلوم:
وإليك أخي بعض الأمثلة على ذلك:
(1) فنظرية (أينشتاين) في الجاذبية ربما كانت في زمنها وإلى حين تعديلها تعتبر حقيقة قطعية. ==== (حقيقة علمية)
حتى جاء العالم البلجيكي (لومتر) فأجرى عليها التعديل المعروف.
(2) كانت هناك حقيقة فلكية تقول بثبوت الشمس تمامًا.
ثم تغيرت فحلت محلها حقيقة حركة الشمس.
(3) كان الاعتقاد السائد أن المجرات تسير في حركة عشوائية تشابه حركة جزئيات الغازات بعضها في تقارب والبعض الآخر في تباعد ((حقيقة علمية))
ولكن في عام 1929 اكتشف هابل أن كل هذه الملايين المؤلفة من المجرات في ابتعاد مستمر عن بعضها بسرعات هائلة قد تصل في بعض الأحيان إلى كسور من سرعة الضوء وكذلك بالنسبة لنا فكل المجرات التى نراها حولنا في ابتعاد مستمر عنا. هل تغيرت الحقيقة لك أن تقرر.
وثَم أمثلة أخرى يمكن تتبعها وليس هذا موضع استقرائها.
أخي الكريم أبا ساره:
بعض أهل العلم وضعوا ضوابط لا بد منها عند كي لا يكون هذا التفسير قولاً في كتاب الله بغير علم، ومن أجل أن يحقق الغاية منه دون مساس بمصداقية الوحي وثبوته وقدسيته.
ومنها:
1 - من أهم الضوابط أن يقتصر الإعجاز على الحقائق العلمية التي وصلت إلى حد القطع بها، بخلاف ما دون الحقائق من النظريات أو حتى ما قد يعتبره البعض حقيقة علمية ويخالفه آخرون.
فلا حاجة إلى التسرع في الاكتشافات العلمية لربطها بنصوص الوحي قبل أن تستقر في تلك الاكتشافات وتكتسب مصطلح الحقيقة العلمية المقطوع بصحتها.
2 - ألا يكون التفسير العلمي أو الوجه من أوجه الإعجاز العلمي مجزومًا به عند تفسير الآية أو الحديث، بل ينبغي أن يساق على أنه قول في تفسير الآية أو شرح الحديث.
ولكن الملاحظ أن بعض من يذهب إلى التفسير العلمي للآيات أو الأحاديث يقطع بذلك، وقد يسوق أقوال المتقدمين في تفسيرها ثم يجعل التفسير العلمي هو القاطع لتلك الأقوال، والمرجح لواحد منها.
3 - من الضوابط ألا يقتضي التفسير العلمي للآية نقض ما جاء عن السلف فيها، فإن كانوا قد أجمعوا على معنى فلا يكون مستلزمًا نقضه، وإن يجمعوا واختلفوا فلا يكون أيضًا مستلزمًا لنقض جميع ما ورد عنهم، بخلاف ما لو وافق البعض واستلزم نقض البعض الآخر، فذلك لا يمنع التفسير به.
4 - ألا ينطلق التفسير العلمي التجريبي من منطلق الانبهار بالحضارة والمكتشفات المعاصرة، ومن ثم تسليم المطلق بها لما له من الأثر على التعسف في حمل النص على وجوه بعيدة، كما ينعكس ذلك على الصياغة التي يساق بها هذا التفسير من حيث يشعر القارئ له بالهرولة بالنص وراء ما اكتشفه المعاصرون.
ألا يعارض اللغة وقواعد النحو.
¥