ـ[أبو سنان]ــــــــ[21 - 12 - 2005, 03:13 ص]ـ
:::
زادك الله علماً أخي سليم ولكن لدي تعليق بسيط على الأثر الذي روي عن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها حيث أن هذا الأثر الذي ذكرته أورده ابن جرير الطبري في مقدمة تفسيره،
في باب: ذكر الأخبار التي غلط في تأويلها منكرو القول في تأويل القرآن
وهذا نص كلامه:
ذكر الأخبار التي غلط في تأويلها منكرو القول في تأويل القران
فإن قال لنا قائل: فما أنت قائل فيما:
- حدثكم به العباس بن عبد العظيم قال ك حدثنا محمد بن خالد ابن عثمة قال: حدثني جعفر بن محمد الزبيري قال: حدثني هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: (ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفسر شيئاً من القرآن إلا آيا بعدد، علمهن إياه جبريل).
ثم ذكر آثاراً أخرى في التحذير من القول في التفسير، ثم أجاب عنها بقوله:
قيل له: " أن من تأويل القرآن ما لا يدرك علمه إلا ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم. وذلك تفصيل جمل ما في آيه من أمر الله ونهيه وحلاله وحرامه وحدوده وفرائضه وسائر معاني شرائع دينه، الذي هو مجمل في ظاهر التنزيل ولا يدرك علم تأويله إلا ببيان من عند الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.
ومن آي القرآن ما قد استأثر الله بعلم تأويله فلم يطلع على علمه ملكا مقرباً ولا نبياً مرسلاً ولكنهم يؤمنون بأنه من عنده وأنه لا يعلم تأويله إلا الله.
فإما الذي لا بد للعباد من علم تأويله فقد بين لهم نبيهم صلى الله عليه وسلم ببيان الله ذلك له مع جبريل وهذا
وذلك هو المعنى الذي أمره الله ببيانه لهم فقال له جل ذكره:
(وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون)
ولو كان تأويل الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه كان لا يفسر من القران شيئاً إلا بعدد – هو ما يسبق إليه أوهام أهل الغياء من أنه لم يكن يفسر من القران إلا القليل من آيه واليسير من حروفه وكان إنما أنزل إليه صلى الله عليه وسلم الذكر ليترك للناس بيان ما أنزل إليهم لا ليبين لهم ما أنزل"
انتهى كلامه
وعند القرطبي
باب ما جاء من الوعيد في تفسير القرآن بالرأي والجرأة على ذلك و مراتب المفسرين
(روي عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر من كتاب الله إلا آيا بعدد وعلمه إياهن جبريل)
قال ابن عطية: "ومعنى هذا الحديث في مغيبات القرآن وتفسير مجمله مما لا سبيل إليه إلا بتوفيق من الله تعالى ومن جملة مغيباته ما لم يُعلِم الله به أحد كوقت قيام الساعة ونحوها مما يستقرى من ألفاظه كعدد النفخات في الصور وكرتبة خلق السموات والارض"
(هذا مع ما في الخبر الذي روي عن عائشة من العلة التي في إسناده التي لا يجوز معها الاحتجاج به لأحد ممن علم صحيح سند الآثار وفاسدها في الدين لأن راويه ممن لا يعرف في أهل الآثار وهو: جعفر بن محمد الزبيري)
وقد قال أحمد شاكرمحقق تفسير الطبري في تعليقه على الأثر: هو بإسنادين ونقلهما ابن كثير في التفسير عن الطبري وقال حديث منكر غريب
وجعفر هذا هو ابن محمد بن خالد بن الزبير العوام القرشي الزبيري قال عنه البخاري: لا يتابع حديثه
وقال الحافظ أبو الفتح الأزدي: منكر الحديث
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين