منها يوم القيامة والملاحظ أن المقسوم عليه في هذه الأقوال الأربعة الأخيرة هو القرآن العظيم:
1 ــ " فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم إنه لقرآن كريم " (الواقعة:75ـ76ـ77)
هنا يبيّن الله عز وجل أن هذا القسم عظيم " وإنه لقسم لو تعلمون عظيم " كما بيّنه بطريقة
تثير التعجب في قوله عز وجل " هل في ذلك قسم لذي حجر " (الفجر:5) بعد أن أقسم بالفجر
الذي رجمت فيه الأرض والغبار الذي تطاير إثر ذلك والذي أحدث ظلاما "والفجر وليال عشر"،
أقسم بالنجم الطارق " والشفع والوتر " ثم أقسم بالذهاب التدريجي لليل " والليل إذا يسر " أي
ببداية دوران الأرض على نفسها.
2 ــ " فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون إنه لقول رسول كريم " (الحاقة:38ـ39ـ40)
" إنه لقول رسول كريم " معناه القرآن العظيم.
3 ــ " فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس إنه لقول رسول
كريم " (التكوير:16ـ17ـ18ـ19)
" والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس " معناه: الليل إذا ذهب تدريجيا والصبح إذا أنشئ أو
خلق أي بكل بساطة بداية دوران الأرض على نفسها إثر اصطدام الجوار الكنس بها.
" إنه لقول رسول كريم " معناه القرآن العظيم.
هنا بعد ما أقسم الله عز وجل بالأجزاء الثلاثة للنجم الذي هوى " الخنس الجوار الكنس "
أقسم بالمخلفات المباشرة لنزولها على الأرض وهي بداية دوران الأرض على نفسها " والليل
إذا عسعس والصبح إذا تنفس ".
4 ــ " والسماء ذات الرجع والأرض ذات الصدع إنه لقول فصل " (الطارق:11ـ12ـ13)
" إنه لقول فصل " معناه القرآن العظيم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقول الله عز و جل: " و الليل إذا يغشى و النهار إذا تجلى " (الليل:1ـ2)
و: " و الضحى و الليل إذا سجى " (الضحى:1ـ2) [" سجى " قال الألوسي يكون في
الغالب بين طرفي الليل أو بعد برهة من أوله].
و: " و الشمس و ضحاها و القمر إذا تلاها " (الشمس:1ـ2)
لو تأملنا قليلا في هذه الأقوال الكريمة الثلاثة لوجدنا أن الآية الكريمة رقم 2 هي عكس الآية الكريمة رقم 1، أشرح:
ـ أليس النهار بعكس الليل؟
ـ أليس الليل التام ظلامه بعكس الضحى؟
ـ أليس القمر بعكس الشمس؟
ولو تأملنا قليلا في سور الشمس، الليل والضحى العظيمة لتبين لنا أن بعد هذه الأقوال الكريمة (المذكورة أعلاه) كلما
ذكر الله جل وعلا شيئا إلا وذكر ضده أو عكسه:
سورة الليل العظيمة:
الذكر # الأنثى / أعطى، اتقى، صدق بالحسنى، اليسرى # بخل، استغنى، كذب بالحسنى، العسرى /
/ الآخرة # الأولى / الأشقى # الأتقى.
سورة الضحى العظيمة:
الآخرة # الأولى / يتيما # فأوى / ضالا # فهدى / عائلا # فأغنى.
سورة الشمس العظيمة:
الليل # النهار / السماء # الأرض / فجورها # تقواها / أفلح من زكاها # خاب من دساها.
إن معنى هذا القسم في هذه السور العظيمة الثلاث هو تعاقب الليل والنهار يعني دوران الأرض على نفسها أي
إذا كان في نصف الكرة الأرضية الليل كان في النصف الآخر النهار وإذا كان فيه الضحى كان في النصف الآخر
الليل الذي تم ظلامه وإذا كان فيه نهار مضيء " الشمس وضحاها أي النهار يتلوه أو يتبعه القمر أي الليل.
سؤال بسيط: من منا رأى الليل والنهار أو الضحى والليل التام ظلامه أو الشمس والقمر في آن واحد؟
إنه سبحانه وتعالى من وراء هذه الأقوال الكريمة يقسم باختلاف الليل والنهار أي بدوران الأرض على نفسها.
ملاحظة:
أ ـ لو نظرنا إلى ترتيب السور في المصحف الشريف لوجدنا أن هذه السور الثلاث العظيمة جاءت متتالية:
1ـ تحتل سورة الشمس العظيمة المرتبة 91.
2ـ تحتل سورة الليل العظيمة المرتبة 92.
3ـ تحتل سورة الضحى العظيمة المرتبة 93.
ب ـ لو نظرنا إلى ترتيب السور حسب التنزيل لوجدنا:
1ـ سورة الليل العظيمة تحتل المرتبة 9.
2ـ سورة الفجر العظيمة تختل المرتبة 10.
3ـ سورة الضحى العظيمة تحتل المرتبة 11.
كما سبق وأن قلت أن قبل الرجم لم تكن الأرض تدور على نفسها وكان نصفها الذي كان مستقبلا
الشمس (الذي فيه المحيط الأولي) فيه نهار سرمد والنصف الآخر (الذي فيه اليابسة) فيه ليل سرمد وإثر الرجم
بدأت تدور على نفسها نحو الشرق:
1ـ الفجر: هو الوقت الذي رجمت فيه الأرض ومن المعلوم أن الفجر هو نهاية الليل أي الظلام
الذي يسبق الصبح [" والفجر ": يقسم الله عز وجل بأول فجر وهو الذي نزل
فيه النجم والنيزكان إلى وعلى الأرض ـ " واليل إذا يسر " أي والليل إذا ذهب
تدريجيا وكان هذا عند بداية دوران الأرض على نفسها إثر الرجم وهنا المقسوم
به هو دوران الأرض على نفسها].
2ـ الضحى: إثر الرجم بدأت الأرض تدور على نفسها نحو الشرق وبدأ بذلك نور الشمس
يغشى أقصى شرق اليابسة (شرق قارة آسيا حاليا) وكان ذلك أول ضحى.
3ـ الليل: إثر الرجم دائما وعند بداية دوران الأرض على نفسها نحو الشرق بدأ ظلام الليل
يغشى أقصى غرب اليابسة (الأمريكتين) وكان ذلك أول ليل.
تابع ...