إثر خروج النجم الداخلي تزداد الأرض اتساعا وبعد خروج النجم والنيزكين تتوقف الأرض عن دورانها على نفسها
وتفقد جاذبيتها وتستوي وتعتدل وهنا يتلاشى الكون كله (للتذكير أن الأرض مائلة بزاوية قدرها 27،23 درجة)
"و إذا الأرض مدت و ألقت ما فيها و تخلت و أذنت لربها و حقت " (الانشقاق:3ـ4ـ5) [" وإذا الأرض مدت " أي
زاد اتساعها وهذا إثر خروج النجم الداخلي منها ـ " وألقت ما فيها و تخلت "، " ألقت ما فيها " أي أخرجت النجم
الداخلي (نواة الأرض) والنيزكين " و تخلت " أي تخلت عن الدوران على نفسها وفقدت جاذبيتها وأصبحت خاوية
جوفاء، " وأذنت لربها و حقت " أي أطاعت أمر ربها واستوت واعتدلت بعد ما كانت مائلة].
عند النفخة الأولى يحدث زلزال عظيم "…إن زلزلة الساعة شيء عظيم ", " إذا زلزلت الأرض زلزالها ", " إذا رجت
الأرض رجا ", و" يوم ترجف الراجفة ".
يقول الله عز وجل: " إن الساعة لآتية أكاد أخفيها …" (طه:15)
معنى " أكاد أخفيها " هي الكيفية التي تقوم عليها الساعة وليس الوقت لأن الوقت مخفي ولا يكاد يخفى ولا يعلمه
إلا الله سبحانه وتعالى.
يقول الله عز وجل:
1 ـ " يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها …" كما سبق وأن قلت أن الاسم الموصول " ما " يعود
على النجم الذي اصطدم بالأرض فخرقها وولج فيها والذي سيخرج منها يوم القيامة [كما بدأنا أول خلق نعيده].
2 ـ " والسماء ذات الرجع والأرض ذات الصدع " أي أن الأرض ستتصدع يوم القيامة إثر خروج النجم منها
وعودته إلى السماء أي إلى الشمس التي جاء منها.
3 ـ " إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها " أي إذا رجت الأرض وألقت بالمعادن أي النجم الداخلي
ولها نفس معنى " وألقت ما فيها وتخلت ".
4 ـ " يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة " أي يوم تهتز الأرض ويتبع أو يعقب أو يردف الزلزالَ خروج النجم.
ولو تأملنا جيدا في هذه الأقوال الكريمة الأربعة وقارنا معانيها بما يحصل أثناء ثوران البركان لتوصلنا بفضل الله تعالى إلى معرفة
الكيفية التي ستقوم عليها الساعة والذي سيحصل يوم القيامة شبيه بالذي يحصل عند ثوران البركان ولكن بكيفية أعم وأعظم.
*************************************************************************
ثوران البركان
اهتزاز الأرض في المنطقة المجاورة للبركان
يتبع أو يردف الزلزال خروج الحمم
قيام الساعة
اهتزاز الأرض برمتها:
" إذا زلزلت الأرض زلزالها " و " يوم ترجف الراجفة "
يتبع أو يردف الزلزال خروج النجم الداخلي (نواة الأرض) أو ما سيبقى منه
" وأخرجت الأرض أثقالها " و " تتبعها الرادفة " و " ألفت ما فيها وتخلت "
و" إنها ترمي بشرر كالقصر "
***********************************************************************
يقول الله عز وجل: " إنها ترمي بشرر كالقصر كأنه جمالة صفر " (المرسلات:32ـ33)
" إنها " أي الأرض " ترمي بشرر " تلقي بالمعادن الذائبة [ Molten Metals ] الملتهبة كحمم البراكين [ Volcanic Lava ]،
" كالقصر " كالبناء العظيم أي القصور، " جمالة صفر " المعادن التي في النجم أكثرها النحاس ومن المعلوم أنه لو مزجنا معادن
ذائبة مع كثير من النحاس الذائب لتحصلنا على خليط له لون الذهب أي الأصفر إذن " جمالة صفر " يعني الحلي المصنوعة
من الذهب التي تلبسها النساء وتتخذها زينة.
للعلم أن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما فسر " جمالة صفر " ب" قطع نحاس الكبار " (تفسير الألوسي).
الدليل على أن خليط المعادن الذي في النجم يطغى عليه عنصر النحاس:
كما سبق وأن قلت أن النجم هو رجم للجن والله عز وجل يقول: " يرسل عليكما شواظ من نار و نحاس فلا تنتصران " (الرحمان:25).
ـ عذاب الجن
قبل الحديث عن عذاب الجن نعود قليلا إلى الوراء لنتكلم عن التسلسل في الخلق:
بعد ما خلق الله عز وجل السماوات والأرض وقبل أن يخلق الشمس والكواكب والنجوم خلق الملائكة عليهم
السلام ويشير تعالى إلى هذا بطريقة غير مباشرة في قوله الكريم " الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة
أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء …" (فاطر:1) [" فاطر السماوات والأرض " أي خالق
السماوات والأرض على الصفة الأولى أي السماء بدون الشمس والقمر والكواكب والنجوم والأرض بدون الماء
¥