المقصود ب " الفرقان " إما النجم حين انفصل عن الشمس وقبل أن ينفصل منه النيزكان وإما النجم الطارق
والمقصود ب " الفارقات فرقا " النجم الطارق والنيزكان.
في آيتي آل عمران الكريمة يذكر الله عز وجل نزول القرآن العظيم " أنزل عليك الكتاب " ثم يذكر نزول
التوراة والإنجيل والفرقان ويربط هذه المنزلات الثلاث بكلمة " من قبل " والترتيب الزمني للنزول كان
الفرقان أي النجم ثم التوراة ثم الإنجيل ثم القرآن.
ملاحظة: عن أبي هريرة (ر) عن النبي (ص) أنه كان يقول إذا أوى إلى فراشه اللهم رب السماوات
السبع ورب الأرض ورب كل شيء فالق الحب والنوى منزل التوراة والإنجيل والقرآن أعوذ بك
من شر كل ذي شر ... (رواه أحمد).
أما في آية الأنبياء فقال سبحانه وتعالى " ولقد كتبنا " ولم يقل " ولقد نزلنا " لأن الزبور الذي أوتي داود
عليه السلام أنزل قبل القرآن: نستنتج من هذا القول الكريم أن القرآن كان موجودا قبل الزبور وأن الله
عز وجل لم يرسل للجن الذي كان يعمر الأرض قبل الإنسان رسولا لا من الجن ولا من الملائكة وإنما شاء
الله عز وجل أن يستمع الجن للملائكة وهي تتلو القرآن العظيم وهذا ما يؤيده قوله عز وجل "والصافات
صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا " (الصافات:1,2و 3) "و" قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا
إنا سمعنا قرآنا عجبا " (الجن:1) [كان هذا قبل أن يخلق آدم عليه السلام والذي تلا عليهم القرآن الكريم
ليس النبي (ص) كما في قوله عز وجل " وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه
قالوا أنصتوا …" (الأحقاف:29)].
إن نزول النجم والنيزكين على الأرض ودخولهم فيها كان السبب في بداية الحياة على
وجه الأرض وخروجهم منها يوم القيامة وعودتهم إلى من حيث جاءوا يكون السبب في قيام الساعة ولا
حول ولا قوة إلا بالله عز وجل. في الأولى والآخرة.
تابع ...