فقد قيل إن أعرابياً وقف على مجلس الأخفش فسمع كلام أهله في النحو وما يدخل معه، فحار وعجب، وأطرق ووسوس، فقال له الأخفش: ما تسمع يا أخا العرب؟ قال: أراكم تتكلّمون بكلامنا في كلامنا بما ليس من كلامنا:)
وأخيراً: توكل على الله أخي الكريم ..
فإن كثيرين في الفصيح من ذوي الاختصاص ..
ـ[ضاد]ــــــــ[19 - 01 - 2006, 04:16 ص]ـ
أشكرك على الرد.
أود قبل كل شيء أن أقول شيئا هو أني من المشغوفين بالعربية على الرغم من أني لا أدرسها, ولذلك ما أنا بصدد تقديمه ليس من أهدافه المس من هذه اللغة بشيء, بل كل محاولاتي هي إعادة "وصف اللغة", لأن الوصف متواضع عليه وليس ينقص من الأصل في شيء, أي أن الكتلة اللغوية في ذاتها هي ذاتها, وما أضيفه أو أقترحه هو وصف لها فحسب. بالمثال يتضح المقال: ستظل الجملة "أحمد كتب الرسالة" في العربية سليمة ولكن لن أقول بأن أحمد هو المبتدأ, وهذا هو الوصف المتواضع عليه, بل هو الفاعل, والمتواضع عليه من سبيل العلم قابل للتطور والتطوير, كما أن العلماء تواضعوا يوما أن في العربية ثلاثة أقسام للكلام ثم زادوا لما اكتشفوا منقصة هذه النظرية. لذلك أرجو أن لا يأتي أحد ويتهمنا بالهرطقة أو المس من العربية بشيء, وهذا أملي في رواد هذا المنتدى العلمي.
في البدء علينا أن ندع كل الأوصاف النحوية ولا نستعملها إلا بمعناها اللغوي, ومن ثمة نصف الجملة العربية وتركيباتها من جديد دون اللجوء إلى الوصف المتوارث إلا في الأسماء والمصطلحات.
نبدأ على بركة الله في نقاشنا وطروحنا وأرجو أن يكونوا على قدر من الثراء.
أحب قبل كل نقاش أن أضع المنطلقات التي إليها نرجع:
1 - في العربية جمل فيها فعل --- نسميها ابتداءا الجمل الفعلية
2 - في العربية جمل ليس فيها فعل --- نسميها ابتداءا الجمل الاسمية
الجمل التي ليس فيها فعل هي من قبيل "السماء زرقاء", إذ هي تامة المعنى. والجمل التي فيها فعل هي الجمل التي أحد مكوناتها فعل سواء جاء في أولها أم أوسطها أم آخرها.
ميز القدماء بين الجمل التي أولها فعل والتي ليس أولها فعلا (لست أعني هنا المتقدمات من غير الفاعل كالظروف وما شابه) , فقالوا عن الأولى جملة فعلية وعن الثانية جملة اسمية وذلك لأنها تبدأ باسم (ثم أضافوا إليها الحروف والنواقص, ولهذا حديث آت) , ولكن قبل أن تقدم علينا أن نعرف الفاعل من حيث "الفاعلية", لا من حيث "الإعراب أو الوظيفة". الفاعل هو من قام بالفعل في الجملة. في الجملة "كتب أحمد الرسالة" فالكاتب أحمد, وفي الجملة "أحمد كتب الرسالة" فالكاتب أحمد. في كلتا الحالتين "الفاعل" أو الآتي بالفعل هو "أحمد". وفي جملتينا بغض النظر عن الترتيب
"فعل + فاعل + مفعول به".
مذهب القدماء في الإعراب:
كتب أحمد الرسالة: فعل + فاعل + مفعول به
أحمد كتب الرسالة: مبتدأ + خبر (مركب إسنادي فعلي متكون من فعل + فاعل مقدر + مفعول به)
والذي أوقعهم في هذا التعقيد في إعراب الجملة الثانية افتراضهم أن الجملة الفعلية هي التي تبدأ لا محالة بفعل, لو افترضوا أن الجملة الفعلية هي التي تحوي بين مكوناتها فعلا لسهل الأمر. فهم تجاهلوا في الحالة الثانية الفاعل المعنوي وبحثوا عن فاعل إعرابي فاصطدموا به متقدما عن فعله فما كان منهم إلا أن قالوا هذه جملة اسمية وهذا الفاعل مبتدأ والباقي خبر وعقدوا المسألة لما قالوا عن هذا الأخير "مركبا", ثم اضطروا لأن يقترحوا الإضمار في المسألة حتى يقيموا إعرابهم على ساقيه فصار عندنا خبر مركب إسنادي فعلي فيه فعل وفاعل مضمر ومفعول به.
ألستم معي في رأي أن الجملتين الآتيتين ليستا سواءا:
السماء زرقاء
أحمد كتب الرسالة
ما يميز العربية هو التخلي عن فعل الكينونة في الحاضر. لهذا نقول "السماء زرقاء" ولا نقول "السماء تكون زرقاء" (إلا في حالات مثل "تكون السماء الزرقاء عندما لا يكون فيها غيوم") , وهذه الخاصة تنعدم في الماضي والمستقبل, ولهذا جاء فعل الكينونة والأفعال الأخرى الداخلة على الجملة ولهذا حديث آت. ولذلك نستطيع أن نقول أن التقسيم "مبتدأ وخبر" صواب جدا إذ أن الجملة إخبار عن لون السماء, لا يمكن إضمار فعل الكينونة لعدم وروده أصلا.
الجملة الثانية حسب القدماء جملتان في جملة, فالجملة الكبرى هي الجملة في ذاتها والجملة الصغرى هي التي في الخبر. والمنطق اللغوي يقول أن الجملة جملة واحدة تأخر فعلها وتقدم فاعلها, وهذا أسهل في الفهم والمنطق.
هذه مقدمة وأرجو أن نناقش ما فيها قبل أن نمر إلى مشكلة الحروف والنواقص.
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[26 - 01 - 2006, 01:19 م]ـ
الأخ الكريم ضاد ..
لو تكرّمت بإكمال وجهة نظرك ..
بارك الله فيك ..
ـ[ضاد]ــــــــ[22 - 03 - 2006, 03:03 ص]ـ
أمن الصائب مواصلة الطرح؟ أنا على كل حال مستعد ومعتذر عن الغياب الطويل!
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[22 - 03 - 2006, 11:34 م]ـ
نرحّب بك أخي ضاد من جديد ..
فيا أهلاً ويا مرحباً ..
وأما بخصوص الطرح ..
فإن مسيرة العلم لا تتوقّف أبداً ..
ونسأل الله لك السداد والتوفيق في طرحك ..
وبالانتظار ..
¥