تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكل هؤلاء الرواة لم يذكر أحد منهم " عدة شعبان " إلا آدم عند البخاري ولعله تفسير منه للحديث ويؤيد هذا أنه قد رواه عن آدم غير البخاري:

1 - إبراهيم بن الحسين عند البيهقي في السنن الكبرى.

2 - علي بن داود عند الدارقطني في السنن.

وقالا فيه عن آدم: " يعني عدة شعبان " وهو من كلام آدم تفسيراً للحديث.

أما بقية الرواة فبعضهم رواه بلفظ " أكملوا العدة " أو " أكملوا ثلاثين " أو " عدوا ثلاثين " بدون تقييد الشهر وهي رواية:

1 - محمد بن جعفر غندر ويحيى القطان وحجاج بن محمد وهاشم بن القاسم وإسماعيل بن علية خمستهم عن شعبة به.

2 - ووافقهم على هذا حماد بن سلمة والربيع بن مسلم عن محمد بن زياد به.

3 - وعطاء والأعرج ومحمد بن المنكدر عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - به.

وهو يوافق حديث ابن عمر رضي الله عنهما في رواية عند مسلم " فاقدروا له ثلاثين " من طريق أبي أسامة قال حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما وهي خلاف رواية الأكثر في حديث ابن عمر رضي الله عنهما.

ومن يرى أن شعبان يدخل في هذا يحتج إما برواية آدم السابقة عند البخاري أو يقول (العدة) يشمل كل الشهور فيدخل فيه شعبان، بالإضافة إلى حديث ابن عباس رضي الله عنهما وحديث ربعي عن حذيفة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وسيأتي ذكرهما إن شاء الله.

ورواه بعضهم بتحديد شهر رمضان:

- " فصوموا ثلاثين يوما " وهي رواية سعيد بن المسيب عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عند مسلم.

- " فعدوا ثلاثين ثم أفطروا " عند أحمد والترمذي من رواية محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.

وأما روية " فاقدروا له " وهي رواية ورقاء عن شعبة به وجاءت من حديث ابن عمر رضي الله عنهما في الصحيحين فاختلف في تفسيرها:

فقيل: اقدروا له أي ضيقوا ومنه قوله تعالى: {ومن قدر عليه رزقه} أي ضيق؛ فيكون شعبان تسعا وعشرين يوما.

وقيل: اقدروا له أي احكموا بطلوعه من جهة الظاهر ومنه قوله تعالى: {قدرناها من الغابرين} أي حكمنا بذلك.

وقيل: انظروا في أول الشهر واحسبوا تمام الثلاثين ويرجح هذا التأويل الروايات الأخرى المصرحة بالمراد وهي قوله: " فأكملوا العدة ثلاثين " وقد وردت في حديث أبي هريرة وجابر وابن عمر فيكون شعبان ثلاثين يوماً وهو الأظهر لعموم حديث أكملوا العدة ولورود النهي عن صوم يوم الشك في حديث عمار 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.

ويؤيده أيضاً:

1 - ما رواه أبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن حبان والبيهقي من طريق جرير بن عبد الحميد الضبي عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن حراش عن حذيفة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لاتقدموا الشهر حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة ثم صوموا حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة " وصححه ابن خزيمة وابن حبان وابن القيم وابن عبد الهادي في التنقيح وابن حجر في الفتح، ورجح أحمد عدم تسمية الصحابي وهي رواية سفيان الثوري وغيره عن منصور عن ربعي عن رجل من الصحابة غير مسمى، وهذا لايقدح في صحة الحديث لكونه صحابيا كما قال ابن القيم وابن حجر، وظن ذلك ابن الجوزي تضعيفا من أحمد للحديث وقد تعقبه ابن عبد الهادي وغيره.

2 - حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يتحفظ من هلال شعبان مالا يتحفظ من غيره ثم يصوم رمضان لرؤيته فإن غم عليه عد ثلاثين يوما " أخرجه أحمد وأبو داود والدارقطني والبيهقي وصححه الدارقطني وابن حجر في الفتح.

3 - عن عمار بن ياسر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: " من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.

ذكره البخاري معلقاً في صحيحه و جزم بصحته ووصله رواه أحمد وأهل السنن وابن خزيمة وابن حبان كلهم من طريق عمرو بن قيس الملائي عن أبي إسحاق السبيعي عن صلة بن زفر قال كنا عند عمار بن ياسر فأُتي بشاة مصلية فقال: " كلوا فتنحى بعض القوم فقال: إني صائم فقال عمار 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير