كَمَا قَالَ اِبْن مَرْدَوَيْهِ حَدَّثَنَا دُعْلُج بْن أَحْمَد حَدَّثَنَا هِشَام بْن عَلِيّ بْن هِشَام حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن رَجَاء حَدَّثَنَا سَعِيد بْن سَلَمَة حَدَّثَنَا مُوسَى بْن سَرْجِس عَنْ نَافِع عَنْ اِبْن عُمَر سَمِعَ النَّبِيّ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُول فَذَكَرَهُ بِطُولِهِ.
التحقيق
جاء في السلسلة الضعيفية للألباني رحمه الله
170 - " إن آدم صلى الله عليه وسلم لما أهبطه الله تعالى إلى الأرض قالت الملائكة:
أي رب * (أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء، و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك
؟ قال: إني أعلم ما لا تعلمون) * قالوا: ربنا نحن أطوع لك من بني آدم،
قال الله تعالى للملائكة: هلموا ملكين من الملائكة، حتى يهبط بهما الأرض،
فننظر كيف يعملان؟ قالوا: ربنا! هاروت و ماروت، فأهبطا إلى الأرض، و مثلت
لهما الزهرة امرأة من أحسن البشر فجاءتهما فسألاها نفسها فقالت: لا والله حتى
تكلما بهذه الكلمة من الإشراك، فقالا: والله لا نشرك بالله، فذهبت عنهما ثم
رجعت بصبي تحمله فسألاها نفسها قالت: لا والله حتى تقتلا هذا الصبي، فقالا:
والله لا نقتله أبدا، فذهبت ثم رجعت بقدح خمر، فسألاها نفسها، قالت: لا
والله حتى تشربا هذا الخمر، فشربا فسكرا، فوقعا عليها، و قتلا الصبى، فلما
أفاقا، قالت المرأة: والله ما تركتما شيئا مما أبيتما علي إلا قد فعلتما حين
سكرتما، فخيرا بين عذاب الدنيا و الآخرة، فاختارا عذاب الدنيا ".
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (1/ 314):
باطل مرفوعا.
أخرجه ابن حبان (717 ـ موارد) و أحمد (2/ 134 و رقم 6178 - طبع شاكر)
و عبد بن حميد في " المنتخب " (ق 86/ 1) و ابن أبي الدنيا في " العقوبات "
(ق 75/ 2) و البزار (2938 ـ الكشف) و ابن السني في " عمل اليوم و الليلة "
(651) من طريق زهير بن محمد عن موسى بن جبير عن نافع مولى ابن عمر عن
عبد الله بن عمر أنه سمع نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.
و قال البزار: رواه بعضهم عن نافع عن ابن عمر موقوفا و إنما أتى رفع هذا عندي
من زهير لأنه لم يكن بالحافظ.
قلت: و الموقوف صحيح كما يأتي و قال الحافظ ابن كثير في تفسيره " (1/ 254)
: و هذا حديث غريب من هذا الوجه، و رجاله كلهم ثقات من رجال " الصحيحين " إلا
موسى بن جبير هذا هو الأنصاري .... ذكره ابن أبي حاتم في " كتاب الجرح و
التعديل " (4/ 1 / 139) و لم يحك فيه شيئا من هذا و لا هذا، فهو مستور
الحال، و قد تفرد به عن نافع.
و ذكره ابن حبان في " الثقات " (7/ 451) و لكنه قال: و كان يخطيء و يخالف.
قلت: و اغتر به الهيثمي فقال في " المجمع " (5/ 68) بعد ما عزى الحديث
لأحمد و البزار: و رجاله رجال الصحيح خلا موسى بن جبير و هو ثقة.
قلت: لو أن ابن حبان أورده في كتابه ساكتا عليه كما هو غالب عادته لما جاز
الاعتماد عليه لما عرف عنه من التساهل في التوثيق فكيف و هو قد وصفه بقوله:
يخطيء و يخالف و ليت شعري من كان هذا وصفه فكيف يكون ثقة و يخرج حديثه في
" الصحيح "؟!.
قلت: و لذلك قال الحافظ ابن حجر في موسى هذا: إنه مستور، ثم إن الراوي عنه
زهير بن محمد و إن كان من رجال " الصحيحين " ففي حفظه كلام كثير ضعفه من أجله
جماعة، و قد عرفت آنفا قول البزار فيه أنه لم يكن بالحافظ.
و قال أبو حاتم في " الجرح و التعديل " (1/ 2 / 590): محله الصدق، و في
حفظه سوء، و كان حديثه بالشام أنكر من حديثه بالعراق لسوء حفظه، فما حدث من
كتبه فهو صالح، و ما حدث من حفظه ففيه أغاليط.
قلت: و من أين لنا أن نعلم إذا كان حدث بهذا الحديث من كتابه، أو من حفظه؟!
ففي هذه الحالة يتوقف عن قبول حديثه، هذا إن سلم من شيخه المستور، و قد تابعه
مستور مثله، أخرجه ابن منده كما في ابن كثير من طريق سعيد بن سلمة حدثنا موسى
ابن سرجس عن نافع به بطوله.
سكت عن علته ابن كثير و لكنه قال: غريب، أي ضعيف، و في " التقريب " موسى بن
سرجس مستور.
قلت: و لا يبعد أن يكون هو الأول، اختلف الرواة في اسم أبيه، فسماه بعضهم
جبيرا، و بعضهم سرجسا، و كلاهما حجازي، والله أعلم.
¥