تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ورواه عنه (حم، ن كبرى، هـ، الآحاد والمثاني، طب، طس، هق، الكنى للدولابي، المحدث الفاصل) من حديث جماعة عن الشعبي عن وهب رضي الله عنه وإسناده صحيح أيضاً، وصححه البوصيري في زوائد ابن ماجه والشيخ الألباني والشيخ مقبل الوادعي في الجامع الصحيح وقال: صحيح على شرط الشيخين، وذكر أن الدارقطني ذكره في الإلزامات على البخاري ومسلم وألزمهما بذكره في الصحيح، ومنهم: علي بن أبي طالب رضي الله عنه عند البزار وفي صحته نظر وقال عنه البزار:"وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد"ا. ه، ومنهم: عروة البارقي عند (طب) وهو خطأ كما بينه الطبراني والصواب أنه حديث وهب بن خنبش، ومنهم: يوسف بن عبدالله بن سلام رضي الله عنه من حديث ابن عيينة عن ابن المنكدر عنه، كما رواه (حم، شب، ن كبرى)، والسند موصول صحيح على طريقة البخاري وابن حجر لأنهم يروْنَ أن يوسف بن عبدالله رضي الله عنه له رؤية وتمييز للنبي صلى الله عليه وسلم -كما في الإصابة-، واستدل ابن حجر على تمييزه بأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وحفظ منه؛ بدليل ما رواه أبوداوود في سننه والترمذي في الشمائل من طريق يزيد الأعور عن يوسف بن عبدالله بن سلام رضي الله عنه قال: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أخذ كِسْرةً من خُبْز الشعير فوضع عليها تمرة وقال: هذه إدام هذه؛ وأكل"، ومداره على يزيد الأعور وهو مجهول ليس له غير هذا الحديث، وذكر ابن حجر في تهذيبه أن ابن حبان أشار إلى ضعف هذا الحديث، وكذا ضعفه العلامة الألباني في مختصر الشمائل، وللحديث طريق آخر متابع لحديث يزيد الأعور ولكن فيه يحيى بن العلاء البجلي كذبه أحمد وغيره، ولذا لعل ما ذهب إليه ابن أبي حاتم في تعقباته على البخاري -كما في الإصابة- وكذا الذهبي في السير من أن رواية يوسف عن النبي صلى الله عليه وسلم من قبيل المرسل، ولكن مثل هذا غير مؤثر في صحة الحديث إذ هو مروي من طرق والغالب أن يوسف وغيره من صغار الصحابة أخذوا مثل هذه الأخبار عن كبار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ووقع عند (شب مختصرا، دارمي، د،الآحاد والمثاني، طب مختصراً، هق، حجة الوداع لابن حزم) من طريق محمد بن إسحاق عن عيسى بن معقل عن يوسف بن عبدالله بن سلام عن جدته أم معقل -أي جدة عيسى- هذا الحديث، وفيه (د، الآحاد والمثاني، حجة ابن حزم): "فأما إذ فاتتك هذه الحجة معنا فاعتمري في رمضان فإنها كحجة"، فكانت تقول (د، الآحاد والمثاني، هق): "الحج حجة والعمرة عمرة، وقد قال هذا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أدري ألي خاصة؟ "، وهذا فيه ابن إسحاق وقد عنعن ولم أجد تحديثه إلا عند ابن حزم في حجة الوداع، وعيسى مستور وقد وثقه ابن حبان، وهذا الطريق يبيِّن من أين أخذ يوسف رضي الله عنه هذا الحديث، وقد قال ابن عبدالبر في التمهيد عن حديث محمد بن إسحاق هذا: إنه أحسن الناس سياقة لهذا الحديث، وذكر في التمهيد لفظه المطول.

فالخلاصة: أن هذا الحديث مشهور من طرق جماعة كثيرين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وليس في عامتها ذكر زيادة: "معي"،بل عدّ الكتاني في نظم المتناثر هذا الحديث من الأحاديث المتواترة، فقال: (عمرة في رمضان تعدل حجة) ثم عدَّ تسعة عشر نفساً من الصحابة ممن روى هذا الحديث، وكل هذه الروايات عن الصحابة إن انضمت إلى رواية الأكثر في حديث ابن عباس رضي الله عنه وحديث آل أبي معقل الأسدي، دلَّت على أن زيادة:"معي" زيادة منكرة ليس لها أصل صحيح في كتب السنة المعتمدة إلا على وجه الشك عند الشيخين أو عند مسلم فقط وهو الأظهر.

ولعل هذا -إضافة إلى ما تقدم من وجودها في بعض نسخ البخاري على الجزم- هو سبب ذيوعها وانتشارها بين طلبة العلم فضلا عن الدعاة والوعاظ والخطباء، إضافة إلى ورود معناها في بعض الأحاديث في السنن، إضافة إلى كونها من فضائل الأعمال ولا يتعلق بها حكم شرعي، فلذا ما اعتنى الأئمة رحمهم الله عناية ظاهرة في بيان شذوذها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير