تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المتقنين وأهل الفضل في الدين"، وقال عنه الذهبي في السير (6/ 303): "الإمام الحافظ الفقيه، أبو العلاء الليثي، مولاهم المصري أحد الثقات وقال عنه في تاريخ الإسلام: "أحد أوعية العلم وقال في الميزان: "ثقة معروف حديثه في الكتب الستة .... وقال ابن حزم وحده: ليس بالقوي" اه كلام الذهبي من الميزان، ووثقه ابن رجب (الفتح 4/ 367)، ووثقه ابن حجر في الفتح في كتاب التفسير/باب: قَوْله: عَسَى أَنْ يَبْعَثَك رَبُّك مَقَامًا مَحْمُودًا، وقال ابن حجر في الفتح في كتاب التوحيد /"باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى" - في معرض رده على ابن حزم في تضعيف سعيد بن أبي هلال -: "وسعيد متفق على الاحتجاج به فلا يُلتفت إليه في تضعيفه"، أي لايلتفت إلى ابن حزم، وقال ابن حجر في اللسان: "ثقة ثبت ضعفه ابن حزم وحده"، وما زال الأئمة الأعلام يروون حديث ابن أبي هلال ويحتجون به ويصححونه فحسَّن له الترمذي في سننه، وكم صحح له ابن خزيمة وابن حبان والحاكم في صحاحهم، وكم صحح الذهبي وابن حجر أحاديث مدارها على سعيد بن أبي هلال، كلُّ هذا ولا يتعرض أحد له بتضعيف البتة أو يرميه باختلاط.

وقد بقي أن ننظر في الأمور التي استند إليها الإمام ابن حزم والشيخ الألباني لرمي سعيد بن أبي هلال بالاختلاط أو شيء من الضعف، وغاية ما استندوا إليه أمران اثنان:

الأمر الأول: ما ذكره ابن حجر في ترجمته في تهذيب التهذيب، فقال: "قال الساجي: صدوق، كان أحمد يقول: ما أدري أي شيء يخلط في الأحاديث" اه. وقال ابن حجر في مقدمة الفتح: "شذَّ الساجي، فذكره في الضعفاء، ونقل عن أحمد ابن حنبل أنه قال: ما أدري أي شيء حديثه يخلط في الأحاديث" اه. وقال ابن حجر في تقريبه:" صدوق لم أر لابن حزم في تضعيفه سلفاً، إلا أن الساجي حكى عن أحمد أنه اختلط" ا. ه. فهذا الأمر الأول أن الإمام أحمد حكم عليه بأنه يخلط في الحديث.

الأمر الثاني: قال ابن حزم في كتابه الفصل في الملل والأهواء والنحل/ في معرض إنكاره لفظة الصفات لله تعالى: "فإن اعترضوا بالحديث الذي رويناه من طريق عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن أبي الرجاء محمد بن عبد الرحمن عن أمه عمرة عن عائشة رضي الله عنها (في الرجل الذي كان يقرأ قل هو الله أحد في كل ركعة مع سورة أخرى وأن رسول الله ? أمر أن يُسأل عن ذلك فقال: هي صفة الرحمن فأنا أحبها فأخبره عليه السلام أن الله يحبه)، فالجواب وبالله تعالى التوفيق: إن هذه اللفظة انفرد بها سعيد بن أبي هلال وليس بالقوي قد ذكره بالتخليط يحيى وأحمد بن حنبل" ا. ه كلام ابن حزم، فهذا أمر ثانٍ يدل على اختلاطه وهو موافقة ابن معين للإمام أحمد في رميه له بالاختلاط.

والجواب عن هذين الأمرين أن يقال:

أما رمي الإمام أحمد له بالاختلاط، فالجواب عنه من ثلاثة وجوه: 1 - أن هذا مبني على ما نقله عنه الساجي في الضعفاء، وهذا ينقله الساجي عن الإمام أحمد وليس هو من طلابه ولم يأخذ العلم عنه، فنقْلُ الساجي هذا عن الإمام أحمد منقطع وفي صحته نظر، فزكريا وإن كان قد عاصر الإمام أحمد إلا أنه لم يلقه، فالساجي من أهل البصرة، وُلد فيها وتعلم فيها، وأخذ الحديث عن أهلها؛ فأخذ عن حفاظ البصرة وأئمتها كابن المثنى وبندار وهدبة بن خالد وعبيدالله بن معاذ العنبري وغيرهم،، وتوفي فيها سنة307 ه، ولذا قال عنه الذهبي في السير (14/ 198):"ولم يرحل فيما أحسب" ا. ه، وذكر الذهبي في السير (14/ 199) أن الساجي توفي وهو في عشر التسعين سنة 307هجرية فتكون ولادته في العقد الثاني بعد المائتين من الهجرة، فلو افترض أنه ارتحل كما ذكر ابن حجر في اللسان (2/ 602)، إذ قال: "ورحل إلى مصر والحجاز والكوفة"، فالجواب:أن رحلته ستكون غالبا بعد حفظه لكتاب الله واشتغاله بمهمات العلوم ثم يجمع الكثير من حديث أهل البصرة وشيوخها، وبعد أن يجالس أئمتها وحفاظها مدة طويلة كما هي عاده أهل الحديث، فيكون عند رحلته قد جاوز العشرين أو الثلاثين من عمره، ففي الغالب أنه لم يلق الإمام أحمد فضلا عن أن يسمع منه، خصوصاً أن الإمام أحمد كان في هذا الوقت بين امتحان المعتزلة بخلق القرآن من جهة، وبين امتناعه عن التحديث إلا مع خاصة تلاميذه وأبنائه من جهة أخرى لكبر سنه وضعف جسده رحمه الله رحمة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير