تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والقصة بتمامها في " سؤالات السهمي للدارقطني " (9)، أذكرها لما احتوته من فوائد مهمة:

قال السهمي: سئل الدارقطني عن محمد بن غالب تمتام؟ فقال: ثقة مأمون إلا أنه كان يخطئ، وكان وهم في أحاديث، منها: أنه حدث عن محمد بن جعفر الوركاني عن حماد بن يحيى الأبح، عن ابن عون، عن ابن سيرين، عن عمران بن حصين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «شيبتني هود وأخواتها»، فأنكر عليه هذا الحديث موسى بن هارون وغيره، فجاءه بأصله إلى إسماعيل بن إسحاق القاضي فأوقفه عليه، فقال إسماعيل القاضي: ربما وقع الخطأ للناس في الحداثة، فلو تركته لم يضرك. فقال تمتام: لا أرجع عما في أصل كتابي.

قال السهمي: وسمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: كان يتقى لسان تمتام.

قال: قال لنا أبو الحسن الدارقطني: والصواب أن الوركاني حدث بهذا الإسناد عن عمران بن حصين، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق»، وحدث على أثره عن حماد بن يحيى الأبح، عن يزيد الرقاشي، عن أنس، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «شيبتني هود»، فيشبه أن يكون التمتام كتب إسناد الأول ومتن الأخير، وقرأه على الوركاني فلم يتنبه عليه. وأما لزوم تمتام كتابه وتثبته فلا ينكر، ولا ينكر طلبه وحرصه على الكتابة.

قال السهمي: وسمعت أبا الحسن يقول: «شيبتني هود والواقعة» مُعتلَّةٌ كلها.

قلت: وقفال الدارقطني في موضع آخر: " إنه حديث موضوع "، وكذلك قال موسى بن هارون.

قال الذهبي في " السير " (13/ 391 - 392):

" يريد: موضوع السند، لا المتن ". وراجع: كتابي " الإرشادات " (ص351 - 352).

وقال البزار (92):

" وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجوه ... والأخبار مضطربة أسانيدها عن أبي إسحاق، وأكثرها: «أن أبا بكر قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -»؛ فصارت عن الناقلين، لا عن أبي بكر، إذ كان أبو بكر هو المخاطب ".

يعني: أنها مرسلة.

فهذا هو الراجح في هذا الحديث، وهو الذي يدل عليه كلام أهل العلم كأحمد بن حنبل وأبي حاتم والدارقطني وغيرهم. والله أعلم.

انتهى كلام الشيخ طارق -وفقه الله-.

التعليقات:

(1) وقع سقطٌ في نقل الشيخ عن الطبقات، فابن سعد يروي عن عثمان بن عمر عن يونس، لا عن يونس مباشرة.

وظاهر كلام الشيخ -رعاه الله- أنه يعتبر يونس في الأسانيد السابقة واحدًا (يونس بن أبي إسحاق السبيعي)، وهو كذلك في الإسنادين الأولين، أما الثالث (إسناد ابن سعد)؛ فالأظهر أنه يونس بن يزيد الأيلي، فهو الراوي المشهور عن الزهري، وعثمان بن عمر العبدي يروي عنه، وروايته عنه في البخاري وغيره.

ولو كان يونس هنا هو ابن أبي إسحاق، لما فاتت هذه الرواية الدارقطني في ذكرِهِ طرق الحديث في العلل.

(2) ليست رواية العباس بن الوليد كما ذكر الشيخ -وفقه الله-، بل هي بإسقاط ابن عباس -رضي الله عنهما-.

(3) ويُنتبه لما سبق التنبيه عليه في البحث الأصلي (هامش رقم: 3).

(4) جاء إسناد ابن سعد لهذا المرسل هكذا: محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن علي بن أبي علي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه. ولم أقف على ابنٍ لابن الحنفية يروي عنه اسمه جعفر، وقد جاء في ترجمة علي بن أبي علي اللهبي (الراوي عن جعفر هنا) في ميزان الاعتدال (3/ 148): عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، عن علي بن أبي علي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي ...

ولو كان جعفر بن محمد شيخ علي بن أبي علي= هو جعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب (ابن ابن الحنفية)، لما ذُكر عليٌّ -رضي الله عنه- في الإسناد.

فالأقوى: أن جعفر بن محمد المذكور في الإسناد هو جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، والمرسِلُ هو أبوه، المسمى: محمد بن علي الباقر.

(5) أبو المقدام كنية ثابت والد عمرو، لا كنية أبيه.

ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[25 - 10 - 07, 10:19 ص]ـ

الأخ أبا عبد الله السعيدي: وإياك.

الأخ أيمن صلاح: وإياك، ولا أدري هل قرأت البحث؟ لأن فيه من ضعّف الحديث من كبار أئمة المتقدمين. ولعلك إذا استفسرت من شيخك تضع جوابه هنا، ليُنظر فيه ويُحكم عليه بحسب القواعد والأصول.

الشيخ أبا معاذ: بارك الله فيك.

الأخ أبا عبد الله الهلالي: وفيك بارك الله.

---

علق الشيخ أمجد الفلسطيني في المجلس العلمي لموقع الألوكة بما يلي:

ومما يُضعَّف به الحديث كون متنه مُعارض بما هو مخرج في الصحيحين وغيرهما من حديث أنس

"أن النبي صلى الله عليه وسلم قبض وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء" والله أعلم

والمقصود من الحديث قلة الشيب في رأس النبي صلى الله عليه وسلم

...................

تنبيه: الجمع يكون بين الأحاديث الثابتة فلا يجمع بين الحديث الصحيح والضعيف بل يرجح الصحيح على الضعيف

فالجمع فرع التصحيح

فيصار إلى الجمع إذا لم يتجه الطعن في سند أحد الحديثين المتعارضين ولم يمكن دفع صحته من الناحية الإسنادية فهنا يصار إلى الجمع كما وقع من العلماء الجمع بين بعض الأحاديث المتعارضة في الصحيحين ونحوها

بخلاف ما نحن بصدده

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير