[الأذكار]
ـ[أبو العباس السالمي الأثري]ــــــــ[30 - 01 - 08, 06:46 ص]ـ
الفلاح
في
صحيح أذكار المسا والصباح
تأليف
أبي العباس بلال بن عبد الغني بن أبي هلال السالمي الأثري
غفر الله له
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه؛ وبعد:
فإنَّ لذكر الله - عز وجل - في ديننا المنزلة العظيمة، والفضائل الجمة الكثيرة، وكفى به منزلة، أن الله - سبحانه - أمر بالإكثار منه، فليس ثَمَّ عبادة بين دفتي المصحف أمر الله بالإكثار منها سوى الذِّكر، فأمر به موصوفاً بالكثرة في أربعة مواضع وهي:
(1) قال الله تعالى: (قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّيَ آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزًا وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ) [آل عمران:41]
(2) وقال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ) [الأنفال: 45]
(3) وقال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا) [الأحزاب: 41]
(4) وقال الله تعالى: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [الجمعة: 10].
- وجاء الحث على الذكر، بصورة أخرى موصوفاً أيضاً بالكثرة في أربعة مواضع وهي:
(1) ما حكاه الله عن موسى وهارون عليهما السلام، قولهما (كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً* وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا) [طه: 33، 34]
(2) وقال الله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) [الأحزاب:21]
(3) وقال الله تعالى: (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) [الشعراء: 227]
(4) وقال الله تعالى: (وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 35]
وكفى للذَّاكر شرفاً وفضلاً أنَّ الله - تبارك وتعالى - يَذْكُرَهُ كلما ذَكَرَه، قال الله تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) [البقرة:152].
وكفى للذَّاكر شرفاً وفضلاً أنَّه في معيَّةِ الله الخاصة؛ كما قال - سبحانه - في الحديث القدسي: ((أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني فينفسهذكرتهفينفسي، وإن ذكرني في ملأ؛ ذكرتهفي ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبراً؛ تقربت إليه ذراعاً، وإن تقرب إلي ذراعاً؛ تقربت إليه باعاً، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة)) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً به.
وأيُّ تقرب إلى الله - عز وجل - أسهل وأيسر من الذِّكر؟!!، فهو ميسور للرَّاكب، والرَّاجِل، والواقف، والجالس، والمتكئ، والمتهيئ للنوم، والمستيقظ، وهلم جرا من الأحوال والهيئات.
لذا شرع ربنا - جل وعلا - لنا ذكره في كل حين، وعلى كل حال.
ومن ذلك أذكار الصباح والمساء، تلك الأذكار التي حث عليها ربنا - جل وعلا - في كتابه، فقال تعالى: (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ) [الأعراف:205]، وقال تبارك وتعالى: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا) [طه: من الآية130]، وقال سبحانه: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ) [النور:36]، والآيات كثيرة.
ولقد كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقولها، ويوصي بها، فكان - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يلهج بذكر ربه - سبحانه - في استقبال يومه، ويلهج بذكره – سبحانه - وهو يودع ذاك اليوم، بل كان - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يذكر ربه على كل أحيانه.
فالذِّكر الذِّكر عبادَ الله ...
¥