تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تشكيك في أثري مجاهد وأبي العالية في تفسير الاستواء, هل من رد؟]

ـ[أحمد يس]ــــــــ[10 - 01 - 08, 04:46 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

علق الإمام البخاري أثري مجاهد وأبي العالية في تفسير الاستواء على العرش فقال الأول " علا " وقال الثاني "ارتفع" وهذان الأثران مشهوران جداً كما هو معروف ولا يوجد مصنف من المصنفات التي بحثت أمر الصفات إلا وأرودتهما.

وقد وصلهما الحافظ ابن حجر في التغليق.

ولكني قرأت في الآونة الأخيرة لأحد الإخوة تضعيفاً للأثرين وكلامه في أثر أبي العالية بدا مقنعاً فقد قال أن لهذا الأثر طريقين:

الأول: من طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية به.

وأبو جعفر صدوق سيء الحفظ وفي روايته عن الربيع كلام قال ابن حبان فى " الثقات " في ترجمة الربيع بن أنس: (الناس يتقون من حديثه ما كان من رواية أبى جعفر عنه، لأن فى أحاديثه عنه اضطرابا كثيراً).

الثاني: قال الحافظ ابن حجر: (فقال أبو جعفر الطبري في تفسيره حدثنا محمد ثنا أبو بكر بن عياش عن حصين عن أبي العالية) ولم اجده في التفسير المطبوع للطبري.

ومحمد هو بن أبان -كما قال العيني في عمدة القاري- لخص ابن حجر حاله فقال: (صدوق تكلم فيه الأزدى) كما لا يعرف للطبري رواية عنه فقد مات ابن أبان هذا قبل أن يبلغ الطبري وليس هو في شيوخه فيبدو أن السند فيه سقط لأن ابن أبان من طبقة شيوخ شيوخ الطبري.

وأبو بكر بن عياش سيء الحفظ لما كبر والخلاف فيه معروف.

وحصين أيضاً لما كبر تغير.

ولكني تشككت في كلامه في أثر مجاهد وقد أعله بالانقطاع بين ابن أبي نجيح ومجاهد بالإضافة إلى احتمال تدليس ابن أبي نجيح مع وقوعه في البدعة فهو ممن يتوقف في روايته خارج الصحيحين عن مجاهد وقال أنه لا يتحجج بثقة الواسطة بينهما فالمدلس يخشى منه ما لا يخشى من غيره كما أن البدعة والدعاية لها تزيد الخشية.

فهل من بحث شامل حول طرق هذين الأثرين والحكم عليهما؟

ملحوظة: تكملة كلام الأخ أنه لا يرد مدلول الأثرين لأن جمهور العلماء على ما فيهما من إثبات العلو وإنما تكلم عنهما حديثياً.

نرجو الإفادة.

ـ[المقدادي]ــــــــ[10 - 01 - 08, 07:18 م]ـ

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

بالنسبة لأثر أبي العالية فهو صحيح إن شاءالله تعالى , و لم يتفرد به الرازي بل له طريق آخر كما ذكرته أنت , و بهذا لا يرد عليه ما أوردته من جرح بعض أهل العلم له فقد خلص الحافظ ابن كثير رحمه الله انه فيما تفرد به نظر.

على أن الحافظ ابن كثير كان يعتمد كثيرا على مرويات أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية في تفسيره و كان يقبل السند من هذا الطريق إلا إذا رأى غرابة في المتن أو تفرد بشيء ففيه نظر كما قال , و كان ابن كثير يناقش كلام الربيع بن أنس المروي من طريق أبي جعفر الرازي مسلّما بأن هذا قوله و لو كان يرى رد مرويات الرازي عن الربيع لما أورد هذا الكم من المرويات من طريقه و لم يك ليناقشها او يحتج بها كما هو صنيعه , و هذا ظاهر فعل أئمة التفسير من الحفاظ كابن أبي حاتم و ابن جرير الطبري الذي أكثر من ذكر مرويات أبي جعفر الرازي عن الربيع عن أبي العالية , بل حتى الحاكم صحح سند هذا الطريق - أي الرازي عن الربيع - فقد قال في مستدركه:

"أخبرنا أبو زكريا العنبري، ثنا محمد بن عبد السلام، أنبأ إسحاق، أنبأ حكام بن سلم الرازي وكان ثقة، ثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن قيس بن عباد، عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله عز وجل: (وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت) الآية. قال: «إن الناس بعد آدم وقعوا في الشرك اتخذوا هذه الأصنام، وعبدوا غير الله، قال: فجعلت الملائكة يدعون عليهم ويقولون: ربنا خلقت عبادك فأحسنت خلقهم، ورزقتهم فأحسنت رزقهم، فعصوك وعبدوا غيرك اللهم اللهم يدعون عليهم، فقال لهم الرب عز وجل: إنهم في غيب فجعلوا لا يعذرونهم» فقال: اختاروا منكم اثنين أهبطهما إلى الأرض، فآمرهما وأنهاهما «فاختاروا هاروت وماروت - قال: وذكر الحديث بطوله فيهما - وقال فيه: فلما شربا الخمر وانتشيا وقعا بالمرأة وقتلا النفس، فكثر اللغط فيما بينهما وبين الملائكة فنظروا إليهما وما يعملان ففي ذلك أنزلت (والملائكة يسبحون بحمد ربهم، ويستغفرون

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير