تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حديث بريدة: لا تقولوا للمنافق سيد]

ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[13 - 02 - 08, 10:43 ص]ـ

سلام عليكم،

فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،

أما بعد،

فقد وجدت اختلافا في هذا الحديث، بين ما قاله الألباني إذ صحح الحديث، وبين كلام مقبل بن هادي الوادعي، إذ ضعف الحديث، وأعله بالانقطاع، فرأيت أن أنظر فيه،

فسأبدأ إن شاء الله تعالى بإيراد كلام الألباني، والتعليق عليه،

ثم كلام مقبل الوادعي والتعليق عليه،

ثم تخريج الحديث بقدر المستطاع،

ثم النظر في رجاله،

وأسأل الله تعالى التوفيق

ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[13 - 02 - 08, 10:46 ص]ـ

سلام عليكم،

فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،

أما بعد،

كلام الألباني في هذا الحديث

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1/ 645:

{371 - (لا تقولوا للمنافق سيدنا فإنه إن يكُ سيدكم فقد أسخطتم ربكم عز وجل)

أخرجه أبو داود (2/ 311) و البخاري في " الأدب المفرد " (112) و أحمد (5/ 346 - 347) و ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " (385) و البيهقي في الشعب (2/ 58 / 2) و نعيم بن حماد في " زوائد الزهد " (186) عن معاذبن هشام حدثنا أبي عن قتادة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعا.

و هذا سند صحيح على شرط الشيخين. و قال المنذري (4/ 21):

" رواه أبو داود و النسائي بإسناد صحيح ".

قلت: و لم أجده عند النسائي و لم يعزه إليه النابلسي في " الذخائر " (1/ 122) فالظاهر أنه في " سُنَنِه الكُبرى ".

ثم الحديث رواه عقبة بن عبد الله الأصم عن عبد الله بن بريدة بلفظ:

" إذا قال الرجل للمنافق: يا سيد، فقد أغضب ربه تبارك و تعالى ".

أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (2/ 198) و الحاكم (4/ 311) و الخطيب (5/ 454) و قال الحاكم: " صحيح الإسناد ".

و تعقبه الذهبي بقوله: " قلت: عقبة ضعيف ".

قلت: لكن تابعه قتادة كما سبق فالحديث صحيح.}

التعليق على كلام الألباني

أما قول الألباني (صحيحٌ على شرط الشيخين) فإن الشيخين لم يخرجا في صحيحيهما شيئا من رواية قتادة عن عبد الله بن بريدة، وإن كانا أخرجا أشياء من رواية معاذ بن هشامٍ عن أبيه،

ولم يتطرق الألباني إلى ما في ترجمة قتادة في تحفة التحصيل، وتهذيب التهذيب، عن البخاري أنه قال: لا نعرف لقتادة سماعا من عبد الله بن بريدة، ولم يتطرق الألباني إلى قول الترمذي (في كتاب الجنائز من الجامع باب 10) (قال بعض أهل العلم: لا نعرف لقتادة سماعا من عبد الله بن بريدة)

يتبع إن شاء الله ..............

ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[13 - 02 - 08, 10:49 ص]ـ

سلام عليكم،

فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،

أما بعد،

كلام أبي عبدالرَّحمَن مقبل بن هادي الوادعي

قال مقبل بن هادي الوادعي في كتابه (أحاديث ظاهرها الصحة وهي معلَّة):

60 - قال الإمامُ أبو داود رحمه الله (ج13 ص 323): حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيْسَرَةَ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنِى أَبِى عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «لاَ تَقُولُوا لِلْمُنَافِقِ سَيِّدٌ فَإِنَّهُ إِنْ يَكُ سَيِّداً فَقَدْ أَسْخَطْتُمْ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ».

ظاهر هذا الحديث أنه صحيحٌ على شرط الشيخين، ولكن الحافظ العلائي يقول في جامع التحصيل: وقال الترمذي: قال بعض أهل العلم: لا نعرف لقتادة سماعا من عبد الله بن بريدة /هـ

وقال البخاري كما في تهذيب التهذيب: ولا نعرف لقتادة سماعا من ابن بريدة /هـ

فإن قال قائلٌ: إن الترمذي لم يذكر عن بعض أهل العلم الجزم بعدم السماع؟ فالجواب: إنَّ قتادة مدلس ويرسل، ولم يصرح في هذا الحديث بالسماع، فنحنُ نتوقف في نسبة الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلَّم.

فإن قال قائلٌ: فقد تابعه عقبة بن عبد الله الأصم عند الحاكم (ج4 ص31) وعند أبي نعيم في أخبار أصبهان (ج2 ص 198) وعند الخطيب في تاريخه (ج5 ص454) وقال الحاكم: صحيح الإسناد. فالجواب أن عقبة ضعيفٌ جدا لا يصلح في الشواهد والمتابعات، قال الحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال: قال يحيى: ليس بشيء. وقال أبو داود: ضعيف، وقال الفلاس: كان واهي الحديث وليس بالحافظ. وقال النسائي: ليس بثقة. إلى آخر ما ذكر الذهبي رحمه الله، فقول النسائي رحمه الله: ليس بثقةٍ، يفيد أنه لا يصلح في الشواهد والمتابعات. والله أعلم /هـ

التعليق على كلام مقبل بن هادي الوادعي

يظهر من كلام مقبل أنه يردُّ على الألباني تصحيحه لهذا الحديث، ونقل كلاماً عن البخاري من التهذيب، ولم ينظر في التاريخ الكبير، ولم ينظر كذلك من الراوي عن قتادة، ولم يُعنَ بتخريج الحديث،

ولو خرَّج الحديث لعلم أن البخاري أخرجه في الأدب المفرد، فكيف يُعلُّ البخاري حديثا بالانقطاع ثم يخرجه في الأدب المفرد؟؟

ولم يذكر مقبل - رحمه الله - تصحيح النووي والمنذري لهذا الحديث،

ولعله لم ينظر في ترجمة هشام الدستوائي في الجرح والتعديل، ويبدو من كتبه أنه كثير الاعتماد على التهذيب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير