تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَكَانَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ إِمَامُ أَئِمَّةِ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ شَدِيدَ الْحَمْلِ عَلَيْهِ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِىٍّ لا يَرْضَى عَطَّافَاً، فَقَدْ كَانَ يَنْفَرِدُ عَنْ نَافِعٍ وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ بِمَنَاكِيْرَ وَعَجَائِبَ.

قَالَ مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَدَنِيُّ: قَالَ لِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: عَطَّافٌ يُحَدِّثُ؟، قُلْتُ: نَعَمْ، فَأَعْظَمَ ذَلِكَ إعْظَامَاً شَدِيدَاً، ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ أَدْرَكْتُ أُنَاسَاً ثِقَاتٍ يُحَدِّثُونَ مَا يُؤْخَذُ عَنْهُمْ، قُلْتُ: كَيْفَ وَهُمْ ثِقَاتٌ؟، قَالَ: مَخَافَةَ الزَّلَلِ. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَبُّوَيْهِ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: وَيُكْتَبُ عَنْ مِثْلِ عَطَّافِ بْنِ خَالِدٍ!، لَقَدْ أَدْرَكْتُ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ سَبْعِينَ شَيْخَاً كُلُّهُمْ خَيْرٌ مِنْ عَطَّافٍ مَا كَتَبْتُ عَنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ، وَإِنَّمَا يُكْتَبُ الْعِلْمُ عَنْ قَوْمٍ قَدْ حَوَى فِيهِمُ الْعِلْمُ مِثْلُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ وَأَشْبَاهِهِ.

وِلِذَا قَال ابْنُ حِبَّانَ «الْمَجْرُوحِينَ» (2/ 193): «الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقُرَشِيُّ، أبُو صَفْوَانَ الْمَخْزُومِيُّ. يَرْوِي عَنْ نَافِعٍ وَغَيْرِهِ مِنَ الثِّقَاتِ مَا لا يُشْبِهُ حَدِيثَهُمْ، وَأَحْسَبُهُ كَانَ يُؤْتِي ذَلِكَ مِنْ سُوءِ حِفْظِهِ، فَلا يَجُوزُ عِنْدِي الاحْتِجَاجُ بِرِوَايَتِهِ إِلاَّ فِيمَا وَافِقَ الثِّقَاتِ. كَانَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ لا يَرْضَاهُ».

وأما زَكَرِيَّا بْنُ مَنْظُورٍ فَهُوَ ابْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ الْقُرَظِيُّ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ. قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ عَنْ يَحْيَى قَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ مَرَّةً عَنْهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَإِنَّمَا كَانَ طُفَيْلِيَّاً. وَقَالَ ابْنُ حَمَّادٍ قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرِ الْحَدِيثِ. وَقَالَ عَلِيٌّ الْمَدِينِيُّ وَالْفَلاَّسُ والنَّسَائِيُّ: ضَعِيفٌ. وَقَالَ الْبَرْذَعِيُّ: قُلْتُ لأَبِي زُرْعَةَ: زَكَرِيَّا بْنُ مَنْظُورٍ؟، قَالَ: وَاهِي الْحَدِيثِ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.

وَقَالَ الْبَرْقَانِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيَّ يَقُولُ: زَكَرِيَّا بْنُ مَنْظُورٍ أبُو يَحْيَى الْقُرَظِيُّ مَدَنِيٌّ مَتْرُوكٌ.

(2) [حَدِيثُ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ]

قَالَ الطَّبَرَانِيُّ «الْكَبِيْرُ» (20/ 103/201) و «الدُّعَاءُ» (30): حَدَّثَنَا أبُو عَبْدِ الْمَلِكِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَنْ يَنْفَعَ حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ، وَلَكِنَّ الدُّعَاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ، فَعَلَيْكُمْ بِالدُّعَاءِ عِبَادَ اللهِ».

وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ أَحْمَدُ (5/ 234)، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ «زَوَائِدُ الْمُسْنَدِ» (5/ 234) كِلاهُمَا عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مُوسَى ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ بِمِثْلِهِ.

قُلْتُ: وَهَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ جِدَّاً. شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ ضَعِيفٌ لِسُوءِ حِفْظِهِ، وَلَمْ يَسْمَعْ مَعَاذَ بْنَ جَبَلٍ، قَالَهُ أَبُو بَكْرٍ الْبَزَّارٌ. وَعِلَّةٌ أُخْرَي أَشَدُّ مِنْ سَابِقِتِهَا: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ عَنِ الْحِجَازِيِّينَ وَالْعِرَاقِيِّينَ، وَإِنَّمَا حَدِيثُهُ فِي أَهْلِ بَلَدِهِ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير