تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأخيرا, كنت أقرأ احتجاج بعض أئمة الدعوة بسفر أبي بكر دون عزوه لأحد المصادر, وكنت أزور في نفسي أن ذلك قبل الهجرة فلا حجة فيه لأن الأرض يومها دار كفر, فلا يمتنع السفر من دار كفر لأخرى لمجرد الاتجار, فلا يصح الاستدلال بالحديث على تجويز ذلك السفر مطلقا, ولكن هذا الأثر ينص في بعض طرقه على أن ذلك وقع قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بعام, وحتى الطرق التي لم يذكر فيها التأريخ فيها أن سويبط ونعيمان بدريان مما يشعر بأن ذلك كان بعد بدر, ويبقى ضعف الأثر - في ما يظهر لي - عائقا دون الاحتجاج به على الجواز, وتبقي أدلة المالكية التي ذكر بعضها ابن رشد في المقدمات والونشريسي في المعيار سالمة من معارضتها به.

ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[19 - 02 - 08, 10:18 م]ـ

جزاك الله خيرا

حديث

" لقد خرج أبو بكر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم تاجرا إلى بصرى، لم

يمنع أبا بكر الضن برسول الله صلى الله عليه وسلم شحه على نصيبه من الشخوص

للتجارة، و ذلك كان لإعجابهم كسب التجارة، و حبهم للتجارة، و لم يمنع رسول

الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر من الشخوص في تجارته لحبه صحبته و ضنه بأبي

بكر، - فقد كان بصحبته معجبا - لاستحسان (و في رواية: لاستحباب) رسول الله

صلى الله عليه وسلم للتجارة و إعجابه بها ".

قال شيخنا الألباني رحمه الله في " السلسلة الصحيحة " 6/ 1036:

أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (23/ 300 / 674): حدثنا الحسين بن

إسحاق: حدثنا أبو المعافى الحراني حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن

زيد بن أبي أنيسة عن الزهري عن عبد الله أخي أم سلمة قال: سمعت أم سلمة

تقول فذكره. قلت: و هذا إسناد جيد، رجاله ثقات معروفون من رجال " التهذيب "

غير الحسين ابن إسحاق، و هو التستري، قال الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (

14/ 57): " كان من الحفاظ الرحلة، أكثر عنه أبو القاسم الطبراني ". قلت:

له حديث واحد في " المعجم الصغير "، و خمسة أحاديث في " المعجم الأوسط " (1 /

198/ 1 - 2/ 2617 - 2621). و للحديث إسناد آخر، فقال الطبراني في " الأوسط

" (2/ 95 / 2/ 6524): حدثنا محمد بن عمرو حدثنا أبي عن موسى بن أعين عن

إسحاق بن راشد عن الزهري عن عبد الله بن زمعة قال: سمعت أم سلمة تقول: فذكره

، و قال: " لم يروه عن الزهري إلا إسحاق بن راشد، تفرد به موسى بن أعين ".

قلت: هو ثقة من رجال الشيخين. و كذا شيخه إسحاق ثقة من رجال البخاري، لكن

قال الحافظ في " التقريب ": " في حديثه عن الزهري بعض الوهم ". قلت: فيخشى

أن يكون وهم في قوله: " عبد الله بن زمعة " مكان: " عبد الله أخي أم سلمة "،

و كلاهما صحابي، فهو وهم غير ضار إن شاء الله تبارك و تعالى. و لعله من أجله

فاوت الهيثمي بين إسنادي الطبراني، فوثق رجال الأول دون الثاني فقال (3/ 63

): " رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " بنحوه، و رجال " الكبير "

ثقات ".

ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[20 - 02 - 08, 07:16 م]ـ

جزاك الله خيرا على هذه الفائدة الثمينة

أحب أن أنبه لأمرين:

الأمر الأول: أن الرواية التي مدارها على زمعة الضعيف هي التي جاء فيه تأريخ الخبر بما يفهم منه تصريحا أو استنباطا أن ذلك السفر كان من أبي بكر بعد الهجرة ووجود دار الإسلام, وأما الرواية التي في الأوسط والأخرى في الأكبر فليس فيها تأريخ, فيبقى احتمال كون سفر أبي بكر بعد الهجرة لا دليل عليه, لاسيما وقد أشار الذهبي لورود السفر عن أبي بكر للاتجار في البصرة غير ما مرة, فلعلها أو على الأقل بعضها قبل الهجرة. قال الذهبي في تاريخ الإسلام:

" وجاء أنه اتجر إلى بصرى غير ما مرة "

الأمر الثاني: وهذا في الحقيقة لا أدري هل نقول هو اضطراب أم ماذا؟ فهناك ثلاثة رواة عن الزهري:

1 - زمعة, وروايته عن الزهري عن عبد الله بن وهب بن زمعة (ويقال له الأصغر) , وقد اختلف في صحبته ووثقه ابن حجر في التقريب, وروايته مشتملة على تأريخ السفر في بعض طرقها وعلى قصة مزاح النعيمان وسويبط في كل طرقها

2 - زيد بن أبي أنيسة, وروايته عن الزهري عن عبد الله أخي أم سلمة وهو صحابي, وليس فيها التأريخ أو القصة التي فيها المزاح

3 - اسحاق بن راشد, وروايته عن الزهري عن عبد الله بن زمعة ويقال له الأكبر إن لم أهم وهو صحابي, وليس فيها التأريخ أو القصة التي فيها المزاح

وإذا قلنا أن الرواة عن الزهري اضطربوا, فليكن بالحسبان أن ابن عساكر أخرج الأثر مع القصة والتأريخ بإسناده إلى الزبير بن بكار: " حدثني يحيى بن أبي الحارث بن عبد الله الأصغر بن وهب بن زمعة عن جابر بن علي بن يزيد بن عبد الله الأصغر بن وهب بن زمعة عن قريبة بنت عبد الله الأصغر بن وهب عن أبيها عن أم سلمة .. " والراوي عن أم سلمة في هذا الطريق هو عبد الله بن وهب بن زمعة, وهذا الطريق لا يمر بالزهري بل الراوي عن عبد الله بن وهب بن زمعة هو ابنته قريبة, وهذا الطريق لولا ما فيه من الجهالة لكان مقويا لطريق زمعة عن الزهري الذي أخرجه ابن ماجة وأحمد وغيرهما والراوي عن أم سلمة فيه هو عبد الله بن وهب بن زمعة أيضا.

خاتمة:

الذي فعله الألباني هو تضعيف طريق زمعة في ضعيف ابن ماجة, وذكر طريقي زيد بن أبي أنيسة وإسحاق في سلسلته الصحيحة, والذي أميل إليه أن غاية ما يمكن أن يقال هو ثبوت خروج أبي بكر دون ثبوت القصة أو التأريخ, وينبني على هذا الترجيح ما ذكرته من سلامة استدلال المالكية المانعين للسفر لدار الكفر للتجارة من معارضة هذا الأثر عن سفر أبي بكر, لاحتمال كونه قبل الهجرة حيث لا دار إسلام حينها, وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك, والله أعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير