تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والمقصود بقوله: ((وقال بعضهم)) هو شيخه عليّ بن المديني الذي قال في علله (ص17): ((يسير بن عمرو: قال عليّ: يسير هذا أبو عمر مِن أصحاب عبد الله بن مسعود. فروَى عنه أهل الكوفة، وأهل البصرة. وكان يُعرف بالكوفة بيسير بن عمرو، وبالبصرة بيسير بن جابر. فروَى عنه مِن أهل الكوفة: المسيّب بن رافع، وأبو إسحاق الشيباني، وقيس بن يسير ابنه روَى عن أبيه أنه كسا أويساً القرني ثوبين مِن العري. وروَى عنه مِن أهل البصرة: محمد بن سيرين، وأبو نضرة، وواقع بن سحبان، وأبو عمران الجوني، وزرارة بن أبي أوفى. وإنما علمنا أن يسير بن جابر هو يسير بن عمرو: لأن شعبة يروي أحاديث أبي إسحاق الشيباني كلّها فيقول فيها "يسير بن عمرو")). اهـ

قلتُ: والعلماءُ نقلوا استنتاجَ ابنِ المدينيّ أنهما رجل واحد وتتابعوا على ذلك، بينما حكمَ البخاريُّ بأن هذا غير صحيح. وقولُ البخاريِّ أحرى بالقبول في رأيي مِن ثلاثة أوجه:

الأول: أنّ شعبة لم يتكلّم عن أسير بن جابر شيئاً بل إنما تكلَّم عن يسير بن عمرو وسمَّاه: ((أسير بن عمرو)) بالهمزة. قال البخاريّ في كلامه السابق: ((وقال شعبة: أسير بن عمرو الشيباني)). اهـ

والثاني: أن يسير بن عمرو هذا كوفيّ، قال ابن أبي حاتم (الجرح والتعديل 1327، 9/ 308): ((يسير بن عمرو - وقال شعبة: أسير بن عمرو الشيباني - كوفيّ)). اهـ بينما أسير بن جابر بصريّ، قال عبد الله بن أحمد (علل أحمد 534، 1/ 311): ((سمعت أبي يقول: واقع بن سحبان بصري. وأسير بن جابر بصري: روى عنه أبو نضرة، وحميد بن هلال، وواقع بن سحبان)). اهـ فهما اثنان لا واحد. فجَمَعَ بينهما ابنُ المدينيّ فقال: إنّ اسمه عند أهل البصرة غير اسمه عند أهل الكوفة!

والثالث: أن أبا إسحاق الشيباني الكوفي إنما يروي عن يسير بن عمرو الشيباني الكوفي لا أسير بن جابر، وشعبة إنما قال في حديثه "أسير بن عمرو" على الصواب. فلا وجه لاستنتاج ابن المديني أنّ شعبة كان يقصد ابن جابر!

قال العقيلي في الصعفاء (1/ 135 - 137):

((أويس القرني الزاهد:

* حدثني آدم بن موسى قال: سمعت البخاري قال: "أويس القرني في إسناده نظر".

* أخبرنا محمد بن عيسى قال: حدثنا بندار قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا شعبة قال: حدثنا عمرو بن زهرة، قلتُ: "أخبِرْني عن أويس القرني، تعرفونه فيكم؟ " قال: "لا".

* حدثنا محمد بن علي بن زيد ومحمد بن إسماعيل قال: حدثنا العباس بن عبد العليم قال: حدثنا قراد بن نوح قال: حدثنا شعبة قال: "سألتُ أبا إسحاق وعمرو بن مرة عن أويس القرني فلم يعرفاه".

* حدثنا محمد قال: حدثنا الحسن قال: حدثنا زيد بن الحباب قال: حدثنا شعبة قال: "سألتُ عمرو بن مرة عن أويس القرني فلم يعرفه". قال زيد: وكان أويس من عشيرتهم.

* وحديثه حدثنا به محمد بن إسماعيل بن سالم قال: حدثنا عفان قال: حدثنا حماد بن سلمة، وحدثنا إبراهيم بن محمد قال: حدثنا أبو ظفر عبد السلام بن مطهر قال: حدثنا سليمان بن المغيرة، جميعاً عن سعيد الجريري، عن أبى نضرة، عن أسير بن جابر: أن عمر الخطاب قال لأويس القرني: "استغفر لي". قال: "أنت أحق أن تستغفر لي! إنك من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم". فقال: "إني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (خير التابعين رجل من قرن يقال له أويس) ".

* حدثنا محمد قال: حدثنا علي بن عبد الله المدني قال: حدثنا معاذ بن هشام قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن زرارة بن أبي أوفى، عن أسير بن جابر قال: كان عمر بن الخطاب إذا أتت عليه أمداد اليمن، سألهم: "أفيكم أويس؟ ". فذكر الحديث بطوله، وقال فيه: "سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يأتي عليك أويس بن عامر مع أمداد اليمن من مراد ثم من قرن، كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها برّ، لو أقسم على الله لأبرّه). حدثناه محمد بن إسماعيل قال: حدثنا هدبة بن خالد قال: حدثنا المبارك بن فضالة قال: حدثني أبو الأصفر مولى صعصعة بن معاوية، عن صعصعة بن معاوية وقال: كان أويس بن عامر رجلاً من قرن، وكان من أهل الكوفة، وكان من التابعين، فذكره أيضاً بطوله. وقال فيه: أن عمر قال: "أخبرَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أنه يكون في التابعين رجل يقال له أويس يخرج به وضح ويدعو الله أن يذهبه فيذهبه" وذكر الحديث.

قال: ليس منهم أحد تبين سماعاً من عمر.

* حدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنا الحسن بن علي قال: حدثنا أحمد بن محمد قال: حدثنا سلمة بن سليمان: قال سمعتُ ابن المبارك قال: سألتُ المعتمر عن الحديث الذي يروي عن أبيه عن هرم وأويس القرني حين التقيا. فقال المعتمر: ليس من حديث أبي)). اهـ

وقال ابن حبان (الثقات 1824، 4/ 61): ((أسير بن جابر العبدي الكوفي: يروى عن عمرو بن مسعود، روى عنه البصريون قتادة وأبو عمران الجوني وأبو نضرة. في القلب من روايته من أويس القرني، إلا أنه حكى ما حكى عن إنسان مجهول لا يُدرى مَن هو. والقلب أنه ثقة أميل)). اهـ

.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير