قال ابن سيرين: هو أحفظ الناس. وقال بكر بن عبد الله المزني: ما رأينا الذي هو أحفظ منه. وقيل للشعبي: هل رأيت قتادة؟. قال: نعم، فرأيت كناسة بين حشين. وقال أحمد: عام بالتفسير وباختلاف العلماء، قلما نجد من يتقدمه، أما المثل فلعل. وقال ابن حبان: كان من حفاظ أهل زمانه على قدر فيه، وكان مدلسًا. وقال العجلي: تابع ثقة، وكان يتهم بالقدر، وكان لا يدعو إليه، ولا يتكلم فيه. وقال الذهبي: الحافظ المفسر. وذكره الحلبي في التبيين لأسماء المدلسين، والعلائي في جامع التحصيل، وابن حجر في الطبقة الأولى من المدلسين.
5 - أنس بن مالك ():
هو أبو حمزة، أنس بن مالك بن النضر, الأنصاري, النجاري, المدني، نزيل البصرة، خادم رسول الله ?. أمه أم سليم بنت ملحان. له صحبة طويلة وحديث كثير، وملازمة للنبي ? منذ هاجر على أن مات، وعمر دهرًا. كان آخر الصحابة موتًا بالبصرة، مات سنة تسعين، أو إحدى وتسعين. وقيل: سنة ثلاث وتسعين. روى له الجماعة.
- روى عن:
روى عن: النبي ?، وأبي بكر، وعمر، وعثمان، وابن رواحة، وفاطمة الزهراء، وعبد الرحمن بن عوف، وابن مسعود، وأبي ذر، وأمه، وخالته، وأم الفضل، وجماعة.
- من تلاميذه:
روى عنه: الحسن، وأبو قلابة، وأبو مجلز، وقتادة، وثابت البناني، وابن سيرين، والزهري، وحميد الطويل، وربيعة بن أبي عبد الرحمن، وخلائق.
6 - أبو طلحة ():
هو زيد بن سهل بن الأسود بن حرام، الأنصاري، النجاري، أبو طلحة المدني. شهد العقبة وكان أحد النقباء، وشهد بدرًا والمشاهد كلها. وكان فارس النبي ?. قتل يوم حنين عشرين رجلاً بيده. عاش بعد النبي ? أربعين سنة، وكان يسرد الصوم. مات سنة أربع وثلاثين، وصلى عليه عثمان، وقيل: سنة اثنين وثلاثين. روى له الجماعة.
ثانيًا: تخريج الحديث والحكم عليه:
رواه أحمد في المسند (4/ 29) ح (16404). والبخاري: كتاب المغازي: باب ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنةً نعاسًا يغشى طائفة (4/ 14493). ح (3841)، وفي كتاب تفسير القرآن- سورة البقرة -: باب قوله: أمنةً نعاسًا. (4/ 1662) ح (4286))، الترمذي (5/ 229) ح (2008)، ابن حبان (16/ 145) ح (7180)، كلهم من حديث قتادة عن أنس عن أبي طلحة.
- وقد توبع قتادة عليه؛ فرواه حميد عن انس عن أبي طلحة؛ هكذا أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 212) ح (19396)، والنسائي في الكبرى (6/ 349) ح (1199)، و (6/ 316) ح (11080)، والطبراني في المعجم الكبير (5/ 98) ح (4708) ولفظه عندهم:" كنت فيمن أنزل عليه النعاس يوم أحد".
- وقول الطبراني – رحمه الله-: " لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا عمران"، ليس كذلك إلا أن يريد به هذا اللفظ بعينه" كنت فيمن صب عليه النعاس ... "إلخ، وإلا فقد تابع عمران في روايته عن قتادة كل من:
1 - سعيد بن أبي عروبة كما رواه من طريقه البخاري والترمذي والطبراني في الكبير ولفظه عند الترمذي: ": كنت فيمن تغشاه النعاس يوم أحد حتى سقط سيفي من يدي مرارا يسقط وآخذه ويسقط فآخذه".
2 - شيبان بن عبد الرحمن التميمي، كما عند البخاري أيضا وأحمد وابن حبان، ولفظه عند البخاري: " غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم أحد قال فجعل سيفي يسقط من يدي وآخذه ويسقط وآخذه".
- وقد وقع في رواية أحمد وابن حبان بعض الاختلاف، إذ فيها:" يوم بدر" مكان يوم أحد، وهو مشكل؛ فإن أحدا من أهل التفسير لا يذكر حديث أبي طلحة هذا عند تفسير آيات سورة الأنفال والتي تتحدث عن النعاس في غزوة بدر، أي: قوله تعالى:" إذ يغشيكم النعاس أمنة منه، وينزل عليكم من السماء ماءً ليطهركم به ... " الآية؛ وإنما يذكرونه عند تفسير آيات سورة آل عمران التي تتحدث عن غزوة أحد،عند قوله تعالى: "ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم ... " الآية، أما في بدر فيذكرون ما أخرجه أبو يعلى (1/ 242) ح (280) عن علي رضي الله عنه قال: ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي تحت الشجرة حتى أصبح".
¥