- ومن طريق سليمان بن طرخان التيمي أخرجه أبو يعلى (5/ 348) ح (2991) وقال حسين سليم أسد: إسناده صحيح.
- فهذه خمس طرق للحديث عن قتادة سوى طريق عمران القطان الذي أخرجه به الطبراني، فكيف قال: " لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا عمران"؟؟!!
- والحديث له شواهد منها: حديث أبي هريرة الآتي أخرجه البخاري: كتاب بدء الخلق: باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة، ومسلم: كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها: باب إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام, ح (5160). وأحمد (2/ 462) ح (9951)، والدارمي (2/ 435) ح (2838). وحديث سهل بن سعد أخرجه البخاري: كتاب الرقاق: باب صفة الجنة والنار, ح (6195). ومسلم (4/ 2176) ح (2827). وحديث أبي سعيد الخدري أخرجه أحمد (23/ 290/ح11245) , والترمذي (4/ 671/ح2524) , وابن حبان (16/ 426 /ح7413).
ثالثًا: غريبه ومعناه:
الراكب: قال بن السكيت يقال مر بنا راكِبٌ إذا كان على بعير خاصة فإذا كان على فرس أو حمار قلت مر بنا فارس على حمار وقال عمارة: راكب الحمار حَمَّار لا فارس. و الرَّكْبُ أصحاب الإبل في السفر دون الدواب وهم العشرة فما فوقها و الرُّكْبَانُ الجماعة منهم (17).
وفي المصباح: رَكِبْتُ الدابة و (رَكِبْتُ) عليها (رُكُوبًا) و (مَرْكِبًا). و (رَاكِبُ) الدابة جمعه (رَكْبٌ) مثل صاحب وصحب و (رُكْبَانُ) و (المَرْكَبُ) السفينة والجمع (المَرَاكِبُ) و (الرِّكَابُ) بالكسر: المطيّ الواحدة راحلة من غير لفظها و (الرَّكُوبَةُ) بالفتح الناقة (18).
- "في ظلها": قال الراغب: الظل ضد الضح وهو أعم من الفئ فإنه يقال ظل الليل وظل الجنة، ويقال لكل موضع لم تصل إليه الشمس ظل ولا يقال الفئ إلا لما زال عنه الشمس، ويعبر بالظل عن العزة والمنعة وعن الرفاهة، قال (إن المتقين في ظلال) أي في عزة ومناع، قال (أكلها دائم وظلها - هم وأزواجهم في ظلال) يقال ظللنى الشجر وأظلني، قال (وظللنا عليكم الغمام) وأظلني فلان حرسني وجعلني في ظله وعزه ومناعته (19).
قال ابن الأثير: "في ظلها":أي في ذَرَاها وناحِيتِها (19). وقيل: في راحتها ونعيمها؛ إذ الجنة لا شمس فيها ولا أذى وإنما هي أنوار متوالية لا حر فيها ولا قر بل لذات متوالية ونعم متتابعة (20).
- ولا حاجة لهذا التأويل؛ فإنه لا يلزم من عدم الشمس عدم الظل، بل الظل مخلوق لله تعالى وليس بعدم بل هو أمر وجودي له نفع في الأبدان وغيرها (21). وأيضًا فالاشتراك في الاسم لا يوجب الاشتراك في المسمى، والأصل إبقاء الألفاظ على ظواهرها ما لم يرد دليل يوجب خلاف ذلك.
- يقطعها: قَطَعَ الشيء يقطعه قَطْعاً و قَطَعَ النهر عبره من باب خضع (22)، وقطع المفازة قطْعا (23). و (قَطَعْتُ) الوادي جزته (24).
رابعًا: ما يؤخذ من الحديث:
- فيه: عظم نعيم أهل الجنة.
- أن الجنة مخلوقة موجودة الآن، وكذلك النار، وهو قول أهل السنة خلافًا للمعتزلة (25).
- وفيه: إشارة إلى كبر ثمارها؛ ومن ثم ورد أن نبقها كقلال هجر (26).
- وفيه: تفسير قوله تعالى: ? وظل ممدود?.
- وفيه: أن نعيم الجنة من جنس نعيم الدنيا لكن هذا لا يوجب التماثل.
- ويستفاد منه الرد على أهل التأويل الذين يؤولون صفات الباري سبحانه؛ فإن تماثل أسماء الأشياء في هذه وتلك لم يوجب تماثل المسميات فيهما (27).
- وفيه: إخبار النبي ? عن المغيبات التي أعلمها الله تعالى بها.
- وفيه: ثبوت العقائد بأخبار الآحاد (28).
- وفيه: ميل النفوس إلى النعيم المحسوس، وأنه لا حرج في ذلك.
------
1 - تاج العروس (1/ 8562)
2 - المصباح المنير (2/ 521)
3 - القاموس المحيط (1/ 1710).
4 - انظر تحفة الأحوذي (7/ 204).
5 - فيض القدير للمناوي (6/ 599).
6 - شرح العقيدة الطحاوية (ص 420)
7 - مجموع الفتاوى، ابن تيمية (13/ 279)
8 - المصباح المنير (1/ 180)
9 - النهاية في غريب الأثر (1/ 972)
10 - المصباح المنير (1/ 137)
11 - تاج العروس (1/ 7668)
12 - انظر شرح حديث "خيركم لأهله) تحفة الأحوذي (10/ 269)
13 - أخرجه مسلم (4/ 2273) ح (2959). واقتنى: ادخر لآخرته.
14 - شرح النووي على مسلم (15/ 48)
15 - انظر بحث القول بالمجاز في كلام الشارع والرد عليه في مختصر الصواعق المرسلة للإمام ابن القيم (2/ 381 وما بعدها)
16 - مختار الصحاح (ص 267)
17 - المصباح المنير (1/ 236)
18 - غريب القرآن للأصفهاني (1/ 314)
19 - النهاية في غريب الأثر (3/ 356)
20 - فتح الباري (11/ 424)، عمدة القاري (15/ 158)،
21 - قاله السبكي كما في فيض القدير للمناوي (2/ 466).
22 - مختار الصحاح (560)
23 - أساس البلاغة للزمخشري ص514
24 - المصباح المنير (2 - / 509)
25 - حادي الأرواح لابن القيم ص11 وما بعدها
26 - فيض القدير (2/ 466). وهل هذه الشجرة هي طوبى أو سدرة المنتهى، أو شجرة الخلد؟ فيه بحث: ففي سنن الترمذي (9/ 90) , عن أسماء بنت أبي بكر قالت: سمعت رسول الله ? - وذكر له سدرة المنتهى- قال: "يسير الراكب في ظل الفنن منها مائة سنة أو يستظل بظلها مائة راكب شك يحيى فيها فراش الذهب كأن ثمرها القلال". قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب. قال الحافظ ابن حجر: ويستفاد منه تعيين الشجرة المذكورة في الحديث. انظر فتح الباري لابن حجر (18/ 400). وفي مسند أحمد (23/ 290) ح (11245)، وصحيح ابن حبان (30/ 352) عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله ?, أنه قال له رجل: يا رسول الله، ما طوبى؟. قال: «شجرة في الجنة مسيرة مائة سنة، ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها».
وأخرج ابن جرير بسنده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ?: "وإن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مئة عام لا يقطعها، لا يقطعها، شجرة الخلد". تفسير الطبري (23/ 115).
27 - انظر في تحقيق ذلك التدمرية (ص39) , وما بعدها، لعبقري الإسلام وشيخه ابن تيمية رحمه الله تعالى.
28 - انظر هذا المبحث في مختصر الصواعق ص711، وما بعدها
¥