تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عوانة في المستخرج (1032).

- والحديث - كسابقه- فمع كون إسناده حسنا من أجل عمران القطان فإن متنه صحيح متفق على صحته.

- وقول الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن بكر إلا عمران" لأنه من طريق أبي رافع عن أبي هريرة قد رواه حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أبي رافع، كذا أخرجه أحمد ومسلم وأبو داود وأبو يعلى والطيالسي وابن خزيمة وإسحاق بن راهويه. وأخرجه أبو عوانة عن حماد بن زيد عن ثابت عن أبي رافع.

- فائدة: هذا الحديث رواه عن أبي هريرة أربعة عشر رجلا، فهو متواتر عنه، أو كالمتواتر. والله أعلم.

- وفي الباب عن علي, وأبي سعيد, وأنس, وعبد الله بن مسعود, وسهل بن سعد، كما قال الترمذي.

ثالثًا: غريبه ومعناه:- ما لم يحدث: قال في المصباح: (أَحْدَثَ) الإنسان (إِحْدَاثًا) والاسم (الحَدَثُ) وهو الحالة الناقضة للطهارة شرعا والجمع (الأَحْدَاثُ) مثل سبب وأسباب، وحَدَثَ الشيء (حُدُوثًا) من باب قعد تجدد وجوده فهو (حَادِثٌ) و (حَدِيثٌ) ومنه يقال (حَدَثَ) به عيب إذا تجدد وكان معدوما قبل ذلك ().

- مصلاه: (المُصَلَّى) بصيغة اسم المفعول موضع الصلاة أو الدعاء ().

- والمراد بقوله "في الصلاة": أي: في ثواب الصلاة لا في حكمها ().

- والمراد بقوله"ما دام في مصلاه": هو في المسجد ()، أي ينتظر الصلاة ().

رابعًا: ما يؤخذ من الحديث:- أخذ منه البخاري الرد على من منع المحدث أن يدخل المسجد، أو يجلس فيه وجعله كالجنب، قاله المازري ().

- وفيه: أن الحدث في المسجد خطيئة يحرم بها المصلي استغفار الملائكة ().

- وفيه: أن الحدث في المسجد أشد من النخامة؛ فإن لها كفارة، ولم يذكر للحدث كفارة، بل عوقب صاحبه بالحرمان ().

- وفيه: فضل التبكير إلى الصلوات والتهجير إليها ليحصل له فضيلة استغفار الملائكة ودعائهم.

- وفيه: أن الثواب المترتب على ذلك الانتظار هو في حق من كانت نيته الانتظار فحسب. فإن خالط تلك النية أمر آخر انقطع الثواب، وكذا إذا صرف نيته صارف آخر ().

- وفيه: الترغيب في ملازمة المصلى بعد الصلاة ليستكثر من دعاء الملائكة واستغفارهم له، فهو مرجو إجابته، قاله ابن بطال ().

- وفيه: أن الحدث في المسجد يبطل ذلك ولو استمر جالسًا ().

- وأن المحدث إذا خرجت منه ريح لم يكن له أجر المصلي، وإن جلس في المسجد بعد خروج الريح منه ينتظر الصلاة ().

- ويؤخذ منه: اجتناب حدث اليد واللسان من باب الأولى لأن الأذى منهما يكون أشد، ذكره ابن بطال ().


الكاشف (1/ 274) , الثقات للعجلي (1/ 251) , الجرح والتعديل (2/ 388) , جامع التحصيل (1/ 150).
- الإصابة (7/ 148) , تهذيب الكمال (30/ 15) , تهذيب التهذيب (7/ 420) , تقريب التهذيب (1/ 565) , الكاشف (2/ 325) , الثقات للعجلي (2/ 319) , الثقات لابن حبان (5/ 583) , الجرح والتعديل (8/ 489) , تذكرة الحفاظ (1/ 69).
- المصباح المنير (1/ص 124]، وانظر: تاج العروس (1/ 1234)، ومختار الصحاح (ص167).
- المصباح المنير (1/ 346).
- فتح الباري (2/ 143).
- عمدة القاري (4/ 203).
- فتح الباري (2/ 143).
قلت (الباحث): ظاهر رواية الطبراني أن ذلك الفضل لمن صلى المكتوبة ثم جلس في مصلاه بعدها، لكن في رواية البخاري وغيره ما يدل على أن المراد بذلك من صلى النافلة ثم جلس ينتظر المكتوبة، ففي تلك الرواية: "الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه، ما لم يحدث: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه، لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة"، وبوب = عليه البخاري: باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة"، لكنه وقع في بعض الروايات أيضًا ما يدل على الأول. أعني: من صلى المكتوبة ثم جلس في مصلاه بعدها، ففي رواية ابن خزيمة وغيره: "إذا صلى أحدكم ثم جلس مجلسه الذي صلى فيه لم تزل الملائكة تصلي عليه اللهم اغفر له اللهم ارحمه ما لم يحدث". وقد بوب عليه ابن خزيمة: "باب فضل الجلوس في المسجد بعد الصلاة متطهرًا". وإن كان قد يُنازع في أن ذلك هو المراد، بأن يقال: يحمل هذا المطلق على المقيد في الروايات الأخرى، فيكون المراد من جلس بعد صلاة النافلة. لكن في رواية عند أحمد ما يدل على أن المراد كلا الأمرين جميعًا: من صلى النافلة ثم جلس ينتظر المكتوبة، ومن صلى المكتوية وجلس بعدها، وهو ما أخرجه في (1/ 144) ح (1218) بسنده عن علي بن أبي طالب أن النبي ? قال: "إن العبد إذا جلس في مصلاه بعد الصلاة، صلت عليه الملائكة؛ وصلاتهم عليه: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، وإن جلس ينتظر الصلاة صلت عليه الملائكة، وصلاتهم عليه: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه". قال الأرنؤوط: حسن لغيره. والله أعلم.
- انظر فتح الباري (1/ 538).
- عمدة القاري (4/ 203).
- الفتح (1/ 539).
- عمدة القاري (5/ 176) , وقال العيني أيضًا: "ويدخل في ذلك من أشبههم في المعنى ممن حبس نفسه على أفعال البر كلها". انتهى. ويحتمل أن المراد بكلامه: أن من حبس نفسه على عمل من أعمال البر له أجر كالذي يكون له حين يعمله، أو أنه إذا صرفت نيته إلى شيء آخر سوى ذلك العمل فإنه ينقطع الأجر الذي يحصل له وقت حبس نفسه كما ينقطع أجر منتظر الصلاة بتغيير نيته. والله أعلم.
فائدة:
قال ابن عبد البر في الاستذكار (2/ 298): "ولو قعدت المرأة في مصلى بيتها تنتظر وقت الصلاة الأخرى فتقوم إليها لم يبعد أن تدخل في معنى الحديث لأنها حبست نفسها عن التصرف رغبة في الصلاة وخوفًا من أن تكون في شغل يفوتها معه الصلاة، ومن هذا المعنى قيل: انتظار الصلاة رباط لأن المرابط يحبس نفسه عن المكاسب إرصادا للعدو". وقال في التمهيد (19/ 39): "ولو قعدت المرأة في بطن بيتها، أو من لا يقدر على شهودها في المسجد لكان كذلك إن شاء الله". وذهب ابن المسيب إلى أن القعود في المسجد أفضل من اتباع الجنازة؛ لأن الملائكة تصلي على القاعد. انظر التمهيد (19/ 39).
- عمدة القاري (4/ 203).
- المصدر السابق (4/ 203).
- صحيح ابن خزيمة (1/ 187).
- الفتح (2/ 143).
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير