الثاني: أن الجد هو المتخاصم مع زوجته على (ابن) لهما وهي رواية عبد الرزاق وهشيم مصرحاً بالتحديث.
الثالث: أن رجلاً هو المتخاصم مع زوجته على (صبي) لهما والراوي لخبر الرجل هو (سلمة)، وهي رواية حماد بن سلمة وكذا عيسى بن يونس وعلي بن غراب فيما ذكر المزي، وهي ظاهر رواية هشيم المعنعنة التي ذكرها المزي، ولكن الراوي للخبر عند هشيم أصبح (عبد الحميد) لا أبوه (سلمة) وهو خطأ واضح.
والصواب في كل ما سبق أن رواية ابن عليه هي وحدها مختلفة السياق إذ أنها أفادت أن الجد هو المتخاصم عليه فهي شاذة من هذا الوجه بلا ريب؛ ذلك لأن الروايات الأخرى كلها تبين أن الجد هو المتخاصم مع زوجته على صبي لهما، وهذا الجد أو الرجل هو رافع وهو الذي أسلم وأبت امرأته أن تسلم كما اتفقت عليه كل الروايات ولا يضر هنا إبهام ابن علية في روايته تحديد الذي أسلم منهما.
فلا اختلاف إذن بين روايات ابن سلمة وابن جعفر إلا في تحديد جنس المختلف عليه! حيث أن رواية عيسى بن يونس عن (عبد الحميد بن جعفر) تبين أن الجد رافع يختصم مع زوجته على (صبية) فطيم أو شبهه.
ولعل ابن القطان الفاسي لما رأى مخالفة ابن علية، والاختلاف بين صبية وصبي ظن أن الحديثين مختلفين فادعى التفريق.
والاختلاف بين الذكورة والأنوثة لا يقتضى أن الحديثين مختلفين؛ ذلك لأنه قد يكون حصل وهم في تحديد الجنس إما من عثمان أو من عيسى أو شيخهما عبد الحميد بن جعفر الأنصاري فإن في حفظه شيئاً كما تقدم في ترجمته والله الموفق.
رابعاً: النتائج المترتبة على ما سبق:
يترتب على ما سبق نتائج مهمة وخطيرة جداً ألخصها فيما يلي:
1 - (عبد الحميد بن سلمة) أو في قول للدارقطني (عبد الحميد بن يزيد بن سلمة) هو نفسه (عبد الحميد بن جعفر) أي ليس مجهول العين كما ظن ابن حجر والألباني وأبو فاطمة.
2 - (عثمان بن مسلم البتي البصري) من تلاميذ (عبد الحميد بن جعفر) ولا غرابة في أن يكون له تلميذ بصري فقد روى عنه أكثر من بصري كما في ترجمته.
3 - (سلمة الأنصاري) هو جعفر والد عبد الحميد وهو تابعي، فلا وجود لصحبة سلمة التي قال بها ابن حجر في تقريبه مع أنه يشير إلى الاختلاف السابق في سند حديثه!!
وأما قول الدارقطني في أحاديث النزول: «عبد الحميد وأبوه لا يعرفان» فهو لم يعرف عبد الحميد لما تقدم من تغيير في اسمه، ولم يعرف الأب بناء على عدم معرفة الابن.
وكذا يفسر قوله الذي نقله ابن حجر عنه: «عبد الحميد بن سلمة وأبوه وجده لا يعرفون».
4 - (أبو سلمة الأنصاري) هو رافع الصحابي.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، ويا رب! إن فضلك علي عظيم فلك الحمد على كل نعمة أنعمتها عليّ.
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[22 - 09 - 09, 08:04 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل الدزماوي:
هذا استدراك على محققي المسند كتبته بتاريخ 9 - 3 - 2009م ولم ييسر الله تعالى نشرَه.
قلتُ رادًا على أحد الإخوة الفضلاء:
"هب أن استدراك محققي المسند صحيحٌ، وأن الصواب أنه عبد الحميد بن جعفر، فالنتيجة أن ابن جعفر اختلف عليه في هذا الحديث وصلا وإرسالا:
فرواه أحمد (3/ 428،444)، وابن ماجه (1429)، وابن خزيمة (662)، (1319) من طريق يحيى بن سعيد، وابن ماجه (1429م) من طريق وكيع. والطحاوي في "شرح المشكل" (6179)، والحاكم (1/ 229) من طريق أبي عاصم النبيل، وابن حبان (2277) من طريق عيسى بن يونس، والعقيلي في "الضعفاء" (1/ 188 - 189) من طريق أبي نعيم. وأخرجه غيرهم.
أربعتهم (يحيى، ووكيع، وأبو عاصم، وأبو نعيم) عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه - وهو جعفر بن عبد الله بن الحكم -، عن تميم بن محمود، عن عبد الرحمن بن شبلٍ فذكره.
وخالفهم عثمان بن مسلم البتي فرواه عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه ولم يجاوزه.
أخرجه أحمد (5/ 446 - 447)، وأبو يعلى (788 - غاية المقصد)، وأبو الشيخ في "أمثال الحديث" (258) من طريق عثمان البتي به، بمتن الشاهد.
قلت: لا شك في تقديم رواية الأربعة لأنهم أكثر وأحفظ وأجل." أهـ.
والله الموفق.