تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الأوَّلُ: يحيى بنُ الحارثِ لم يتعيَّنْ لَدَيَّ مَنْ هُوَ، فقدْ جاءَ عندَ العُقيليِّ أنَّهُ: يحيى بنُ الحارثِ الطَّائيُّ، ويروي عنْ أخيه زَهْدَم، وقدْ قالَ عنهُ الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في " التَّقريب ": " ضعيفٌ "، وجاءَ عند البقيَّةِ أنَّه: يحيى بنُ الحارثِ، من غير أنْ ينسبوه، ويروي عن أخيه مخارقِ بنِ الحارثِ، وعندَ رُجُوعِي إلى " تهذيبِ الكمالِ " وجدتُ أنَّ يحيى بنَ الحارثِ الشِّيرازيَّ هو الَّذي يروي عنهُ: زيدُ بنُ أخزمَ، ويروي عن أخيه مخارقٍ، ويحيى _ هذا _ قالَ فيهِ الحافظُ في " التَّقريب ": " مقبولٌ "، وذكرَ أنَّ مَنْ خَلَطَ الطَّائيَّ بالشِّيرازيِّ فقد وَهِمَ، وقال العُقيليُّ في ترجمة يحيى بنِ الحارثِ الطَّائيِّ: " ولاَ يصحُّ حديثُهُ ".

الثَّاني: سواءٌ كان الحديثُ عن زَهْدَم بنِ الحارثِ، أو عن مخارقِ بنِ الحارثِ، فكلاهما مجهولٌ لا يُعْرفُ، وقال العُقيليُّ في ترجمة زهدم بن الحارث الطَّائيِّ: " عن بهزِ ابنِ حكيمٍ، لاَ يُتابعُ عليه، ولاَ يُعْرفُ إلاَّ بِهِ "، وقال: " لاَ يُحْفَظُ هذا الحديثُ عن بهزٍ إلاَّ عن هذا الشَّيخِ، وقد رُوِيَ بغيرِ هذا الإسنادِ، وفي إسنادِهِ لينٌ واضْطِرابٌ ".

أقولُ: قولُ العُقيليِّ: (لم يُتابعْ عليه) و (لاَ يُحْفظُ هذا الحديثُ عن بهزٍ إلاَّ عن هذا الشَّيخِ) مردودٌ بمتابعةِ عبدِ القاهرِ بنِ شُعيبٍ لهُ، أخرجَ متابعتَهُ: تمَّامٌ الرَّازيُّ في " فوائده " (2/ 43 _ رقم:1091) عن أبي الحسنِ عليِّ بنِ عمرَ الدَّارقطنيِّ، والبيهقيُّ في " السُّنن الكبرى " (6/ 141 _ رقم:11548) من طريقِ الزُّبيرِ بنِ عبدِ الواحدِ، كلاهما عن محمَّدِ بنِ نوحٍ الجُنْدَيسَابُورِيِّ، حدَّثنا عبدُ القدُّوسِ بنُ محمَّدِ بنِ عبدِ الكبيرِ [جاء عند تمَّام: عبد الكريم، وهو تحريفٌ] بنِ شُعيبِ بنِ الحبحابِ، حدَّثنا عبدُ القاهرِ بنُ شُعيبٍ، عن بهزِ بنِ حكيمٍ، عن أبيه، عن جدِّهِ؛ قال: قال رسولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " قَاطِعُ السِّدْرِ يُصَوِّبُ اللَّهُ رَأْسَهُ في النَّارِ ".

أقولُ: هذه متابعةٌ إسنادُها جيِّدٌ؛ فمحمَّدُ بنُ نوحٍ ثقةٌ مأمونٌ _ كما قال الدَّارقطنيُّ _، وعبدُ القدُّوسِ بنُ محمَّدٍ قال فيه أبو حاتمٍ: " صدوقٌ "، ووثَّقَهُ النَّسائيُّ، وعبدُ القاهرِ بنُ شُعيبٍ قال صالحٌ _ جَزَرَة _: " لا بأسَ به "، وذكره ابنُ حِبَّانَ في " الثِّقاتِ "، أمَّا روايةُ بهزِ بنِ حكيمٍ عن أبيه عن جدِّهِ فإنَّ الأكثرَ على تحسينِ هذه السِّلْسلةِ، لكنْ في النَّفسِ من حديثِهِ هذا شيءٌ، وخاصَّةً أنَّهُ لم يُتابعْ عليه، فقدْ قالَ أبو حاتمٍ في بهزٍ: " شيخٌ يُكْتبُ حديثُهُ، ولاَ يُحْتجُّ به "، أي: يكتبُ حديثُهُ للاعتبارِ، ولاَ يُحتجُّ بِهِ إِذَا انْفَرَدَ، وقال الحاكمُ: " كان من الثِّقاتِ، ممَّنْ يُجْمعُ حديثُهُ، وإنَّما أُسْقِطَ من الصَّحيحِ روايته عن أبيهِ عن جدِّهِ؛ لأنَّها شاذَّةٌ لا متابعَ له فيها "، وقال ابنُ حِبَّانَ: " كان يُخْطىءُ كثيراً "، فاللَّهُ أعلمُ بالصَّوابِ.

ثالثاً: حديثُ عبدِ اللَّهِ بنِ حُبْشيٍّ _ رضيَ اللَّهُ عنهُ _.

أخرجَهُ يعقوبُ بنُ سفيانَ في " المعرفة والتَّاريخ " (1/ 267)، وأبو داودَ في " سننه " (رقم:5239) _ ومن طريقِهِ: البيهقيُّ في " السُّنن الكُبرى " (6/ 139 _ رقم: 11538) _، والنَّسائيُّ في " السُّنن الكُبرى " (5/ 182 _ رقم:8611)، والطَّحاويُّ في " مشكل الآثار " (4/ 119 _120)، وأبو مسلمٍ الكَجِّيُّ _ أو الكَشِّيُّ _ في " سننه " _ كَمَا في " رفعِ الخِدْرِ عن قطعِ السِّدْرِ " للسُّيوطيِّ (2/ 54 _ ضمن الحاوي للفتاوي) وعنه: الطَّبرانيُّ في " المعجم الأوسط " (3/ 50 _ رقم:2441) واللَّفظُ لهُ _ ومن طريقِهِ: الضِّياءُ المقدسيُّ في " الأحاديث المختارة " (9/ 237 _ رقم:215)، والمزِّيُّ في " تهذيب الكمال " (11/ 44) و (14/ 405) _ من طرقٍ عنِ ابنِ جُريجٍ، عن عثمانَ بنِ أبي سليمانَ، عن سعيدِ بنِ محمَّدِ بنِ جُبيرِ بنِ مُطْعِمٍ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ حُبْشيٍّ؛ قال: قال رسولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " مَنْ قَطَعَ سِدْرَةً؛ صَوَّبَ اللَّهُ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير