ـ[نادر بن وهبي النَّاطور]ــــــــ[16 - 03 - 09, 11:45 ص]ـ
نماذج من زياداتي التي زدتها على غيري
• النموذجُ الأوَّلُ من زياداتي:
58 _ (ع) حجَّاج بن محمَّد، المِصِّيصيُّ، الأعور، أبو محمَّد، الترمذيُّ الأصل، نزل بغداد، ثمَّ المِصِّيصة (96) [ز].
• نوع التدليس: التَّسوية
• المرتبة: الأولى
قال عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل: " قال أبي: رأيت سُنيداً عند الحجَّاج بن محمَّد وهو يسمع منه كتاب " الجامع " _ يعني لابنِ جُريجٍ _، فكان في الكتاب: ابن جُريجٍ قال: أُخبرت عن يحيى بن سعيد، وأُخبرت عن الزُّهريِّ، وأُخبرت عن صفوان بن سليم، فجعل سُنيد يقول لحجَّاج: قُلْ يا أبا محمَّد: ابن جُريجٍ عن الزُّهريِّ، وابن جُريجٍ عن يحيى بن سعيد، وابن جُريجٍ عن صفوان بن سليم، فكان يقول هكذا، ولم يحمده أبي فيما رآه يصنع بحجَّاج، وذمَّه على ذلك.
قال أبي: وبعض هذه الأحاديث التي كان يُرسلها ابنُ جُريجٍ أحاديث موضوعة، كان ابن جُريجٍ لا يُبالي من أين يأخذه _ يعني قوله: أُخبرت، وحُدِّثت عن فلانٍ _ " (97).
قال الحافظُ ابنُ حَجَرٍ: " وقد ذكر أحمد أنَّ سُنيداً لزم حجَّاجاً، إلاَّ أنَّه كان يحمله على تدليس التَّسوية، وعابه بذلك، وكأنَّ هذا هو السَّبب في تضعيف من ضعَّفه، واللَّه أعلم " (98).
وقال أيضاً _ عند ذكره لسُنيد بن داود في سياق أسماء من طُعِنَ فيه من رجالِ " صحيحِ البُخاريِّ " _: " سُنيد بن داود المِصِّيصيُّ، صاحبُ التَّفسيرِ، حُكِيَ عن أحمد بن حنبل أنَّه حضر معه عند الحجَّاج في سماع " الجامع " لابنِ جُريجٍ، وكان يحمل حجَّاجاً على أنْ يُدلِّس تدليس التَّسْوية " (99).
قلت: حجَّاجٌ أحدُ الأثباتِ، وقد أجمعوا على توثيقه، لكنَّه تغيَّر في آخر عمره واختلط، وتلقين سُنيد له كان في حال تغيُّره، فقد قال الخلاَّل: " ورُوِيَ أنَّ حجَّاجاً كان هذا منه في وقت تغيُّره، ويرى أنَّ أحاديث النَّاس عن حجَّاج صحاح إلاَّ ما روى سُنيد " (100)، لذا تدليسه هذا مقيَّدٌ برواية سُنيدٍ عنه لا على إطلاقه، فما دام الأمر كذلك؛ نرى أنَّه من أهل المرتبة الأولى، واللَّه أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
• النموذجُ الثَّاني من زياداتي:
264 _ (ت، س) النُّعمان بن ثابت بن زوطى، التَّيْمِيُّ، أبو حنيفةَ، الكوفيُّ، إمامُ أهلِ الرَّأي [ز] (101).
• نوع التدليس: الإسناد
• المرتبة: الخامسة (102).
قال ابنُ أبي حاتمٍ: حدَّثنا أحمد بن منصور المَرْوَزيُّ؛ قال: سمعت سلمة بن سليمان؛ قال: قال عبد اللَّه _ يعني ابنَ المبارك _: " إنَّ أصحابي ليلومونني في الرِّواية عن أبي حنيفة، وذاك أنَّه أخذ كتاب محمَّد بن جابر عن حمَّاد بن أبي سليمان، فروى عن حمَّاد ولم يسمعه منه " (103).
قلت: هذه الحكايةُ إسنادها حسنٌ، وهي دالَّةٌ على تدليسِ أبي حنيفة عن شيخه حمَّاد بن أبي سليمان _ الَّذي به تفقَّه _، وقد تابع أحمد بن منصور عليها عبدة بن عبد الرَّحيم _ وهو صدوقٌ أيضاً _ عند عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل في " السُّنَّة "؛ يقول عبد اللَّه بن أحمد: حدَّثني عبدة بن عبد الرَّحيم _ مَرْوَزيٌّ شيخٌ صالحٌ _، أخبرنا سلمة بن سليمان؛ قال: دخل حمزة البزَّاز على ابنِ المبارك فقال: يا أبا عبد الرحمن، لقد بلغني من بصر أبي حنيفة في الحديث واجتهاده في العبادة حتَّى لا أدري من كان يدانيه، فقال ابنُ المبارك: أمَّا ما قلت: بصرٌ بالحديثِ؛ فما كان لذلك بخليقٍ، لقد كنت آتيه سرّاً من سفيان، وإنَّ أصحابي كانوا ليلوموني على إتيانه؛ ويقولون: أصاب كتب محمَّد بن جابر (104) فرواها، وأمَّا ما قلت من اجتهاده في العبادة؛ فما كان بخليقٍ لذلك، لقد كان يصبح نشيطاً في المسائل، ويكون ذلك دأبه حتَّى ربَّما فاتته القائلة، ثمَّ يُمسي وهو نشيطٌ، وصاحبُ العبادةِ والسَّهرِ يصبح وله فترة " (105).
وللحكايةِ شاهدٌ من قولِ محمَّد بن جابر نفسه، فقد قال ابنُ أبي حاتمٍ: أخبرنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجانيُّ _ فيما كتب إليَّ _؛ قال: حدَّثني إسحاق بن راهويه؛ قال: سمعت جريراً يقول: قال محمَّد بن جابر اليَمَاميُّ: " سرقَ أبو حنيفة كتب حمَّادٍ منِّي " (106).
يقول الأخ زبير بن مجدّد _ مُعلِّقاً على هذا الخبرِ _: " وسنده حسنٌ إليه، واليَمَاميُّ ضعيفٌ، والاعتماد في هذا البابِ على قولِ ابنِ المبارك _ رحمه اللَّه _، وقول اليَمَاميِّ ذكرته استشهاداً لا احتجاجاً "، وقال أيضاً: " ثبت بهذا التَّحقيقِ أنَّ أبا حنيفة كان مُدلِّساً، والمُقرَّرُ في الأصولِ أنْ لا يُحتجَّ بحديثِ المُدلِّسِ إلاَّ إذا صرَّح بالسَّماعِ، ولم يذكره ابنُ حَجَرٍ في المدلِّسين، لكنَّه من الطَّبقة الخامسة كما حقَّقته " (107).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
• النموذج الثَّالثُ من زياداتي:
266 _ (ت) نوح بن أبي مريم، أبو عِصْمة، المَرْوَزيُّ، القرشيُّ مولاهم، ويُعرف بنوحٍ الجامعِ [ز] (108).
• نوع التدليس: الإسناد
• المرتبة: الخامسة
قال العبَّاسُ بنُ مصعبٍ: " أَدْركَ الزُّهريَّ وابنَ أبي مُلَيْكةَ، وكان يُدلِّسُ عنهما " (109).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ