تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثَوَابَهَا ".

قالَ ابنُ الجوزيِّ: " هَذَا حَدِيثٌ موضوعٌ، قَدْ وَضَعَهُ مَنْ عَزَمَ عَلَى وَضْعِ أَحَادِيثَ التَّرغيبِ، ... ، فالمُتَّهمُ بِوَضْعِهِ بزيعٌ، وَقَدْ ذَكَرْنَا عَنِ الدَّارقطنيِّ أنَّهُ قالَ: هُوَ متروكٌ، وقالَ ابنُ عَدِيٍّ: كُلُّ أَحَادِيثِهِ منكراتٌ، لاَ يُتَابِعُهُ عَلَيْهَا أَحَدٌ ".

أقولُ: وَهُوَ كَمَا قَالَ، فبزيعٌ _ هَذَا _ هُوَ: ابنُ حسَّانٍ أبو الخليلِ، قالَ فيهِ أبو حاتمٍ: " ذاهبُ الحديثِ وقالَ ابنُ حِبَّانَ: " يأتي عنِ الثِّقاتِ بأشياءَ موضوعةٍ، كأنَّهُ المتعمِّدُ لها "، وَجَاءَ نحوه عنِ الحاكمِ، وَهُوَ قليلُ الحديثِ.

وَلَهُ طريقٌ أُخْرَى عنْ أنسِ بنِ مالكٍ: أخرجَها ابنُ شاهينَ في " شرحِ مذاهبِ أهلِ السُّنَّةِ " (رقم:73) قالَ: حدَّثنا عبدُ اللَّهِ بنُ محمَّدٍ البغويُّ، حدَّثنا كاملُ بنُ طلحةَ، حدَّثنا عبَّادُ بنُ عبدِ الصَّمدِ، عنْ أنسِ بنِ مالكٍ _ يرفعُ الحديثَ إلى رَسُولِ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _ قالَ: " مَنْ بَلَغَهُ فَضْلٌ عَنِ اللَّهِ فَعَمِلَ بِهِ؛ أَعْطَاهُ اللَّهُ ذَلِكَ الفَضْلَ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ ".

وَتَابَعَ كاملَ بنَ طلحةَ عليهِ: الحارثُ بنُ الحجَّاجِ بنِ أبي الحجَّاجِ _ وَهُوَ مجهولٌ _: أخرجَهُ ابنُ عبدِ البرِّ في " جامعِ بيانِ العلمِ وفضلِهِ " (1/ 22) بلفظِ: " ... ، وَمَنْ بَلَغَهُ عنِ اللَّهِ فَضْلٌ فَأَخَذَ بِذَلِكَ الفَضْلِ الَّذِي بَلَغَهُ؛ أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا بَلَغَهُ وَإِنْ كَانَ الَّذِي حَدَّثَهُ كَاذِباً ".

قالَ ابنُ عبدِ البرِّ: " هَذَا الحَدِيثُ ضَعِيفٌ؛ لأنَّ أبا مَعْمَرٍ عبَّادَ بنَ عبدِ الصَّمدِ انْفردَ بِهِ، وَهُوَ متروكُ الحديثِ، وأهلُ العلمِ _ بجماعتِهِمْ _ يتساهلونَ في الفضائلِ، فَيَرْوُونَهَا عنْ كُلٍّ، وإنَّمَا يتشدَّدونَ في أحاديثِ الأحكامِ ".

أقولُ: بَلْ هُوَ مُنْكرٌ جدّاً؛ عبَّادُ بنُ عبدِ الصَّمدِ وَهُوَ: أبو مَعْمَرٍ، قالَ فيهِ البُخاريُّ: " منكرُ الحديثِ وقالَ أبو حاتمٍ: " ضعيفُ الحَدِيثِ جِدّاً، منكرُ الحديثِ، لاَ أعرفُ لهُ حَدِيثاً صَحِيحاً وقالَ ابنُ حِبَّانَ: " منكرُ الحَدِيثِ جِدّاً، يَرْوِي عنْ أنسٍ مَا لَيْسَ مِنْ حَدِيثِهِ، وَمَا أُرَاهُ سمعَ منهُ شيئاً، فَلاَ يجوزُ الاحتجاجُ بهِ فِيمَا وَافَقَ الثِّقاتَ، فكيفَ إذا انْفَرَدَ بأوابدَ؟! وقالَ ابنُ عَدِيٍّ: " يُحدِّثُ عنْ أنسٍ بالمناكيرِ، ... ، وَهُوَ ضَعِيفٌ منكرُ الحديثِ ".

أمَّا قولُ ابنِ عبدِ البرِّ: " وأهلُ العلمِ ... الخ " فيُردُّ عليهِ: بأنَّ أَهْلَ العلمِ إنَّمَا أَجَازُوا رِوَايَةَ الأَحَادِيثِ الضَّعيفةِ في فضائلِ الأعمالِ إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهَا ضَعْفٌ شَدِيدٌ، حيثُ لاَ يكونُ فِيهَا متروكٌ أو متَّهمٌ بالكذبِ أوكذَّابٌ، وَحَدِيثُ أنسٍ _ هَذَا _ ضعفهُ شديدٌ.

الشَّاهدُ الثَّاني: أخرجَهُ الحسنُ بنُ عرفةَ في " جزئِهِ " (رقم:63) _ ومنْ طريقِهِ: الخطيبُ البغداديُّ في " تاريخِ بغداد " (8/ 295)، وابنُ الجوزيِّ في " الموضوعاتِ " (1/ 258) _، وابنُ شاهينَ في " شرحِ مذاهبِ أهلِ السُّنَّةِ " (رقم:68) منْ طريقِ أبي يزيدَ خالدِ بنِ حيَّانَ الرَّقِّيِّ، عنْ فراتِ بنِ سلمانَ، وعِيسَى بنِ كثيرٍ، كِلاَهُمَا عنْ أبي رجاءٍ، عنْ يحيى بنِ أبي كثيرٍ، عنْ أبي سَلَمةَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ، عنْ جابرِ بنِ عبدِ اللَّهِ الأنصاريِّ؛ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ _: " مَنْ بَلَغَهُ عنِ اللَّهِ _ عزَّ وجلَّ _ شَيْءٌ فِيهِ فَضْلٌ فأخَذَهُ إيماناً بِهِ، وَرَجَاءَ ثوابِهِ؛ أَعْطَاهُ اللَّهُ _ عزَّ وجلَّ _ ذَلِكَ، وإنْ لم يكنْ كَذَلِكَ ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير